العقل الباطن هو تلك القوة الخفية التي تُحرك الكثير من أفعالنا ومشاعرنا دون أن ندرك، هو موضوع جذب اهتمام الفلاسفة وعلماء النفس وحتى كتّاب التنمية الذاتية على حد سواء مما أظهر لنا في الساحة آراءا مختلفة حوله..

وهذا ما طرحه الكاتب سلامة موسى في كتابه: "العقل الباطن او مكنونات النفس" حيث ذكر أن رؤية عالم النفس الشهير سيغموند فرويد للعقل الباطن أنه خزّان للرغبات المكبوتة والصراعات الداخلية التي تنبع من مراحل الطفولة المبكرة وأن السلوكيات اليومية قد تكون انعكاسًا لهذه الصراعات غير الواعية. مثلا إذا كنا نشعر بالخوف غير المبرر من الفشل في العمل رغم أننا نؤدي مهامنا بشكل ممتاز، فقد يعود هذا الشعور إلى تجربة مبكرة تعرضنا فيها للنقد الحاد أو الإحباط. وأن هذا الخوف المخفي يعمل في عقلنا الباطن دون إدراكنا.

في المقابل، جوزيف ميرفي في كتابه "قوة العقل الباطن" يقدّم العقل الباطن كأداة إيجابية يمكن برمجتها لتحقيق النجاح. فيقول أن الأفكار الإيجابية والإيحاء الذاتي يمكن أن يغير مصير الإنسان. مثلا شخص يحلم بتحقيق إنجاز رياضي بدأ بتكرار جملة إيجابية مثل: "أنا قوي وسأحقق هدفي". بعد فترة، يجد هذا الشخص نفسه يتحسن تدريجيًا لأن عقله الباطن تقبل هذا الإيحاء.

بينما هناك وجهة نظر غريبة نوعا ما لكارل يونغ الذي ذهب أبعد من ذلك، واعتبر أن للعقل الباطن جانبًا جماعيًا يحتوي على رموز وأفكار مشتركة بين جميع البشر. هذه الرموز تظهر في الأحلام والأساطير. فمثلا إذا رأيت حلمًا عن صقر يحلق عالياً، فإن يونغ قد يفسر ذلك كرمز للطموح المشترك بين البشر، وليس فقط شعورًا شخصيًا لديك!