الثائر لأجل مجتمع جاهل شخص أحمق، كمن أضرم النيران بجسده ليضيء الطريق لشخص ضرير!! هكذا وصف المفكر محمد رشيد رضا حال من يبذل جهده وعمره، ويضحي برفاهيته في سبيل تنوير وتطوير من لا يقدر تلك الجهود ولا يحترم أصحابها! وتعد سيرة المناضل تشي جيفارا مثال واضح على ذلك؛ فرغم كل ما بذله لتحرير مواطني أمريكا اللاتينية، قام بعضهم بخيانته والإبلاغ عنه بالأخير! وإذا ما إلتفتنا لأوضاعنا الشخصية، سيشعر بعضنا بمرحلة ما بأنه "ينفخ في قربة مقطوعة" وأن من حوله لا
عرف أرسطو الإنسان ب"الحيوان الناطق"، برأيكم ما أنسب تعريف للإنسان؟
يتمثل الاهتمام الأول بالنسبة للمناطقة على مر العصور في وضع تعريف جامع مانع لكل شيء تقريبا، ومن أهم ما وضع من تعريفات، ما جاء به أرسطو - مؤسس علم المنطق - عندما عرف الإنسان بأنه "حيوان ناطق"، وقد رأى بعض الدارسين أن كلمة "ناطق" التي استخدمها أرسطو جاءت للدلالة على وجود التفكير إلى جانب الكلام، فاللغة وعاء الفكر ولا يمكن فصلهما، وكذلك لأن الكلام غير مقتصر على البشر، فالببغاء مثلا يمكنه ترديد بعض الكلمات، وبهذا يصبح التعريف جامع غير مانع!،
المحاكاة الاجتماعية: "مؤسف حقاً أن تكون النظارة ماركة، والساعة ماركة، والحذاء ماركة، والشخصية تقليد"!!
بهذه البساطة عبر إبراهيم الفقي عن آفة إجتماعية خطيرة منتشرة بمجتمعاتنا، وهي"التقليد" أو المحاكاة الاجتماعية.. ورغم أن المحاكاة تعتبر واحدة من أهم طرق التعلم، التي اتبعها البشر منذ القدم لتطوير مهاراتهم، إلا أن المبالغة في ممارستها ـ خاصة دون وعي ـ قد يصيب الإنسان بحالة مرضية تعرف ب الأداء الصدوي أو (ايكوبراكسيا، Echopraxia) ويصنف من الأمراض النفسية الشائعة بين الناس بتقليد أو تكرار حركات بعضهم البعض دون وعي. وبوقتنا الحاضر لا يقتصر تقليد الآخرين على محاكاة حركاتهم الجسدية فقط، بل
لماذا يتحدث العرب الإنجليزية فيما بينهم؟!
"أرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ"! هكذا كانت ومازالت اللغة العربية ترثي حالها بلسان حافظ إبراهيم.. فتحدُّث البعض باللغة الإنجليزية مع أشخاص عرب مثلهم، ينبغي ألا يدل إطلاقا أن من يقوم بذلك هو إنسان مثقف، بالطبع لا أتحدث هنا عن المصطلحات العلمية والتقنية، فمعظمها مُعرَّب، ويُستخدم بنفس منطوقه.. لكن ما يُزعجني هو إعتياد البعض على إقحام الكثير من الكلمات الأجنبية بحديثهم بشكل مبالغ به، خاصة وهم
كتاب صدمة المستقبل.. هل تُصبح كثرة الخيارات المتاحة نقمة؟!
"عندما يكون الاختيار واسعا، يجعلنا ذلك نخاف من اتخاذ القرار غير الصائب؛ فعندما يتعلق الأمر بمئات الأشياء، عادة ما نكبح قرارنا من أجل انتظار الخيار المثالي.. أما إذا كان الاختيار بين شيئين فلن يدوم الإختيار طويلا"! كانت هذه كلمات عالم النفس باري شوارتز بإحدى المنتديات، حيث أبرز التأثير السلبي لكثرة الخيارات على عملية إتخاذ القرارات.. ويُعد الأمريكي ألڤين توفلر هو أول من صاغ مصطلح "فرط الإختيارات" بكتابه "صدمة المستقبل" باعتباره عملية إدراكية يعاني فيها الأفراد من صعوبة تكوين رأي أو
الأمثال الشعبية وتجارب الآخرين بالماضي، هل تصلح لقضايا اليوم؟!
تناقشت مع بعض الزملاء أكثر من مرة حول وجود بعض الأمثال الشعبية ذات المدلول السيء بثقافتنا، وكيف أن ذلك يستلزم حذرا شديدا عند التعامل معها.. وغالبا ما يوصف المثل الشعبي بأنه مقولة متوارثة عبر الأجيال، سهلة الانتشار والتداول، صيغت تعبيرا عن تجربة محددة، وشاع استعمالها بمناسبة وقوع تجارب أو مواقف مماثلة لتلك التجربة فيما بعد، وتعتبر الأمثال نتاج لتداخلات التاريخ والثقافة والجغرافيا والأدب والدين والعادات والتقاليد.. نعم هي وليدة تلك العوامل وأكثر! ولذلك أتسائل.. هل يصح التعامل مع الحكم والأمثال
كيف نخرج من الكهف؟!
"إن لكل منا كهفا من الأوهام يحيا حبيسا بداخله" حيث يعيش البعض وهو يحيط نفسه بكهف من أوهامه الخاصة، بل ربما لا يعيش في الحياة، وإنما يعيش بداخل هذا الكهف العقلي! والمقصود بالكهف هنا هو كهف الفردانية، فكل فرد منا يصنع لنفسه هيكل أو بناء من المعتقدات والآراء المسبقة، - سواء أكانت موروثة أو مكتسبة- التي تحكم طريقة نظره للعالم وتعاطيه معه. واعتبر أفلاطون أوهام الكهف مثل أن يسكن أحدنا في كهف من التصورات، وأن النور الذي يأتي من الخارج
الفن الهادف، ما بين التسلية والإصلاح..ما دور الفن بحياتنا؟!
"يحترم الفن الجماهير، من خلال الوقوف في وجههم لما يمكن أن يكونوا عليه، بدلاً من التوافق معهم في حالتهم المتدهورة" خلال نقده للثقافة الجماهيرية، وجه الألماني ثيودور أدورنو إتهامات عديدة للأعمال الفنية ذات الطابع التجاري؛ فهي برأيه ليست تعبيرًا عفويا عن الشعب، بل صناعة مدفوعة بالربح، تحرمنا من حريتنا، وتُرغمنا على التوافق مع احتياجاتها من أجل المال، صناعة طابعها الأساسي التسلية السلبية، وليس الإبداع الجمالي والفني. وعند تأمل ذلك الوضع نلاحظ أن مسألة دور الفن وأهميته الإجتماعية، مثلت إشكالية رئيسية
كتاب الوجودية منزع إنساني، وتقسيم سارتر الحياة لمراحل.. فبأي مرحلة أنتم؟!
"إن الحياة ثلاث مراحل: اعتقادك أنك سوف تغير الدنيا، إيمانك بأنك لن تغير الدنيا، وتأكدُك من أن الدنيا قد غيرتك".!! فور قرائتي لذلك التقسيم الذي أورده سارتر بكتابه"الوجودية منزع إنساني" ، تذكرت تلقائيا حالتي ببداية دراستي الجامعية، وكمّ الأحلام والأهداف شبه المستحيلة التي وضعتها لنفسي، وهو ما أدركته تدريجيا بمرور الوقت، إلى أن تخرجت من الجامعة وقررت أن أكون أكثر واقعية عند وضع أهدافي.. وبعد فترة ليست بالطويلة، أدركت أخيرا أنني مجرد تِرسٌ صغير بآلة ضخمة، وكل ما علي هو
أيهما أهم الحرية أم الصحة؟!.. هل نستطيع ترتيب أولوياتنا؟
"عندما تكون في السجن تكون لك أمنية واحدة : الحرية ، وعندما تمرض في السجن لا تفكر بالحرية ، وإنما بالصحة ، الصحة إذن تسبق الحرية"! هكذا رأى المفكر الإسلامي علي عزت بيجوفيتش إمكانية ترتيب الغايات الإنسانية، وإمكانية تغير ذلك الترتيب حسب ظروف الحياة.. فلكل إنسان أولوياته، هناك من يقدم الحرية على كل شيء، وهناك من يعتبر السعادة هي غايته القصوى، ويمكن أن تكون الصحة، أو الإستقلال المادي، وأحيانا النجاح بعمل ما أو علاقة ما يصبح هو أولوية الفرد بفترة
"الطبع يغلب التطبع".. ما رأيكم في ذلك؟
معظمنا يلاحظ بفترة ما، وجود طبع سيء أو مجموعة طباع بشخصيته ونتمنى لو بإستطاعتنا تغييرها للأفضل..! وما أكثر المواقف التي تجعلنا نتمنى تحسن طباع من حولنا من الأهل والأصدقاء.. لكن بنفس الوقت تصدمنا مقولة شبه مسلم بها لدى البعض، وهي "الطبع يغلب التطبع" ولو بعد حين، وهو ما يعني أن كل محاولات تغيير الطباع لا تعدو كونها تغيير ظاهري، وتصنع الطباع الجيدة لإرضاء المجتمع فقط! ولذلك يعتقد الكثيرون أن طبع ومعدن الشخصية الحقيقي يصعب تغييره؛ وسيطغى على كل محاولات التطبع
"السلاحف أكثر خبرة بالطرق من الأرانب"!.. كيف نستثمر قدراتنا المحدودة؟
حديث جبران خليل جبران هنا يحتمل أكثر من معنى.. لكني سأتحدث اليوم عن إمكانية إستخدامة للدلالة على أهمية الإستفادة من جميع القدرات والإمكانيات التي نملكها دون إستثناء.. فأحيانا يكن لدى شخص ما بعض القدرات الإستثنائية أو الخاصة لكنه لا يحسن توظيفها أو الإستفادة منها.. حتى أن البعض قد يخجل من إستخدامها لتنمر الأخرين على تلك الميزة! فإن كانت السلحفاة قد تمكنت من توظيف أكثر الصفات السلبية لديها وهي البطئ الشديد، واستثمرتها حتى أصبحت ميزة بالنسبة لها؛ إذ منحهتا قدرة على
كتاب الإنسان ذو البعد الواحد.. " أولئك الذين يكرسون حياتهم لكسب لقمة العيش غير قادرين على عيش حياة إنسانية.."!
هكذا لخص الفيلسوف الألماني هربرت ماركوز وضع الأفراد في المجتمعات الرأسمالية الحديثة بكتابه النقدي "الإنسان ذو البعد الواحد".. وأكثر ما لفتني بهذا الكتاب، هو فكرة صناعة المجتمع الرأسمالي لمجموعة من الحاجات المادية والفكرية الزائفة لأفراده؛ لجعلهم نسخا مكررة لنمط واحد، بحيث تكون معظم الحاجات السائدة للاسترخاء، والاستمتاع، والاستهلاك وفقا للسائد، وحب وكراهية ما يحبه ويكرهه الآخرون! ومن ثم يصبح الهدف الرئيسي للإنسان بتلك المجتمعات، هو الخضوع للتنميط الإجتماعي؛ والنضال من أجل إشباع تلك الحاجات الزائفة.. ولتوضيح الأمر أكثر، فليتأمل كل
لا أحب الكتب لأنني زاهد في الحياة، لكنني أحبها لأن حياة واحدة لا تكفيني!
" لا أحب الكتب لأنني زاهد في الحياة .. ولكنني أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني .. والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة.. لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب".. هكذا عبَّر عباس العقَّاد عن مكانة القراءة لديه، وذلك بسيرته الرائعة المعنونة ب "أنا".. نعم، هذا ما كان عليه الوضع حينما كانت الكتب الطريقة الوحيدة للتثقف وتوسيع المعارف، ولذلك كان أغلب المثقفين آنذاك يسعون لإقتناء الكتب وقرائتها وتحقيق أقصى إستفادة
هل يصح أن ننصح غيرنا بما لا نستطيع نحن إلتزامه؟!
" كن أنت التغيير الذي ترغب في رؤيته بالعالم".. هكذا إفترض غاندي إمكانية تطبيق ما ينشده الإنسان من تغييرات إيجابية على نفسه أولا! فمثلا، من يطمح للعيش بحرية دونما تدخل بحياته، فعليه مراعاة وإحترام حريات الآخرين.. ومن ينتظر أن يُتقن موظفوه عملهم، عليه أولا أن يُتقِن عمله الخاص.. كذلك من يحث أبنائه على عدم الكذب، عليه أن يجعل من نفسه مثالا يحتذى للصدق.. وهذا ما يفترض أن يحدث بجميع نواحي الحياة من أبسطها لأصعبها تحقيقا، حسب دعوة غاندي! لكن السؤال
ثقافة عنق الزجاجة.. النموذج الوهمي للمستقبل!
"السبب في شقاء الانسان أنه دائما ما يزهد في سعادة يومه ويلهو عنها بما يتطلع إليه من سعادة غده"! بشكل أو بآخر وصف المنفلوطي بهذه الجملة حالتي قبل سنوات؛ حيث كنت أسعى دائما لتحقيق أحلامي، وبلوغ ما أتطلع إليه من أهداف، دون اهتمام بما قد أفقده من راحة نفسية وبدنية، خلال مطاردة تلك الأحلام! لكن وبعد وقفة مع النفس، أدركت أنني بالفعل أضيّع الكثير مما أملكه، سعيا نحو ما لا أملكه!! وهذا حال الكثيرين، الذين يقضون حياتهم كاملة داخل وهم
فرط التقمص العاطفي.. لماذا يميل البعض لمحاكاة سلوكيات وإنفعالات الغير؟!
"ليتنا أنا وأنت جئنا إلى العالم قبل اختراع التلفزيون والسينما لنعرف هل هذا حب حقاً أم أننا نتقمص ما نراه"!! في روايته "قصاصات قابلة للحرق"، لخص الأديب أحمد خالد توفيق تلك الحالة التي يمر بها كثير من الأشخاص، خاصة بفترتي المراهقة والشباب؛ ألا وهي "التقمص العاطفي" لشخصيات تثير إعجابهم وينبهرون بتصرفاتها... ومن ابرز الأمثلة على تلك الحالة، ما يحدث عندما يعجب شاب أو فتاة بشخصية ما بإحدى الأعمال الفنية مثلا، فيروح يتخيل نفسه يعيش نفس المواقف والظروف التي عايشتها تلك
مع اقتراب عيد الأضحى، كيف نجدد رغبتنا في الاحتفال؟!
كل عام وأنتم بخير.. كل سنة وانتوا طيبين.. عساكم من عواده..! هكذا اعتدنا أن نهنئ بعضنا بمعظم بلداننا العربية، لكن عادة ما كان يصاحب تلك العبارات مظاهر متنوعة للاحتفال بالأعياد والمناسبات السعيدة، وهو ما نفتقده بشكل ملحوظ بوقتنا الحاضر.. وعندما تأملت تلك الحالة التي أصابت معظمنا، لاحظت أن ذلك يرجع لتطلع البعض الدائم نحو المستقبل والقلق بشأنه، لدرجة إهمال الحاضر وعدم الإكتراث لأي من مشتملاته، احتفالات كانت أو غيرها من المناسبات، أو حتى علاقات إجتماعية.. فلماذا لا نستمتع بكل ما
قبل أن تبرد القهوة.. كيف نتصالح مع أنفسنا عبر العودة للماضي؟!
من منا لم يشعر بحنين للعودة إلى لحظة ما بالماضي، أو لملاقاة شخص ما قد رحل عنا؟.. وفي الجزء الرابع من سلسلتة "قبل أن تبرد القهوة- قبل أن نقول وداعاً" يعرض الروائي الياباني توشيكازو كواغوشي، تجربة مغرية للعودة إلى الماضي لروّاد مقهى "فونيكولا السحري" المعروف بقدرته الأسطورية على أخذ رواده في رحلة للماضي.. حيث يمكنهم من أن يلاقوا أحبّتهم الذين فارقوهم، أو يغيروا بعض القرارات التي اكتشفوا خطأها مستقبلا.. ! مع العلم أن كل ذلك يحدث خلال فترة وجيزة تحديدا
كم مرة صُدِمتم بشخصية إنبهرتم بها؟!
"مُعظم الشخصيات التي تبهرك في البداية تتحول تدريجياً لشخصيات أقل من العادية، ذلك أن النور المفاجئ كالعمى المؤقت"! بفترة من حياتي كانت تُلازمني تلك الحالة من العمى المؤقت، التي أشار إليها سارتر... وبعدها أتعرض لصدمة إكتشاف الصورة الحقيقية للأشخاص الذين طالما أعجبت بهم ووقرتهم! وأكثر ما تعرضت لتلك الصدمة كان بالمجالين الأكاديمي والإعلامي.. بالطبع توجد إستثناءات لأشخاص إستحقوا ذلك الإعجاب والتوقير حتى النهاية.. لكني أتسائل، هل من طريقة تساعد على معرفة الوجه الحقيقي والمكانة المستحقة لمن نتعامل معهم؟.. وهل تنخدعون
هل يمكن للمشاعر أن ثؤثر في عمل وقرارات العقل؟!
"إحذر الغضب الشديد ، فهو جنون مؤقت للعقل الذي تم إرهاقه"! هكذا اختصر الفيلسوف الإنجليزي جون لوك حالة الإنسان وقت الغضب.. وعند تأمل حالة معظمنا أثناء شعورنا بالغضب أدركت أن ذلك الوصف قريب جدا للواقع؛ فالإنسان عندما يغضب تتغير كل تصرفاته تقريبا، وتقل قدرته على التفكير المنطقي بشكل ملحوظ، وبالتالي يتخذ قرارات غير صحيحة في أغلب الأوقات، فمن منا لم يندم على بعض قراراته التي اتخذها عند الغضب! برأيكم كيف لنا أن نحمي عقولنا وقدرتنا على إتخاذ القرارات الصحيحة، من
الفلسفة الرواقية.. دعوة للتصالح مع الحياة!
"لا يهتم الإنسان بالمشاكل الحقيقية، بقدر ما يهتم بقلقه المتخَيّل من تلك المشاكل".."ما أنصحك به هو ألا تكون تعيسا قبل حلول الأزمة؛ فهي بالتأكيد لم تأتي بعد"! هذه تعاليم رائدي الفلسفة الرواقية "أبكتيتوس" و" سينيكا" على التوالي، فلقد حرصا أن يعيش أتباع المذهب الرواقي بعيدا عن الضغوط النفسية، ومشاعر الحزن والقلق قدر الإمكان... والرواقية -Stoicism- هي مذهب فلسفي أنشأه الفيلسوف اليوناني زينون في القرن الثالث قبل الميلاد.. ولقد أثرت هذه الفلسفة على عدد من الشخصيات الفلسفية المهمة في مختلف العصور
الإفراط في التعلم، هل يعيق الإبداع العقلي؟!
"ما يجعل الإنسان صاحب تفكير حر ليست معتقداته وآرائه، ولكن الطريقة التي يفكر بها؛ فمن يعتنق عقائد دينية لأن معلميه وشيوخه ربوه عليها في صغره ففكره ليس حرًا، ولكن من يعتنق نفس هذه العقائد لأنه يجد أدلة كافية تدعمها ففكره حر" كلمات قالها الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل في مقالته "قيمة الفكر الحر" عام 1944م، ولكن تشعر عند قرائتها كأنها قيلت اليوم، لوصف حالة البعض من أبناء هذا العصر! فأصحاب التفكير الحر في تناقص مستمر، خاصة في ظل ما نعايشه من
إلى متى ستظل الألفاظ تخدعنا؟!
" لا مكان للحرية إلا خارج اللغة، غير أن اللغة البشرية - لسوء الحظ- لا خارج لها". هكذا عبر الفيلسوف والأديب الفرنسي رولان بارت عن الدور المؤثر والخطير الذي تلعبه اللغة في حياتنا، فقد يظن الناس أن عقلهم هو المتحكم في الألفاظ، بينما الحقيقة أن الألفاظ أحيانا تكون هي المتحكمة في طريقة فهمنا لمدلولاتها! وبنفس الطريقة نظر المفكر الإنجليزي فرانسيس بيكون لدور اللغة، وأثر الألفاظ على طرق تفكيرنا، خاصة ما ينتج عند تداول البشر لتلك الألفاظ فيما بينهم، من تحريف