حسابي

بحث

القائمة

Amany Abdelhalem

باحثة في الفلسفة والنقد الثقافي، كاتبة محتوى إبداعي متنوع.. مهتمة بكل ما يخص الثقافة، والمجتمع.

1.84 ألف نقاط السمعة
209 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ 3 سنوات
5

"صكوك الغفران الإجتماعي"!.. أتعتقدون أن النجاح يطهر أصحابه من خطاياهم؟!

قرأت منذ فترة حول ما يعرف ب"صكوك الغفران" ، وهي فكرة خادعة روجها بعض رجال الدين الفاسدين بأوروبا القديمة؛ للسيطرة على المجتمع، وتحقيق مكاسب مادية بنفس الوقت. وهو ما شجع معظم الأثرياء حينذاك، على إرتكاب مختلف الجرائم والذنوب دون قلق؛ كونهم سيتحللون من جميعها، فور شرائهم صكوك الغفران!! وهنا تأملت قليلا ما يحدث بمجتمعاتنا المعاصرة، تحديدا حينما يسعى البعض لتحسين صورته، ووضعه الإجتماعي، من خلال الحصول على "صكوك غفران إجتماعية" إن جاز هذا التعبير، فنجد الشخص مستعدا لدفع الغالي والثمين؛
7

"أحياناً لا يرغب الناس في سماع الحقيقة، لأنهم لا يريدون رؤية أوهامهم تتحطم"!.. كيف نتعامل مع أصحاب التصلب الفكري؟!

ما أصعب أن تناقش شخصا متشبثا بأفكاره حد الجمود؛ فتصبح كمن ينفخ في قربة مثقوبة، خاصة إن دار ذلك النقاش حول أفكاره نفسها! وهذا التشبث الغير منطقي بالأفكار والمعتقدات، يعرف بالجمود أو التصلب الفكري. حيث يجد الفرد نفسه مضطرا للدفاع عن منظومة من الأفكار والمعتقدات، ضد أي محاولة لنقدها أو التحقق من صحتها.. حتى أنه قد يعي بمرحلة ما خطأ بعض من هذه المعتقدات، أو عدم منطقيتها، لكنه لا يجرؤ على تحطيمها أو التخلي عنها رغم ذلك! وترجع بعض الدراسات
13

باحثة ماجستير بالفلسفة، والنقد الثقافي.. إسألوني ما شئتم!

درست المنطق، ومختلف التخصصات الفلسفية.. تخصصت بالنقد الثقافي، والدراسات الثقافية لنيل درجة الماجستير، ثم عملت بتدريس المواد الفلسفية لثلاث سنوات.. والآن أرحب بأسئلتكم حول تلك التخصصات المتشعبة، والمشجعة على التساؤلات، فلا تترددوا في طرحها!
6

كتاب "الخوف من الحرية".. لماذا يلجأ الإنسان للتخلي عن حقوقه؟!

الطبيعي أن يسعى الإنسان للتحرر والإستقلال بحياته وقراراته. لكن أن يسعى للبحث عن جهة تتخذ القرارات نيابة عنه، وتحول بينه وبين حريته، فذلك مناف تماما للطبيعة البشرية! وفي كتابه "الخوف من الحرية" فسر الفيلسوف وعالم النفس الألماني "إريك فروم" قيام الأنظمة الإستبدادية، بأنه ناتج عن ميل البعض للتخلي طوعا عن حرياتهم؛ للتخلص من مشاعر عدم اليقين والقلق، المصاحبة للشعور بالحرية.. فالإنسان الحديث أصبح أكثر تحررا، لكنه يخشى ممارسة حريته بنفس الوقت، وبالتالي يحاول إلقاءها على عاتق نظام أو جهة أخرى،
6

"الجنين في بطن أمه أقل إنسانية من أي خنزير بالغ"!.. متى يصبح الإجهاض أخلاقيا؟!

تعتبر "أخلاقيات الإجهاض" واحدة من أكثر القضايا جدلية، إذ شغلت الفكر الإنساني على مر العصور.. فنجد أفلاطون وأرسطو، أباحا إجهاض الأجنة لبعض الأسباب الصحية والإجتماعية، في حين حظره معظم الأطباء الأبقراطيون.. وتحتوي الأطروحات الفلسفية المعاصرة لأخلاقيات الإجهاض على إتجاهين رئيسيين: - إتجاه يرى أن الجنين يعتبر في مقام الشخص الإنساني، الذي يمتلك الحق الأصيل المطلق في الحياة.. وقد وصل الأمر ببعض مؤيدي هذا الإتجاه لتحريم الإجهاض تحت أي سبب، صحي كان أو إجتماعي أو نفسي! - والإتجاه الآخر ، يرى
6

ثورة الصمت.. من كتاب "قوة الإنطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام"!

"لقد قيل لنا أن نكون عظماء يعني أن نكون جريئين، وأن نكون سعداء يعني أن نكون اجتماعيين،.." بهذه الطريقة جادلت الأمريكية سوزان كين، في كتابها (الهدوء: قوة الإنطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام).. حيث رأت أن غالبية أفراد المجتمع يضطرون للتظاهر بأنهم إجتماعيون، رغم كونهم شخصيات إنطوائية في الواقع! وأرجعت ذلك إلى نظرة المجتمع للشخص الإنطوائي، على أنه شخص ضعيف لا يحسن التفكير أو التصرف، وأحيانا قد يتم إعتباره مواطن من الدرجة الثانية.. حتى أن الكاتبة نفسها ذكرت أنها اضطرت
14

الثائر لأجل مجتمع جاهل شخص أحمق! .. فمن يحمل شعلة الإصلاح بتلك المجتمعات إذن؟!

الثائر لأجل مجتمع جاهل شخص أحمق، كمن أضرم النيران بجسده ليضيء الطريق لشخص ضرير!! هكذا وصف المفكر محمد رشيد رضا حال من يبذل جهده وعمره، ويضحي برفاهيته في سبيل تنوير وتطوير من لا يقدر تلك الجهود ولا يحترم أصحابها! وتعد سيرة المناضل تشي جيفارا مثال واضح على ذلك؛ فرغم كل ما بذله لتحرير مواطني أمريكا اللاتينية، قام بعضهم بخيانته والإبلاغ عنه بالأخير! وإذا ما إلتفتنا لأوضاعنا الشخصية، سيشعر بعضنا بمرحلة ما بأنه "ينفخ في قربة مقطوعة" وأن من حوله لا
6

عرف أرسطو الإنسان ب"الحيوان الناطق"، برأيكم ما أنسب تعريف للإنسان؟

يتمثل الاهتمام الأول بالنسبة للمناطقة على مر العصور في وضع تعريف جامع مانع لكل شيء تقريبا، ومن أهم ما وضع من تعريفات، ما جاء به أرسطو - مؤسس علم المنطق - عندما عرف الإنسان بأنه "حيوان ناطق"، وقد رأى بعض الدارسين أن كلمة "ناطق" التي استخدمها أرسطو جاءت للدلالة على وجود التفكير إلى جانب الكلام، فاللغة وعاء الفكر ولا يمكن فصلهما، وكذلك لأن الكلام غير مقتصر على البشر، فالببغاء مثلا يمكنه ترديد بعض الكلمات، وبهذا يصبح التعريف جامع غير مانع!،
9

المحاكاة الاجتماعية: "مؤسف حقاً أن تكون النظارة ماركة، والساعة ماركة، والحذاء ماركة، والشخصية تقليد"!!

بهذه البساطة عبر إبراهيم الفقي عن آفة إجتماعية خطيرة منتشرة بمجتمعاتنا، وهي"التقليد" أو المحاكاة الاجتماعية.. ورغم أن المحاكاة تعتبر واحدة من أهم طرق التعلم، التي اتبعها البشر منذ القدم لتطوير مهاراتهم، إلا أن المبالغة في ممارستها ـ خاصة دون وعي ـ قد يصيب الإنسان بحالة مرضية تعرف ب الأداء الصدوي أو (ايكوبراكسيا، Echopraxia) ويصنف من الأمراض النفسية الشائعة بين الناس بتقليد أو تكرار حركات بعضهم البعض دون وعي. وبوقتنا الحاضر لا يقتصر تقليد الآخرين على محاكاة حركاتهم الجسدية فقط، بل
8

"عليكم أن تتباهوا بعدوكم"!.. كيف نختار العدو المناسب؟!

"لا تتخذوا لكم من الأعـداء إلا من يستحق البغضاء، وتجاوزوا عــن عـداء من لا يستحق إلا الإحتقار؛ إذ عليكم أن تتباهوا بعدوكم"!! هكذا عبر نيتشه عن أهمية إختيار العدو المناسب. حيث رأى أن العداوة يجب أن يكن لها معايير محددة مثل بقية العلاقات الإنسانية.. فلا يصح مثلا أن نتخذ من الحمقى، أو من الجبناء، والخونة، عدوا لنا؛ إذ سيجروننا بشكل أو بآخر للتعاطي مع حماقاتهم وجبنهم، وأحيانا الإنحدار لمحاولة مجاراتهم! ولذلك فمن الأفضل أن نختار عدوا مكافئا لنا قدر الإمكان،
9

كيف نتخلص من الكراكيب العقلية؟!.. من كتاب "عبودية الكراكيب"

في كتابها "عبودية الكراكيب" تشير كارين كينجستون إلى الاثار السلبية لوجود ما يعرف بالكراكيب من حولنا، على المستويين المادي والمعنوي.. وغالبا ما تنتج تلك الكراكيب بسبب غريزة حب التملك، المتحكمة بسلوك الكثيرين؛ إذ تدفعهم لتملك الكثير من الأشياء، رغم عدم حاجتهم لها! لكن أكثر ما لفتني هو محاولة الكاتبة تطبيق تقنية "فنج شوي" لإعادة ترتيب الكراكيب العقلية، مثلما فعلت مع نظيراتها المادية..  فالكراكيب لا تقتصر فقط على تلك الأشياء المادية التي تراكمت حولنا عبر السنين، بل تشمل أيضًا تلك الأفكار
9

إن كان النجاح مرتبط بإظهار جانبكم المظلم.. فلأي مدى تتقبلون ذلك؟!

شاهدت منذ فترة فيلم "Black Swan" البجعة السوداء ، وهو يحكي عن الصراع النفسي والأخلاقي الذي يعانيه الإنسان في سبيل تحقيق أهدافه وغاياته. خاصة عندما يكلفه ذلك التخلي عن شخصيته السوية، وتسليط الضوء على الجانب المظلم منها، بكل ما يحويه ذلك الجانب من سلبيات ومساوئ، بل والتعايش مع ذلك الظلام. فيصبح كل شيء مباح لتحقيق النجاح! وبعيدا عن الفيلم، سنلاحظ أن هذه المعضلة الأخلاقية متفشية جدا بمجتمعنا؛ فسنجد مثلا موظف يتخلى عن معظم مبادئه الأخلاقية لإرضاء قادته وتحقيق النجاح المهني!
9

لماذا يتحدث العرب الإنجليزية فيما بينهم؟!

"أرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ"! هكذا كانت ومازالت اللغة العربية ترثي حالها بلسان حافظ إبراهيم.. فتحدُّث البعض باللغة الإنجليزية مع أشخاص عرب مثلهم، ينبغي ألا يدل إطلاقا أن من يقوم بذلك هو إنسان مثقف، بالطبع لا أتحدث هنا عن المصطلحات العلمية والتقنية، فمعظمها مُعرَّب، ويُستخدم بنفس منطوقه.. لكن ما يُزعجني هو إعتياد البعض على إقحام الكثير من الكلمات الأجنبية بحديثهم بشكل مبالغ به، خاصة وهم
12

كتاب صدمة المستقبل.. هل تُصبح كثرة الخيارات المتاحة نقمة؟!

"عندما يكون الاختيار واسعا، يجعلنا ذلك نخاف من اتخاذ القرار غير الصائب؛ فعندما يتعلق الأمر بمئات الأشياء، عادة ما نكبح قرارنا من أجل انتظار الخيار المثالي.. أما إذا كان الاختيار بين شيئين فلن يدوم الإختيار طويلا"! كانت هذه كلمات عالم النفس باري شوارتز بإحدى المنتديات، حيث أبرز التأثير السلبي لكثرة الخيارات على عملية إتخاذ القرارات.. ويُعد الأمريكي ألڤين توفلر هو أول من صاغ مصطلح "فرط الإختيارات" بكتابه "صدمة المستقبل" باعتباره عملية إدراكية يعاني فيها الأفراد من صعوبة تكوين رأي أو
7

الأمثال الشعبية وتجارب الآخرين بالماضي، هل تصلح لقضايا اليوم؟!

تناقشت مع بعض الزملاء أكثر من مرة حول وجود بعض الأمثال الشعبية ذات المدلول السيء بثقافتنا، وكيف أن ذلك يستلزم حذرا شديدا عند التعامل معها.. وغالبا ما يوصف المثل الشعبي بأنه مقولة متوارثة عبر الأجيال، سهلة الانتشار والتداول، صيغت تعبيرا عن تجربة محددة، وشاع استعمالها بمناسبة وقوع تجارب أو مواقف مماثلة لتلك التجربة فيما بعد، وتعتبر الأمثال نتاج لتداخلات التاريخ والثقافة والجغرافيا والأدب والدين والعادات والتقاليد.. نعم هي وليدة تلك العوامل وأكثر! ولذلك أتسائل.. هل يصح التعامل مع الحكم والأمثال
9

كيف نخرج من الكهف؟!

"إن لكل منا كهفا من الأوهام يحيا حبيسا بداخله" حيث يعيش البعض وهو يحيط نفسه بكهف من أوهامه الخاصة، بل ربما لا يعيش في الحياة، وإنما يعيش بداخل هذا الكهف العقلي! والمقصود بالكهف هنا هو كهف الفردانية، فكل فرد منا يصنع لنفسه هيكل أو بناء من المعتقدات والآراء المسبقة، - سواء أكانت موروثة أو مكتسبة- التي تحكم طريقة نظره للعالم وتعاطيه معه. واعتبر أفلاطون أوهام الكهف مثل أن يسكن أحدنا في كهف من التصورات، وأن النور الذي يأتي من الخارج
10

الفن الهادف، ما بين التسلية والإصلاح..ما دور الفن بحياتنا؟!

"يحترم الفن الجماهير، من خلال الوقوف في وجههم لما يمكن أن يكونوا عليه، بدلاً من التوافق معهم في حالتهم المتدهورة" خلال نقده للثقافة الجماهيرية، وجه الألماني ثيودور أدورنو إتهامات عديدة للأعمال الفنية ذات الطابع التجاري؛ فهي برأيه ليست تعبيرًا عفويا عن الشعب، بل صناعة مدفوعة بالربح، تحرمنا من حريتنا، وتُرغمنا على التوافق مع احتياجاتها من أجل المال، صناعة طابعها الأساسي التسلية السلبية، وليس الإبداع الجمالي والفني. وعند تأمل ذلك الوضع نلاحظ أن مسألة دور الفن وأهميته الإجتماعية، مثلت إشكالية رئيسية
11
10

كتاب الوجودية منزع إنساني، وتقسيم سارتر الحياة لمراحل.. فبأي مرحلة أنتم؟!

"إن الحياة ثلاث مراحل: اعتقادك أنك سوف تغير الدنيا، إيمانك بأنك لن تغير الدنيا، وتأكدُك من أن الدنيا قد غيرتك".!! فور قرائتي لذلك التقسيم الذي أورده سارتر بكتابه"الوجودية منزع إنساني" ، تذكرت تلقائيا حالتي ببداية دراستي الجامعية، وكمّ الأحلام والأهداف شبه المستحيلة التي وضعتها لنفسي، وهو ما أدركته تدريجيا بمرور الوقت، إلى أن تخرجت من الجامعة وقررت أن أكون أكثر واقعية عند وضع أهدافي.. وبعد فترة ليست بالطويلة، أدركت أخيرا أنني مجرد تِرسٌ صغير بآلة ضخمة، وكل ما علي هو
9

أيهما أهم الحرية أم الصحة؟!.. هل نستطيع ترتيب أولوياتنا؟

"عندما تكون في السجن تكون لك أمنية واحدة : الحرية ، وعندما تمرض في السجن لا تفكر بالحرية ، وإنما بالصحة ، الصحة إذن تسبق الحرية"! هكذا رأى المفكر الإسلامي علي عزت بيجوفيتش إمكانية ترتيب الغايات الإنسانية، وإمكانية تغير ذلك الترتيب حسب ظروف الحياة.. فلكل إنسان أولوياته، هناك من يقدم الحرية على كل شيء، وهناك من يعتبر السعادة هي غايته القصوى، ويمكن أن تكون الصحة، أو الإستقلال المادي، وأحيانا النجاح بعمل ما أو علاقة ما يصبح هو أولوية الفرد بفترة
9

"الطبع يغلب التطبع".. ما رأيكم في ذلك؟

معظمنا يلاحظ بفترة ما، وجود طبع سيء أو مجموعة طباع بشخصيته ونتمنى لو بإستطاعتنا تغييرها للأفضل..! وما أكثر المواقف التي تجعلنا نتمنى تحسن طباع من حولنا من الأهل والأصدقاء.. لكن بنفس الوقت تصدمنا مقولة شبه مسلم بها لدى البعض، وهي "الطبع يغلب التطبع" ولو بعد حين، وهو ما يعني أن كل محاولات تغيير الطباع لا تعدو كونها تغيير ظاهري، وتصنع الطباع الجيدة لإرضاء المجتمع فقط! ولذلك يعتقد الكثيرون أن طبع ومعدن الشخصية الحقيقي يصعب تغييره؛ وسيطغى على كل محاولات التطبع
9

"السلاحف أكثر خبرة بالطرق من الأرانب"!.. كيف نستثمر قدراتنا المحدودة؟

حديث جبران خليل جبران هنا يحتمل أكثر من معنى.. لكني سأتحدث اليوم عن إمكانية إستخدامة للدلالة على أهمية الإستفادة من جميع القدرات والإمكانيات التي نملكها دون إستثناء.. فأحيانا يكن لدى شخص ما بعض القدرات الإستثنائية أو الخاصة لكنه لا يحسن توظيفها أو الإستفادة منها.. حتى أن البعض قد يخجل من إستخدامها لتنمر الأخرين على تلك الميزة! فإن كانت السلحفاة قد تمكنت من توظيف أكثر الصفات السلبية لديها وهي البطئ الشديد، واستثمرتها حتى أصبحت ميزة بالنسبة لها؛ إذ منحهتا قدرة على
6

كتاب الإنسان ذو البعد الواحد.. " أولئك الذين يكرسون حياتهم لكسب لقمة العيش غير قادرين على عيش حياة إنسانية.."!

هكذا لخص الفيلسوف الألماني هربرت ماركوز وضع الأفراد في المجتمعات الرأسمالية الحديثة بكتابه النقدي "الإنسان ذو البعد الواحد".. وأكثر ما لفتني بهذا الكتاب، هو فكرة صناعة المجتمع الرأسمالي لمجموعة من الحاجات المادية والفكرية الزائفة لأفراده؛ لجعلهم نسخا مكررة لنمط واحد، بحيث تكون معظم الحاجات السائدة للاسترخاء، والاستمتاع، والاستهلاك وفقا للسائد، وحب وكراهية ما يحبه ويكرهه الآخرون! ومن ثم يصبح الهدف الرئيسي للإنسان بتلك المجتمعات، هو الخضوع للتنميط الإجتماعي؛ والنضال من أجل إشباع تلك الحاجات الزائفة.. ولتوضيح الأمر أكثر، فليتأمل كل
7

لا أحب الكتب لأنني زاهد في الحياة، لكنني أحبها لأن حياة واحدة لا تكفيني!

" لا أحب الكتب لأنني زاهد في الحياة .. ولكنني أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني .. والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة.. لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب".. هكذا عبَّر عباس العقَّاد عن مكانة القراءة لديه، وذلك بسيرته الرائعة المعنونة ب "أنا".. نعم، هذا ما كان عليه الوضع حينما كانت الكتب الطريقة الوحيدة للتثقف وتوسيع المعارف، ولذلك كان أغلب المثقفين آنذاك يسعون لإقتناء الكتب وقرائتها وتحقيق أقصى إستفادة
9

هل يصح أن ننصح غيرنا بما لا نستطيع نحن إلتزامه؟!

" كن أنت التغيير الذي ترغب في رؤيته بالعالم".. هكذا إفترض غاندي إمكانية تطبيق ما ينشده الإنسان من تغييرات إيجابية على نفسه أولا! فمثلا، من يطمح للعيش بحرية دونما تدخل بحياته، فعليه مراعاة وإحترام حريات الآخرين.. ومن ينتظر أن يُتقن موظفوه عملهم، عليه أولا أن يُتقِن عمله الخاص.. كذلك من يحث أبنائه على عدم الكذب، عليه أن يجعل من نفسه مثالا يحتذى للصدق.. وهذا ما يفترض أن يحدث بجميع نواحي الحياة من أبسطها لأصعبها تحقيقا، حسب دعوة غاندي! لكن السؤال