أتذكر فيلما وثائقيا عن مدينة قديمة، حيث كان السكان المحليون يغيرون لافتات الطرق عمدا ليضللوا الجيوش الغازية ويجعلونهم يتوهون في دهاليز المدينة. هذه الحيلة الحربية جعلتني أفكر في حياتنا.. أحيانا، نشعر بالضياع ونلوم أنفسنا على قراراتنا الخاطئة أو على ضياع البوصلة، لكننا ننسى أننا قد نكون ضحية مضللين غير مرئيين.. هذه الفكرة العميقة طرحها فهد العودة في كتابه مدينة لا تنام حين قال: "نحن لا نضل، ولكن ثمة من يُضلّلنا، يرمينا في دهاليز الضياع دون أن يترك لنا خارطة الطريق".
التوأم الرقمي.. أداة إنقاذ أم قيد جديد على حياتنا؟
قبل أيام قرأت عن مشروع عالمي ضخم اسمه Human Phenotype Project نشرته مجلة Nature Medicine. المشروع يشارك فيه أكثر من 30 ألف شخص، ويُجمَع فيه كم هائل من البيانات عن أجسادهم: من الجينات والميكروبيوم، إلى النوم، السكر، وحتى التصوير الطبي. الغاية من ذلك أن يُبنى "توأم رقمي صحي" 👥، نسخة رقمية عن أجسادنا قادرة على التنبؤ بالأمراض قبل أن تظهر فعلا. تخيّلت وقتها أن يخبرني هذا "التوأم" أنني مهدد بمرض خطير بعد خمس سنوات، رغم أنني أعيش الآن بصحة جيدة
كيف نقع في فخ المصادرة على المطلوب دون أن نشعر؟
"إن الثورة المسلحة تعني سفك الدماء، وإن سفك الدماء جريمة، إذن فالثورة المسلحة ليست سوى جريمة". هذا الكلام يبدو متماسكا للوهلة الأولى، هذا المثال ذكره الكاتب في المغالطات المنطقية في وسائل الإعلام لشرح مغالطة المصادرة على المطلوب حيث أن القائل وضع النتيجة التي يريدها (الثورة جريمة) في مقدمة حجته، مفترضا أنها حقيقة لا تحتاج إلى إثبات. هذه المغالطة هي فخ منطقي خطير. المشكلة ليست في أن سفك الدماء جريمة، فهذا صحيح عموما. المشكلة هي أن الحجة تتجاهل عمدا أي سياق
الصديق الأفضل.. نسخة منا أم اختلاف يكمّلنا؟
ذات مرة دار نقاش بيني وبين أحد أصدقائي عن رواية رشحتها له (سيد الخواتم) نظرا لحبه للفانتازيا. وقد شدّني نقده الواضح لصديق البطل "سام"، إذ رآه مجرد مرآة عاكسة للبطل، نسخة تشبهه، تمثل صورة الصديق المثالي غير الواقعي، قائلا: هذا النوع ممل.. الصداقة الحقيقية مش كذا! في المقابل، نجد في (الجريمة والعقاب) النوع الثاني من الصداقة: راسكولنيكوف غارق في عزلة معقدة وأفكار قاتمة، بينما "رازوميخين" اجتماعي، بسيط، حنون. التباين بينهما لم يُضعف السرد، بل زاده عمقا.. وكأن الصديق المختلف كان
كيف ننجو من الانطوائية التي قد ينتجها الانغماس في القراءة والوعي؟
مرة قرأت منشورا لشاب يحكي عن صديقه الذي "أكله الورق". يقول إن صاحبه تحول من شخص طبيعي إلى كائن فضائي لا يطيق أحاديثنا التافهة. صار يفضل أن يسهر مع روايات دوستويفسكي وأحاديث خيالية مع ديكنز على أن يخرج معنا! باختصار، حبس نفسه في قوقعة من الكتب وصار ينظر إلينا من فوق. القصة أضحكتني وأحزنتني في نفس الوقت، لأن هذا الفخ بالذات كثير منا قد يقع فيه بدون ما يحس! القراءة سلاح ذو حدين. يمكن أن تفتح عقلك على عوالم جديدة،
الانترنت يسبب لنا بلادة بالمشاعر
في كتاب "لماذا يقلق أبواك من هاتفك"، يوضح دين بورنيت أن الإنترنت صار بابا لمواجهات صادمة ما كانت موجودة من قبل: حوادث، عنف، كوارث.. وكلها ممكن توصل لنا فجأة وبكثافة. العقل البشري ما تبرمج يتعامل مع هذا الكم من الصدمات المتتالية، النتيجة إن بعض الناس يتأثرون نفسيا بشكل عميق، بينما آخرون يتطبعون معها لدرجة يفقدون حساسيتهم تجاه الألم! وأذكر هنا قصص حقيقية سمعتها من دكتور، عن مثلا قصة شخص اشتكى له من عدم انبساطه بما فيه الكفاية فيوم زفافه! وآخر
الشاشات لا ترهقنا عقليا فقط، بل حتى جسديا.. كتاب "لماذا يقلق أبواك من هاتفك"
لاحظت أني أشعر بتعب جسدي حقيقي بعد جلسة طويلة أمام الشاشات، مع أني لا أبذل جهدا بدنيا. الغريب أن الإرهاق لا يقتصر على ذهني فقط، بل أشعر أن جسدي نفسه منهك ويحتاج إلى راحة، وكأني عدت من عمل شاق، رغم أني لم أتحرك من مكاني! هذا الشعور جعلني أتساءل، لأن الكثير من الأهل يفسرون هذا التعب بأنه "كسل" أو "دلع"، مع أن ما يحدث في الحقيقة أعمق من ذلك بكثير.في كتاب "لماذا يقلق أبواك من هاتفك "، يوضح عالم الأعصاب
ما الحدود المسموح بها لوجود أسرار بين الأزواج؟
زوجان متفاهمان يعيشان حياة مليئة بالحب والمودة والسعادة، لديهما طفلان جميلان، أسرة صغيرة ترغب في أن تؤسس مثلها عندما تراها، لكن المفاجأة تبدأ من ظهور سر من الماضي، سر كان يخفيه الزوج، أنه كان متزوجا قبلها وكانت له بنت، توفيت أمّ البنت بعد سنوات فعاودت البنت للظهور في حياة الأب، وحينها اكتشفت زوجته ما كان يخفيه عنها.. قصة قد تبدو من مسلسل، لكنها فعلا حدثت مع قريبة أحد أصدقائي! نرى في رواية "فلتغفري" أن الأسرار ليست كلها خيانة، لكن الصمت
لماذا نبرر الخيانة ونلوم الضحية؟ رواية "فلتغفري"
قبل فترة قرأت قصة في مواقع التواصل عن فتاة خانها زوجها بعد سنوات من الزواج. وتفاجأت من الكم الهائل للتعليقات من نوع: (أكيد قصّرتي معه، الرجال ما يخونوا إلا إذا في سبب، راجعي نفسك قبل ما تلوميه، ممكن ما حسستيه بالاهتمام الكافي.. الخ) أنا أتفهم أنها قد تكون مخطئة في جانب ما، أيا ماكان، لكن هل هذا يبرر الخيانة؟ حتى لو كان خطأها كبيرا فليطلقها ببساطة لماذا الخيانة وراء ظهرها حتى تكتشفه!! والمفاجأة أن رأي الأغلبية في التعليقات، جعل الخيانة
لو يعطوني نصف راتبي بوظيفة مدنية لتركتها فورا !
اتصلت مؤخرا بصديق يعمل كممرض في السلك العسكري، لأسأله عن رأيه في هذا المسار لشاب متخرج حديثا، فجاءتني إجابة صادمة. قال لي بمرارة: "لو يعطوني نصف راتبي في وظيفة مدنية، لتركتها فورا". لكن الأثر الأعمق لم يكن في العمل نفسه ولم يتوقف هنا، بل في حياته. حكى لي كيف أصبح يشعر كأنه ضيف غريب في بيت أهله. نمط حياته تغير تماما، والأسوأ أنه صار يحسب ألف حساب لكل كلمة يقولها أمامهم، خوفا من أن يفهموه بشكل خاطئ بعد أن أصبح
متى يكون الغفران دواءً، ومتى يكون بداية جرح آخر؟ رواية "فلتغفري"
الغفران الحقيقي قد يكون أجمل هدية نقدمها لأنفسنا وللآخرين، لكنه يحتاج إلى أساس متين من الندم الصادق والتغيير الفعلي. بدونه، قد لا يكون سوى قناع نخفي به انكسارا جديدا.. في رواية "فلتغفري"، تصف أثير عبد الله مشاعر امرأة ظنت أن المسامحة ستعيد الأمور الى نصابها، لكن ماحدث كان أسوء. هذه القصة تصف كيف قررت أن تسامح شريكها بعد جرح الخيانة العميق، كانت تأمل أن يعود كل شيء كما كان، وأن يكون الغفران هو الدواء الشافي. لكن ما حدث كان مختلفا.
كيف نُجرّ إلى نقاش لم نأتِ من أجله أصلا؟ "مغالطة سمكة الرنجة الحمراء"
في كتاب "المغالطات المنطقية في وسائل الإعلام"، يشرح المؤلف مغالطة " الرنجة الحمراء" بأنها حيلة قديمة اسمها مستوحى من خدعة الصيادين أو الفارين من العدالة الذين كانوا يجرّون سمكة رنجة حمراء على الأرض لإرباك كلاب الحراسة وإبعادها عن الرائحة الأصلية التي تتبعها. الفكرة في النقاشات شبيهة تماما.. فبدل أن نواجه القضية المطروحة، نقفز إلى موضوع آخر يثير المشاعر ويصرف الانتباه. الكاتب يطرح امثلة واقعية على ذلك، منها أن يسأل المحاور أحد الضيوف عن مشروعية مطالب المحتجين ضد نظام استبدادي، فيرد
كيف نتعامل مع مغالطة الشخصنة بالنقاش؟
كثيرا ما نسمع عن مغالطة الشخصنة، لكننا جميعا قد نقع فيها من حيث لا نشعر حتى ولو كنا نعرفها! فهي ليست مغالطة واحدة، بل تنقسم لعدة أنواع كما ورد في كتاب "المغالطات المنطقية في وسائل الإعلام". وكلها تندرج تحت الشخصنة، بداية من "القدح" وهو مهاجمة القائل بتاريخه، وهنا قد تُقبل (كما ذكر الكاتب) إن كانت متعلقة بنفس قضية النقاش والتشكيك في مصداقية القائل، مثل أن ينقل القائل رواية وهو غير مؤهل للثقة في النقل (فمن البدهي أن لا أصدق شخصا
عندما يصبح مصدر الحب والأمان الوحيد للطفل، هو نفسه مصدر الأذى.. كتاب "الجسد لا ينسى"
من القصص التي قرأتها مؤخرًا وأثرت فيّ بشدة، قصة طفل كانت والدته متوفاة ووالده يسيء معاملته ويعاقبه بطرق قاسية تفوق احتماله. مرة، رأت عائلة جده جسده مليئًا بالكدمات، وعرفت أن والده يعتدي عليه، فقررت أن تأخذه منه. كان بإمكانهم الفوز بالقضية قانونيا، لكن المفاجأة أن الطفل نفسه رفض.. وقال أنه يريد البقاء مع أبيه، وأنه يُعاقَب لأنه يستحق! في كتاب "الجسد لا ينسى "، يشرح د. بيسل كولك أن الطفل، حين يتعرض للإساءة من والديه أو من هو مسؤول عن
عندما تختبئ شهوة النفس في زيّ الفضيلة!
في جلسة حوار مع بعض أصدقائي، كان أحدهم مركزا على فكرة الزهد، وهو يتحدث عن تجربته في ترك عمله السابق رغم فائدته المادية، بسبب الضغوط النفسية من بيئة العمل السامة. كان يقول: "الفلوس مو كل شي، أنا حاب أعيش بسيط وأركّز على الراحة النفسية." بدا الأمر ناضجا وجميلا في بداية كلامه، لكن مع الوقت لاحظنا أنه أصبح يتحدث عن الزهد بطريقة فيها نوع من الفخر والتعالي. صار ينتقد من يعملون لساعات طويلة، ويرى أنهم "عبيد مال"، ويُلمّح إلى أن طريقه
كيف نكبح فضول النفس ونحرر العقل؟ كتاب "الفصل بين النفس والعقل"
في كتاب "الفصل بين النفس والعقل "، يشير الكاتب إلى أن الأخطاء الكبرى التي يقع فيها الناس ليست دائمًا بسبب نقص التفكير، بل بسبب لحظات تُغلق فيها النفس على رغبة أو طبع.. وتترك العقل يتفرّج رغم وعيه بالخطأ، كالمدخن الذي يقرأ ما كتب على العلبة، ويخطئ. حكى لي صديق عن قريبٍ له في الثلاثينات، رجل هادئ ومتعلم، موظف ويعيش حياة مستقرة. بدأ يتردد على تطبيقات القمار الإلكترونية، في البداية بدافع التجربة فقط، ثم أُغرِي بالفوز الأول. خسر بعده كثيرًا، فحاول
مغالطة النداء الى العاطفة، كيف نميز بين الصدق من الابتزاز؟
لعل أغلبنا صادف إعلانًا اجتماعيًا يظهر فيه طفل يبكي، مع عبارة من نوع: "إذا لم تتبرع الآن، فطفل آخر قد لا يجد ما يأكله غدًا." العبارة مؤثرة، والصورة تصيبك في القلب. لكن أنا لست هنا لأهاجم هذه الحملات.. بل لأدافع عن الحقيقية منها، من زاوية قلّ من يتحدث عنها. في كتاب "المغالطات المنطقية في وسائل الإعلام "، يصف الكاتب هذا النوع بمغالطة "النداء إلى العاطفة"، وهي استخدام مشاعر مثل الخوف أو الذنب أو الشفقة لإقناع الناس، بدل تقديم حجة واضحة
التّحيّز ليس فطريا.. بل يُزرَع فينا. كتاب: “خرافات عن الأجناس“
في أحد الفصول الأولى من كتاب "خرافات عن الأجناس"، يذكر -جوان كوماس- أن التّحيّز العنصري ليس سلوكا غريزيا، بل هو شيء نكتسبه، نتربّى عليه، ثم نحمله كأنه حقيقتنا.. وهذه الفكرة رغم بساطتها ذكرتني بموقف قرأته من أحد أصدقائي على مواقع التواصل (حينها سرد القصة في موقف فكاهي) حيث كان يرافق أحد أقاربه في زيارة لمنطقة ريفية خارج المدينة عندما كان طفلا، وهناك رأى لأول مرة طفلًا آخر من خلفية عرقية مختلفة (كان يظهر عليه الاختلاف في الشكل ولون الشعر والعيون)
إبداع الخيال أم عيش التجربة.. أيهما يصنع الرواية الأقوى؟
كثيرا ما نتأثر بروايات بعضها تنبع من قلب التجربة، مثل "طعام، صلاة، حب" التي كتبتها إليزابيث جيلبرت عن رحلتها الحقيقية بعد طلاقها. أو "عائد إلى حيفا" لغسان كنفاني، التي استلهمها من واقع التهجير الفلسطيني. هذه الأعمال وغيرها ممن تحكي عن تجربة حقيقية، تمسّ القارئ لأنها صادقة وتُحاكي وجعًا معروفًا.. بينما في المقابل، هناك روايات خيالية بالكامل، لكنها رغم ذلك تهزّنا. مثل مزرعة الحيوان لجورج أورويل، التي استخدم فيها الحيوانات ليرمز إلى الأنظمة القمعية. أو هاري بوتر التي رغم بعدها عن
حين قيل لنا أن الحلم ليس لنا.. فقط لأننا من بيئة لم نخترها! من كتاب "خرافات عن الأجناس"
من أكثر الخرافات خطورة تلك التي تربط بين الفشل أو حتى الانحطاط الأخلاقي وبين الأصل أو العِرق. كأن الجينات وحدها هي التي تقرر من سينجح، ومن سيبقى على الهامش. في كتاب "خرافات عن الأجناس "، يناقش المؤلف هذه الفكرة تحت ما يسمّيه "التمييز البيولوجي"، ويشرح كيف استُخدمت الفروق الطبقية كمبرر عنصري مغلّف بلغة الواقع والمنطق. أتذكّر جيدًا ما قاله والد أحد زملائي بعد نجاحنا في البكالوريا. كان يصرّ على أن يدرس ابنه التمريض، لأنه تخصص سريع ومنصب شبه مضمون، ويكفيه3
عندما يصبح "غياب الدليل" هو الدليل، مغالطة الاحتكام للجهل "كتاب المغالطات المنطقية في وسائل التواصل"
في إحدى اللقاءات الإخبارية، سأل المذيع ضيفه السياسي عن اتهام بلده بتمويل جماعات إرهابية. فرد الضيف : "ما دام لا توجد وثائق رسمية تُديننا، فنحن أبرياء". عبارة تبدو منطقية للوهلة الأولى، لكنها مثال مباشر على مغالطة الاحتكام إلى الجهل، كما تحدث عنها كتاب"المغالطات المنطقية في وسائل التواصل ". أي استخدام غياب الدليل كأنه دليل على الغياب. الإعلام يُضخم هذه المغالطة عندما يُقدّم الصمت أو عدم الرد والانكار، على أنه موقف بذاته يؤكد صحة الخبر! عشت موقفًا مشابهًا عندما أخبرني صديق
تجريم العملات الرقمية في الجزائر.. "حظر بلا تمييز"
"لا تحتاج السلطات إلى حرق الكتب لتدمير ثقافة، يكفي أن تجعل الناس يوقفون قراءتها." جملة شهيرة للكاتب الأمريكي راي برادبري، لكنها تنطبق بدقّة على أكثر من الكتب اليوم.. على كل ما يُطفئ فضول الإنسان الطبيعي نحو الجديد! مؤخرًا، انتشر عندنا في الجزائر خبر صدور قانون يجرّم التعامل بالعملات الرقمية، بسبب غياب التوضيح الذي جعل الأمر ضبابيا ومربكا. لم يُفرّق القانون بين المواطن البسيط الذي يستخدمها في عمله لتسيير أموره أو تطوير فكرة ناشئة لخدمه نفسه وبلده، وبين من يسيء استخدامها
"مشروب الموت" كيف تصنع الكلمة صورة مزيفة؟ مغالطة الكلمات الملغومة
خلال قرائتي لشرح الكاتب لمغالطة الألفاظ الملغومة في كتاب " المغالطات المنطقية في وسائل التواصل " وتوظيفها في الاعلام بخداع العامة بكلمات مضللة تخدم معنيين كوصف الديمقراطية بالكفر كما وصف الكاتب ذلك، تذكرت أخبارا كنت رأيتها (ولا ازال أراها) عن وصف مشروب القهوة بالحليب بألفاظ كـ "السمية"، "المشروب المدمر للكلى"، "انت تقتل نفسك كل صباح"، استخدام هذه الاوصاف يوهم الناس بشيء غير الحقيقة تماما، وقد سمعت من دكتور متخصص في الامراض القليية أنه لا توجد أي أدلة علمية على الضرر
ما مدى أهمية الأحاديث العابرة بلا هدف في مواقفنا اليومية؟ من كتاب"المكان العظيم الجيد"
قبل سنوات كنت أتحاشى البقاء مع الضيوف خاصة إذا كنت وحدي معهم، مثلا يكون أبي وإخوتي خارج البيت وأكون المتواجد الوحيد فتطلب أمي مني ان اجلس مع الضيوف الرجال، وأنا بطبيعتي قليل الكلام فكنت أخجل لأني لا أجد ما أقول، أكتفي بالرد على أسئلتهم، صب القهوة.. توزيع ابتسامة متوترة، وفي داخلي أنتظر انتهاء الزيارة بسرعة أو عودة أبي لأنصرف على الفور اههه، تذكرت هذه المواقف عندما قال أولدنبرغ في كتاب"المكان العظيم الجيد" أن الاحاديث العابرة والقصيرة ليس بالضرورة أن تكون
رواد المكان، لماذا نرتاح لوجودهم؟ كتاب: "The Great Good Place"
في أي مكان نذهب إليه بشكل متكرر، قد نجد عددا من الوجوه يتكرر في كل مرة، ليسوا بمالكي المكان أو أصحابه، إنما "رواد دائمون " للمقهى، للمسجد، للحديقة..حتى للأسواق الشعبية. قد نكون نحن منهم في مكان ما أو اكثر. في كتاب "The Great Good Place " يرى أولدينبرغ أن هؤلاء الرواد يمنحون للمكان هالة مستقرة، نبضا يوميا.. ونغمة خاصة. يرتبط المكان بوجودهم بشكل غريب كما ترتبط وجووههم بذلك المكان، فنشعر مثلا أن ذاك المقهى فارغ أو حتى نقول في أنفسنا