ثورة الصمت.. من كتاب "قوة الإنطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام"!

الصمت يمكن اعتباره نقطة قوة في بعض المواقف، وقد يكون هو القرار الحكيم للحفاظ على التوازن والسلام النفسي، لكن هذا لا يعني أن المواجهة غير مطلوبة في مواقف أخرى، بل في غيابها قد تترك تلك المواقف آثار نفسية سيئة في صاحبها لأنه فقط لم يتعلم آلية مهمة من آليات الدفاع والنجاة، وهي مواجهة من يتجاوز حدوده. أما عن الانطوائية، فنعم، هناك شخصيات تفضل عزلتها ولا تحب أبدًا الوجود في تجمعات أو تكوين صداقات وغيرها، على أنني أؤمن أن اصطلاح "انطوائي" لا يعني العكس التام للاجتماعي، فقد يكون الشخص انطوائي في صحبة من لا يشابهنه، واجتماعي جدًا في صحبة من يشاركنه نفس الاهتمامات والآراء، حتى أن ذلك نجده في بعض حالات التوحد أيضًا، ما أن يجد أحدهم من يشابهه في الأفكار ويشعر بالأمان في وجوده، تجدين كل مظاهر "الاجتماعية" التي نراها في أي شخص اجتماعي.

قد تكون هناك قوة للإنطوائية، لكنها ليست دائما ميزة في مجتمعات تعتمد على الظهور والتواصل المستمر. شخصياً، وجدت أن الانطوائية تساعد في التركيز والإبداع، لكن عندما يتعلق الأمر بالمطالبة بالحقوق أو التأثير، يصبح الانفتاح ضرورة. في عالم يُكافئ من يتحدث أكثر، يحتاج الانطوائيون إلى استراتيجيات للتواصل الفعّال دون فقدان هويتهم. ربما التوازن بين الصمت والتعبير هو ما يصنع القوة الحقيقية، حيث يعرف الشخص متى يستمع بعمق، ومتى يتحدث بوضوح ليُحدث تأثيراً حقيقياً

كل شئ له وقت معين إذا أظهرناه مره ظهرت قوتنا،و إن أظهرناه أخري كنا ضعفاء، فلكل موقف أستدلال خاص به و بردود فعله المطلوبة.

الصمت عند النقاش مع جاهل أو متغطرس أو الحديث الميت الذي يدور في دائره مغلقه قوه، الصمت عند الأستزهاء بك ضعف، و هكذا في نظري أن نعلم الوقت المناسب للصمت و الوقت الذي يجب علينا فيه التحدت.

الصمت ليس له علاقه بالأنطوائيه برأي، ربما الأنطوائيين يمارسونه كعلامة تدل عليهم أو عاده أيضا،و لكن هذا لا يعمم

فأنا كفتاة أجتماعية تحب الناس و الخلطه بالأخرين و الحديث أمارس الصمت أغلب الوقت و ليس لأنني أنطوائية بل لأني أجد في الهدوء و البعد عن الثرثره العارمة نفسي

لقد حضرتِني مقولة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ما ندمتُ على سكوتي مرة، ولكن ندمتُ على الكلام مرارًا).

وهذه المقولة قد تعكس جانبًا من "قوة الصمت" التي تتحدثين عنها، لكنها لا تعني بالضرورة أن الصمت وحده قوة مطلقة في كل زمان ومكان. فالصمت قد يكون سلاحًا فعالًا في مواقف معينة، لكنه قد يكون نقطة ضعف إذا أدى إلى تضييع الحقوق أو تفويت الفرص.

في مجتمعاتنا المعاصرة، التي تقوم على التفاعل والتواصل، نجد أن الأشخاص الأكثر قدرة على التعبير والمبادرة غالبًا ما يكونون الأقدر على تحقيق مصالحهم وإثبات وجودهم. ومع ذلك، هذا لا يعني أن الانطوائيين محكوم عليهم بالتهميش، بل ربما لديهم أدوات أخرى للتأثير، مثل التفكير العميق، والكتابة، والإبداع في مجالات لا تتطلب حضورًا اجتماعيًا قويًا.

القوة الحقيقية ليست في الصمت بحد ذاته، ولا في كثرة الكلام، بل في معرفة متى يكون الصمت حكمة ومتى يكون التعبير ضرورة. فما رأيكِ؟ هل جربتِ مواقف شعرتِ فيها أن صمتكِ كان قوة، وأخرى كان فيه عائقًا؟