في كتاب "محاط بالحمقى"، يطرح المؤلف فكرة مثيرة حول كيف أصبحت إشارات لغة الجسد أشبه بلعبة شطرنج نفسية بين البشر. في الماضي، كان الشخص الذي يتجنب النظر في عينيك يُتهم بالكذب، أما اليوم، فقد ترى كاذبًا ينظر إليك بثبات شديد، عيناه تغوصان في عينيك كأنهما تُخفيان حقيبة أسرار. كان المتوتر يلعب بأصابعه بعفوية، أما الآن، فقد يُخفي يديه تمامًا كأنها تُجرّم نفسها. لنتخيل موقفًا في العمل مثلا لزميل لطالما كان يكذب ويتوه بعينيه وهو يتحدث، فجأة تحدث بثقة غريبة عيناه
تحول الطب النفسي إلى ملاذ للهروب من المشكلات اليومية، من كتاب الهشاشة النفسية
عندما ننظر بتمعن في أحوال المجتمع المعاصر، نجد أن الطب النفسي بات أداة نلجأ إليها بسهولة مفرطة هاربين من مواجهة أزماتنا، مع أنه حليف ضروري في معركة بعض منّا مع ظلامه النفسي في كثير من الحالات المستعصية، بيد أنّنا عندما ننظر لدوافع أغلبنا قد نجدها مجرد محاولة لطمس الألم بمسكن سريع مؤقت.. لا رغبة في الشفاء الحقيقي! فمن الأمثلة التي استغربتها حقا فتاة حزينة بعد فسخ خطوبتها، بدل أن تبحث عن طرق أكثر فعالية لإدارة هذه المرحلة، فقد ذهبت بسهولة
كتاب "السلام عليك يا صاحبي" : كيف يكون العتاب دواءً للعلاقة وليس مُحاسبة جافّة؟
يطرح أدهم الشرقاوي في كتابه: "السلام عليك يا صاحبي" فكرة مثيرة حيث يصف قلّة العتاب بأنها مؤشر على المغادرة وغلق باب العلاقة بهدوء ، إذ يقول لمن سأله لما توقفت عن العتاب؟ : لأني أرغب في الرحيل! وقد استهوتني هذه الفكرة كثيرا فبرغم خروج العتاب في شاكِلة لوم حازم غير أنه يعكس رغبة داخلية في الحفاظ على العلاقة بصراحة! ويمكننا أن نعتبره كالدواء المُرّ..لعلّ كثيرا منا مرّ بذلك الموقف حيث نضطر للتحدث بنبرة حازمة مع شخص عزيز علينا بسبب أخطائه،
كتاب "لكنود": كيف ننقذ عقولنا من تأثير المهام المستعجلة على بقية جوانب حياتنا؟
يعرض إسلام جمال مثالا مثيرا للاهتمام، عندما نتعرض لمهمة طارئة تضطرّنا للتعامل معها في زمن قياسي، نجد أنفسنا نقوم ببقية المهام بنفس السرعة والعجلة دون أن نشعر، كأن عقولنا قد بُرمجت على حالة الطوارئ تلك، وما إن نستفيق لنتدارك الوضع يكون دوام اليوم قد انتهى، أو نجد أنفسنا قد تسرّعنا في بعض الأمور بالفعل! مثلا عندما نقود سيارتنا بسرعة متجاوزين كل سيارات الطريق لأننا تأخرنا عن موعد عمل، عن امتحان مصيري أو لإيصال حالة طارئة للمستشفى، نجد أننا في طريق
رواية خريف نيويورك الأخير: كيف تنظرون للهجرة، حل أخير لمن استنفذ فرصه في وطنه، أو صفقة خاسرة تنتهي بالندم؟
نعيش في رواية "خريف نيويورك الأخير" مع شخصياتها قصصا وآلاما ربما نتجنب التركيز فيها في الواقع لكونها نقطة مؤثرة وحساسة وهي الهجرة، ربما بسبب ارتباطها بكثير من القصص المؤلمة من جهة وبالأحلام المرجُوّة من جهة أخرى، يحكي لي أحد اصدقائي عن عمّه المغترب منذ أكثر من 20سنة أنّه كثيرا ما ينصحه بالجدّ والاجتهاد في دراسته لتحقيق حياة مستقرة قرب عائلته وأحبابه وفي وطنه دون اللّجوء للهجرة، وأنه برغم أنه قد وصل لوضع مالي ممتاز، غير أنّه فقد الكثير من معاني
رواية فضيحة في بوهيميا: أكبر أسرار التأثير السلوكي، كيف نُسيِّر العواطف؟
تتجلى فكرة الذكاء العاطفي كقوة خفية تتحدى المنطق البارد بشراسة بل وتتفوق عليه أحيانا، عندما نقرأ رواية: "فضيحة في بوهيميا" نجد هولمز يعترف بذلك، هذا الصراع بين المنطق والمشاعر يبرز حين تواجه عقولنا شخصًا يمتلك فهمًا عميقًا للطبيعة البشرية مثل ايرين إدلر، ويعرف كيف توجّه العواطف وتؤثر في سلوك الآخرين، تتوقع دوافعهم وتستوعب مشاعرهم، أحيانا يكون الخصم الذي يقرأ أفكارنا ويفهم دوافعنا أكثر خطرا من الذي يستخدم عقله فقط! لا نحتاج أن نسرح بخيالنا بعيدا لإدراك ذلك، جميعنا مثلا واجه
كتاب فن اللامبالاة: رفاهية اللامبالاة ومسؤولية المجتمع.
يطرح مارك مانسون في كتابه "فن اللامبالاة" فكرة مثيرة لوجوب كوننا أكثر انتقائية في اختيار ما نهتم به حقا، مما يُخلِّصُنا من كثير من الضغوط النفسية التي لا داعي لها مشيرا إلى أن الكثير من المعاناة تأتي من محاولاتنا المستمرة لإرضاء الآخرين أو تلبية معايير لا تتماشى مع قيمنا الشخصية. هذه الفكرة تجد صدىً معتبرا في الواقع، جميعنا مثلا يعرف ذلك الشخص (أو ربما نكون نحن) الذي يعيش في قلق وتوتر دائم بسبب محاولاته المستمرة لإرضاء الجميع دون أن يضع
رواية الصّبيّة والبحر: متى يكون الأمان سجنا والمخاطرة تحرّرا وسبيلا للنجاح؟
في الرواية الأمريكية "الفتاة من البحر"، تواجه البطلة خوفها العميق من البحر الذي يعكس رحلة بحثها عن ذاتها وشجاعتها. رغم أن البحر يمثل مصدرًا للأمل وللتحديات الجديدة، إلا أنه أيضًا يشكل مرآة لمخاوفها وترددها. وبينما تسعى البطلة لكسر هذا الخوف، تبدأ رحلة التحول واكتشاف القوة التي تكمن داخلها. كم مرة نجد أنفسنا نواجه شيئًا مماثلًا في حياتنا الواقعية؟ عندما يطلّ علينا خوف من اتخاذ خطوة جديدة أوالتغيير نحو الأفضل، سواء في الحياة المهنية أوالشخصية، نميل أحيانًا إلى الانسحاب أوالتمسك بالأمان.
رواية فتاة القطار: خلف كواليس العلاقات، استقرار أم تستّر؟
عند قراءة رواية "فتاة القطار"، نلاحظ التباين الكبير في نظرة الشخصيات لعلاقاتها، خاصة عندما يدقّ بابها ناقوص الشك أو الخيانة. قد تخطر ببالنا صور لأشخاص نعرفهم في الواقع، حيث تشبه مواقفهم ما تمر به شخصيات الرواية. فبينما تختار بعض الشخصيات المواجهة الصريحة بغض النظر عن التّبعيات المؤلمة، مثل ريتشيل التي واجهت الواقع بشجاعة رغم معاناتها مع الإدمان، نجد أن هذه المواجهة قد تترك أثرًا عميقًا. أعرف، على سبيل المثال، أستاذة اختارت طريق المواجهة، رغم أن ذلك أثر على إنتاجيّتها وشخصيتها
كتاب الثقافة والكرامة: لماذا رفعنا الراية البيضاء فكريا؟
لعلّ أغلبنا من أصحاب النّخوة فضّل مواجهة السلاح بالسلاح بدل رفع الراية البيضاء، وعندما اِنتقل الصراع من الميدان إلى الأفكار فضّلنا الاستسلام والانقياد؟! أنا أؤمن أنّ العصر الحالي هو عصر حرب الأفكار والقيم، وواقِعُنا مليئ بالأمثلة وخذ ماشئت! فما كان يعتبر محرجا وغير مقبول ويتعارض مع بعض القيم أصبح اليوم مُستساغا فعندما كنت صغيرا كنت أخجل من متابعة مسلسل رومانسي مع عائلتي، واليوم؟ ذهبت كثير من هذه الحدود التي تحافظ على قيمنا المجتمعية والاسلامية، حتى أفكارنا تحولت من الاهتمام بما
كتاب ابق قويا في 365يوما: فن اتخاذ القرار يجعلك قائدا
عندما نراجع القصص التي سمعناها، الأفلام التي تابعناها والقصص التي عشناها، نجدها تشترك في كون شخصية القائد دائما ما تمتلك القدرة على اتخاذ القرار الحاسم في أصعب الأوقات والمواقف، وإذا ما أسقطنا هذا على حياتنا فيبدو جليا فرق الشخصية وتأثير الأفعال بين من يمتلك هذا الفن ومن يفتقده، في حين يتبنّى كثير من الأشخاص عقلية لِيسلَمَ رأسي أتبع القطيع والخطأ الجماعي أهون من تحمل الأعباء الناتجة عن الصواب الفردي. يتخذ الآخرون وهم القلّة الخطوة الأولى للمبادرة باتخاذ قرارت حاسمة! فقائد
كيف نُشعِر ذوي الهمم بقدرتهم على التميز؟ كتاب خواطر شاب
الاختلاف حكمة الله في الكون، أنا وأنت يا صديقي رغم أنّنا نختلف في الإمكانيات والقدرات، العيوب والمميزات، لكننا نشترك في كثير من الحقوق، كذلك هم فقد ولدوا من ذوي الاحتياجات الخاصة ليكونوا مختلفين مميزين واِختلافهم نوع من تمايز الامكانيات والعيوب كالتمايز بيني وبينك لايحرمهم من نفس حقوقنا! ربما يقول أحدهم "لايكلف الله نفسا إلا وسعها" وهم ليسوا مطالبين بالمشاركة في سباق التحديات. أنا حقيقة لا أرى أن هذا الرأي له وجه صائب، فالله هو الذي يحدد وِسع هذه النفس وقدراتها
كتاب لا يمكنك إيذائي: الرجولية ضرورة في عصر الهشاشة.
الاكتئاب، الشعور بالوحدة، الانطوائية العميقة، الاضطرابات النفسية، التعلق المفرط، الشهية المسدودة أو المفرطة والاحتراق النفسي، وعدِّد ولا تَعُدّ! مع أنّنا لا ننكر حقيقة وجود هذه الثغرات النفسية طبيا ولا مجتمعيا، إلا أنّنا عندما ننظر للفرق في نسبتها الآن وقبل عقدين أو ثلاث فقط، نجد أن جيل الألفية و أواخر التسعينات بات هشَّا سريع الانطفاء النفسي والاستسلام! وربما لا نبالغ كثيرا عند القول أن المرأة السابقة كانت أكثر صلابة ورجولية من معظم رجال اليوم تخيّل! عقلية ديفيد جوجنز هي أكثر ما
رواية ريح الجنوب: كيف ينجو الطموح من صراع اختلاف الأجيال؟
من أكثر المواقف التي شعرت فيها بمزيج من التعاطف والحزن أثناء قرائتي للروايات هو موقف نفيسة في رواية "ريح الجنوب" للكاتب الجزائري عبد الحميد بن هدوڨة. فبعد أن صارحت والدها برغبتها في التعليم و طموحاتها المتجاوزة لحدود قريتها، قُوبِلت بالقمع و التزويج قاصرة راغمِة بعذر العيش الكريم والحفاظ على مستقبل وشرف العائلة! لاشك أن هذا ما عاشه جيله وورثه عمن قبله، فكان جيل التغيير الذي عقب الاستدمار يملك الطموح لكنه مكبل بتقاليد الثقافة القديمة، و بات جليّا هنا فرق الأجيال
كتاب سيكولوحية المال: الإفلاس لا يعني الفشل في الثراء؟
لطالما تساءلت ما إن كان الإفلاس، أو الخسارة الذريعة في مشروعنا نحو الثراء، أيا كان هذا المشروع.. كافيا لجعلنا نستسلم ونقرّ بفشلنا، حتى قرأت في كتاب سيكولوجية المال أن الانسان المستمر حتى لو لم يصل مهما طال الأمد فينبغي ألاّ نحكم عليه بالفشل. برأيي الشخصي، لا شك أن الاستمرار ضروري وأنه لا يحق لأحد الحكم على أحد بالفشل طالما لازال مستمرا، لكن ينبغي للشخص نفسه أن يدرك أن هناك حدا عندما يصله يجب أن يعيد ترتيب أولوياته و أن يفكر
كتاب طب المجتمع (WHO): كيف تغير السلوكيات اليومية مصير صحتنا؟
في إحدى جلساتي مع زملائي بكلية الطب، تناولنا موضوعا مثيرا أطلنا النقاش فيه بخصوص العادات اليومية الفردية وتأثيرها على مصير صحة الفرد نفسه وصحة المجتمع. فيطرح أحدهم تساؤلا: هل تغيير العادات اليومية حقا يضمن الوقاية؟ ماذا عن الأفراد المنتظمين بالرياضة والأكل الصحي ومع ذلك يعانون من الأمراض؟ ليرد آخر: حتى الأفراد أصحاب العادات السليمة والصحية، غير مستبعدين من الإصابة بسبب تأثرهم بالبيئة المحيطة بهم من أفراد لا يمارسون نفس العادات الصحية، وهذا ينقلنا لتساؤل آخر وهو تأثير العادات اليومية حتى
رواية حجر السعادة: ما مدى تأثيرنا كجزء صغير في المعادلة في الهوية الجماعية التي سينتمي إليها من بعدنا؟
يجول حاملا آلة التصوير الخاصة به، موثقا تاريخا يرتبط لا محالة بهوية الجيل الجديد مثل اِرتباط هويته بتاريخه تماما، كيف يمكن للانتماء أن يجمعنا في هوية مشتركة؟ و مثل الأثر الذي يتركه كمال بآلة التصوير الخاصة به الصغيرة، ما مدى تأثيرنا كجزء صغير في المعادلة في الهوية الجماعية التي سينتمي اليها من بعدنا؟
الداء و الدواء لابن قيّم الجوزية: فصل الدعاء ( مقولة واردة للنقاش)
مما ورد في بداية الكتاب تحديدا في الصفحة11 في فضل الدعاء لدرء البلاء مقولة مثيرة للاهتمام جدا لأبي ذر رضي الله عنه: " يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح ". تبيانا على الأثر البالغ للدعاء ولو كان يسيرا اذا كان مصاحبا للبر و الصلاح. لكن الوصول الى ذلك البر تحديدا وتلك الدرجة العالية يحتاج الى إكثار وإلحاح شديد من العبد في الدعاء صحيح؟ من جهة أخرى قد يقبل الله قليل الدعاء من فاهِ قليل بر ويؤخر