في كل رمضان، نجد الكثير من الناس يبدؤون الشهر بحماسة كبيرة، العطاء و الدعاء. ومع ذلك، ومع مرور الأيام، نلاحظ أن بعض هذه العادات الجميلة تبدأ تتراجع، وربما نعود إلى نفس الروتين اليومي الذي كنا نعيشه قبل رمضان. لماذا يحدث هذا؟ هل لأننا نفتقر إلى الالتزام الحقيقي؟ أم لأننا نعتبر رمضان مجرد طقس موسمي وليس أسلوب حياة؟ الأمر لا يتعلق فقط بما نفعله خلال الشهر، بل بكيف نخطط لاستدامة هذه التغييرات بعد انتهاء رمضان. هل نستطيع أن نجعل العبادة والتقرب
ثقافة
101 ألف متابع
مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.
عن المجتمع
الاعتذار: كيف الزاوية التي نعتذر منها تساهم في قبول الاعتذار؟
ليس كل اعتذار نتلقاه نقبله بنفس الطريقة. عندما نعتذر، قد يكون لدينا اختيار من بين عدة زوايا لتقديم الاعتذار، وكل زاوية تؤثر في كيفية فهم الشخص الآخر للاعتذار واستعداده لقبوله. فمثلاً، عندما نخطئ في حق شخص، لا يتعلق الأمر بالكلمات فقط، بل بكيفية عرض الاعتذار ومتى نختار تقديمه. ومع اختلاف الموقف، سواء كان موقف بالعمل، أو بحياتنا الشخصية، من أشخاص عاديين أو مقربين، أرى أن اختيار الزاوية المناسبة أثناء الاعتذار قد يكون العامل الفاصل بين إصلاح العلاقة وبين استمرار الفجوة.
الكرونوس مقابل الكايروس: بين سباق الزمن وانتظار اللحظة المثالية.. أتعيش حياتك؟
"كل ما علينا أن نقرره هو ما الذي سنفعله بالوقت الذي لدينا." وضع الإغريق القدماء مفهومين لقياس الزمن، الأول هو كرونوس "chronos" والمقصود به قياس تسلسل الزمن (منها كلمة Chronology) أي دقائق وأيام وأسابيع، أما الثاني فهو الكايروس "Kairos"، ويمثل مفهوم "الزمن العميق" أو "الفرصة المناسبة" وتجسديه في الأسطورة الإغريقية بأنه إله الفرصة المناسبة. أغلبنا يعيش فيما يعرف بالكرونوس، أي كل تفكيرنا هو القلق من الزمن والقلق بشأن الخطط لإنجاز أهداف محددة وتكديس المهام وغيرها، خوفًا من ضياع الوقت، في حين أننا
التجمعات العائلية اليومية برمضان تفقد الأسر الخصوصية
استوقفني إعلان توشيبا العربي إذ يقول أول يوم عند ماما، تاني يوم عند ماما، ثالث ورابع عند ماما، يارب خلي ماما" يعني الإعلان بشكل واضح يؤكد على أن الأولاد بعوائلهم يتجمعون على الإفطار عند أمهاتهم كشهر استثنائي في العام، وحتى لا تفطر بمفردها، هذه الصورة إيجابية جدا عكس ما يحدث بالواقع، فهناك مشكلات كثيرة تحدث بسبب هذا الأمر فالزوج يريد من زوجته أن يقضوا رمضان عند والدته، دعمًا وونسًا لها، والزوجة تريد خصوصية وقضاء الشهر بمنزلها مع الفطار مع والدة
التحضر الزائف!! هل نعيش في وهم الحداثة؟
نعيش في زمنٍ يزخر بالتطور التكنولوجي والانفتاح الثقافي، حيث أصبح العالم أكثر ترابطًا من أي وقت مضى. وسائل التواصل بين أيدينا، والمعلومات متاحة بضغطة زر، والتحضر بات شعارًا يتغنّى به الجميع. لكن خلف هذا المظهر اللامع، هل نحن فعلًا أكثر وعيًا، أم أن كل هذا مجرد خداع بصري يُجمِّل واقعًا سطحيًا؟ اليوم، لم يعد الفكر والثقافة معيارًا لتحديد مكانة الإنسان، بل باتت الأشياء المادية هي الحكم الأول والأخير. نوع سيارتك، هاتفك، أو حتى العلامة التجارية لملابسك قد تحدد مدى احترام
كيف يمكنك تقرير إن كان استمرارك في ملاحقة حلمك هو القرار السليم، أو الجزم بأن الوقت قد حان للتخلي عنه؟
يتبع كل مستثمر في أسواق المال استراتيجية تعمل على الحد من خسارته وتعظيم مكاسبه، من هذه الاستراتيجيات هي استراتيجية الحد من الخسائر والخروج من أي صفقة مهما كانت؛ بعد نسبة خسارة محددة سلفاً. يطبق البعض هذه القاعدة على حياته العملية والشخصية، فيضع حدوداً للوقت الذي ينتظر فيه صديق تأخر عن ميعاده ولا ينتظره بعدها، ويضع حدوداً للوقت والجهد الذي ينفقه على تعلم مهارة معيّنة لو لم تأتِ بعدها بنتائج إيجابية يتركها ويبحث عن غيرها، ويضع حدوداً للعلاقات الشخصية يغيّر فيها
التأرجح بين طفولة القلب وجمود العقل هو أسوء ما نمر به فكيف ننجو من حرب نحن طرفيها ؟
بداخل كل واحد منا أصوات هي أوضح من كل ضجيج العالم، وأكثر قدرة على التأثير علينا من غيرها، لكن عندما تختلف هذه الأصوات يصبح ما بداخلنا جحيم. فالضمير له صوت كما للقلب صوت وللعقل صوت ولروح الطفولة صوت وللتجارب السابقة صوت، وبين هذه الأصوات لا نملك زمام أمرنا بسهولة ونعجز عن جمع شتاتنا بين كل هذه الاختلافات والمشاجرات الداخلية. ولو ركزنا على أي موقف في حياتنا سنجد أنه من الصعب أن تتفق كل هذه الأصوات على قرار واحد نتيقن من
متى ينفع الانهماك في العمل كوسيلة للتغلب على الشقاء الشخصي؟
يقص علينا ديل كارنيجي في كتاب "دع القلق وابدأ الحياة" قصة شخص طرقت خطوب الشقاء بابه مرتين وليس مرة واحدة عندما توفت طفلته، ثم رزق بطفلة أخرى وتوفت أيضاً، ولم يجد عزاءاً عن تلك الخطوب الشديدة إلا بالانهماك في العمل. وقص علينا أكثر من قصة أخرى: شخص ثقلت عليه الديون، وآخر فقد زوجته في حادث، وسيدة ذهب ابنها إلى الحرب ولم تعلم عنه شيئاً. كل هؤلاء أجمعوا أن العمل كان سبيلهم للتخلص من القلق والحزن، وروى كارنيجي أن التغلب على
كيف يؤثر اختيارنا لزاوية التناول على حل المشكة؟
عندما يحدث خلاف أو مشكلة بين أي اثنين، فالمعضلة لا تكون في الموقف نفسه، ولكن في كيفية تناول كل طرف للمشكلة أو الموقف، فزاوية التناول هنا هي التي تحدد ما إذا كان سيكون هناك نقاش بناء يوصلهم لحل أم خلاف متكرر لا ينتهي أبدًا بل قد يزيد المشكلة أو الفجوة بينهما. فمثلا منذ فترة تواصلت مع صديقة لي لم ألتق بها منذ فترة طويلة، ولكن بادرت بالتواصل لطيب العلاقة بيننا، ولكن عندما بدأنا المكالمة كان هناك فتور من طرفها غير
لماذا بعض الأشخاص يهوون مخالفة التعليمات؟
ربما لاحظنا ظواهر متكررة الحدوث في ميل بعض الأشخاص لمخالفة التعليمات؛ مثلما يحدث داخل مباريات الكرة حين لا يلتزم المشجعون بالتعليمات الأمنية، ومثلما يحدث في وسائل المواصلات عندما يخالف الأشخاص تعليمات الركوب في أماكن مخصصة أو التهرب من اتباع سياسات الأمان، أو في ميل بعض السائقين لتخطي إشارات المرور وقواعد سلامة الطريق، كما يحدث ذلك أحياناً من المشاة. هؤلاء الأشخاص يتواجدون كذلك في بيئة العمل ويتصفون بعدم ميلهم لاتباع التعليمات أو المحاولة الدائمة للالتفاف حولها. سيكولوجياً يتم تفسير ذلك بالرغبة
تأثير مايكل أنجلو: "أنا شخص أفضل عندما أكون معك"
"كل كتلة حجرية تحتوي على تمثال بداخلها، ومهمة النحات هي اكتشافه" تمثال داود، هو منحوتة وتحفة خالدة للفنان مايكل أنجلو، في البداية كانت مهمة نحته في عهدة فنان آخر، ولكنها وُكلت أخيرًا إلى مايكل أنجلو، وحسب وصفه، فهو رأى "داود" في كتلة الرخام تلك دون وجود أي ملامح لها، ولكنه علم جيدًا كيف سيكون الشكل النهائي في مخيلته، وعليه استغرقت عملية النحت ثلاث سنوات لتصل أخيرًا للشكل البديع الذي نراه اليوم. دائمًا ما نجد نصائح عن كيفية اكتشاف الذات والسعي
يجب ألا ننصح الآخرين بإصلاح عيوبهم فكلنا ناقص ومبتلى بعيوب
بدلاً من أن تنصحني أنظر لنفسك فعيوبك تظهر أكثر مما تظهر ملامح وجهك، كان هذا الرد صادم بالنسبة لي بعدما نصحت صديقي بلطف شديد أن يتوقف عن التدخين. تعودت منذ الصغر أن أقدم النصيحة لمن حولي، وكذلك أن أقبلها منهم أيضاً، وأعرف جيداً أدب النصيحة واطلب الأذن دائماً قبل أن أنصح أحد حتى لا أكون سخيف أو متطفل. وبكل مرة كنت أقدم لأحد نصيحة وأجد أنها تؤثر به أشعر بالسعادة، وهذا يدفعني لأن استمر في تقديم النصيحة والدعم لمن حولي،
دوامة الأخطاء المتكررة!! هل نحن سجناء أكذوبة متوارثة؟
هل سبق لكم أن تساءلتم لماذا نرتكب الأخطاء نفسها التي ارتكبها من هم قبلنا؟ لماذا نجد أنفسنا في دوامة من القرارات الخاطئة، بينما كنا نظن أننا نسير نحو الأفضل؟ الحقيقة المرعبة هي أننا نعيش في أكذوبة متجددة، حيث تختفي آثار الفشل مع الزمن، ويأتي جيل جديد لا يرى سوى الصورة الوردية للحياة، فيسير على نفس الخطى، ويرتكب ذات الأخطاء دون إدراك العواقب. هذه الاستمرارية في إعادة إنتاج الفشل هي ما يجعل البعض يظن أن كل شيء على ما يرام، بينما
علم النفس: غياب دور الأب يضعف شخصية الطفل ويقلل شعور الفتاة بدورها الأنثوي
تشكو نساء كثيرات في مجتمعنا العربي من إهمال أزواجهن في واجباتهم تجاه أولادهم، فقد أصبح من الشائع أن التربية هي مسؤولية الأم، وأما تربية الأب فهذا أمر غير متعارف عليه. وهذه تعتبر مشكلة اجتماعية كبيرة، حيث إن التربية لا بد أن تكون بمشاركة الوالدين معا، بحسب الأمهات وعلم النفس أيضا. يستطيع الأب تحقيق التوازن الأسري، من خلال اهتمامه بأبنائه ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم، فعليه مساعدتهم في حل مشاكلهم، ومعرفة أصدقائهم.مع ضرورة أن يكون الأب مرشدا لأطفاله ومقوِّما، مستخدما الشدة
الأهداف الكبيرة تتطلب أحيانًا قفزات شجاعة، وليس مجرد انتصارات صغيرة
دائما ما نسمع أن "الانتصارات الصغيرة" أحد أسرار بناء الدافع طويل الأمد. وأن تقسيم الأهداف الكبرى إلى خطوات صغيرة، والاحتفال بكل إنجاز بسيط، يخلق سلسلة من النجاحات المتراكمة التي تعزز لدينا الثقة وتحفزنا على الاستمرار. وفعليا الفكرة منطقية وكنت أتبناها كثيرًا خاصة لأي شخص يشعر بالإرهاق عند العمل على أهداف كبيرة. فمن الناحية النفسية وعن تجربة، الشعور بالإنجاز حتى لو كان بسيطا يُحفز الدماغ على إفراز الدوبامين، المسؤول عن الشعور بالمكافأة والمتعة. وطبعًا هذا يخلق علاقة بين السلوك مثلا تحقيق
كيف نحمي أنفسنا من التأثر بنظرات ومعتقدات الآخرين التي قد تكون مغلوطة
في رواية الثعلب كل الدجاج مفترس وماكر، وفي رواية السارقين الأمين غريب الاطوار، وبنفس الطريقة تتبدل الحقائق وتتغير الأحكام فيبطل الصواب، ويصيب الباطل. في مراحل مختلفة في حياتي كنت أتبع الأحكام المغلوطة وأسير خلف آراء وأحكام الآخرين حتى منذ الطفولة، أذكر كان لنا زميل لا يحب أحد أن يجلس جواره وتعددت حوله الأحداث والأقاويل، لكن ببساطة عندما كبرت أدركت أن سبب النفور منه كان الخوف من مرضه الجلدي. كبرنا ومنذ أسابيع أردت البحث عن هذا الشاب أنظر إلى أين سار
كيف نستطيع أن نتجنب تبريرات كسلنا؟
للأسف أحياناً نتجنب مواجهة كسلنا بخصوص موضوع محدد بأن نضع بعض التبريرات دون أن ننتبه، فبدلاً أن نلوم أنفسنا على كسلنا بصدق وعلى أسس منطقية سليمة، نشعر بدلاً منه بحزن على ظروفنا وحظنا وإمكانياتنا. أحياناً نبحث عن العوائق البسيطة ونجسمها ونجعل منها سدوداً عالية نحتمي بها عن مواجهة الواقع وتحدياته. يفعل ذلك الموظف الذي يتأخر دائماً في تسليم مهام عمله، والطالب الذي يتكاسل عن مذاكرة دروسه لأن المواد صعبة، وصاحب العمل الذي يفشل مشروعه لأن الحالة الاقتصادية سيئة ولا يجد
حينما تفقد الكلمات معناها... هل حان وقت التصحيح؟
في عالمنا اليوم، نشهد تغيّرًا واضحًا في استخدام المفردات، حيث تُمنح بعض الأشياء أسماء لا تعكس حقيقتها، مما يؤدي إلى تشويش في الفهم وإعادة تشكيل القيم المجتمعية. أصبح التلاعب بالكلمات وسيلة لإعادة تصنيف الأدوار والمفاهيم، فصارت الفاسقة تُلقب بـ"المؤثرة"، والموظفة تُعتبر "قوية"، والأم المربية تُوصف بأنها "ماكثة في البيت" وكأن دورها أقل قيمة. هذا الخلط في المصطلحات جعل بعض الأشياء تخرج من سياقها الطبيعي، مما يؤثر على وعي الأفراد ومكانتهم في المجتمع.... فهل نحن بحاجة إلى إعادة تسمية الأمور بمسمياتها
موائد طعام تلقى بالكامل في القمامة وموائد أخرى مصدرها من القمامة!
هناك من يرهقه الجوع وهناك من يرهقه الاختيار من كثرة أصناف الطعام، وما بين هذا وذاك ثمة فئة نوعاً ما تحظى بالأمان وتمتلك قوت يومها. في أكثر من مدينة أو قرية أذهب إليها بحكم عملي أبصر هذه الظاهرة بوضوح شديد، بين من يلقي بالطعام في القمامة ومن يجمع الطعام من نفس القمامة وكأننا فقدنا الشعور تماماً. أسأل نفسي ألا يعلم من يلقي الطعام بالقمامة أن في القرية فقراء ؟ أم أنهم يعلمون لكن لا يبالي أحدهم بغيره. نحن تحولنا إلى
أسأل مجرب ولا تسأل طبيب، فأيهما أفضل الخبرة أم العلم!
من ثقافة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر لا تزال ثقافة أسأل مجرب ولا تسأل طبيب موجودة ومترسخة، لدرجة أن البعض بات يقتنع برأي أهل التجربة أكثر من أهل العلم. في الحرف والأعمال اليومية صوت أهل التجربة يعلو فوق صوت أهل العلم، ويمكن أن نلاحظ تطبيق هذه القاعدة في التعليم أو الطب أو أي مجال عمل أو مسار تأثير على الإنسان. ولكن للأسف تكون نتائج هذه القاعدة كارثية في بعض الأحيان، وأذكر أنني منذ أيام كنت توجهت لتقديم دعم لطفل
هل يؤثر الصوم على الإنتاجية حقا؟
رغم ما يشاع عن ارتباط الصوم خلال شهر رمضان بانخفاض الإنتاجية بسبب انخفاض الطاقة، فإن عددا من الأبحاث أشارت إلى العكس، من بينها تلك التي جاءت بعنوان "تأثير الصوم على الإنتاجية والرفاهية في مكان العمل" والمنشورة في يناير/كانون الثاني 2024، حيث خلص 3 من الباحثين الكويتيين إلى أن المسألة لا تتعلق بالصوم بقدر ما تتعلق بتنظيم العمل، وتقسيم الوقت. وأشار الباحثون في دراستهم إلى مجموعة من الطرق لتحسين ظروف العمل، للحصول على نتائج مرضية، لأصحاب المصالح والأعمال، بناء على مجموعة
بين هدوء الجبال وصخب المدن: أيهما تختار؟
هناك سحر خاص للحياة الريفية الجبلية الباردة، حيث يمتزج النسيم العليل برائحة الأشجار والصخور، وحيث تمتد المساحات بلا حدود، تزينها الثلوج في الشتاء والخضرة في الصيف. في الجبال، تجد نفسك بعيدًا عن الضوضاء، قريبًا من الطبيعة، تستيقظ على زقزقة العصافير لا على زحمة السيارات، وتعيش بإيقاع هادئ، وكأن الزمن هناك يتحرك ببطء ليمنحك فرصة للاستمتاع بكل لحظة. لكن المدن أيضًا لها جاذبيتها الفريدة، فهي عالم من الفرص والحياة السريعة، حيث لا مجال للملل، حيث تتلاقى الثقافات وتتعالى الأصوات، وحيث كل
مجتمع قيد البناء.. من يعمل ومن يكتفي بالاستفادة؟
في كل مجتمع يمر بمرحلة البناء، هناك من يضع يده في الطين، يعمل، يضحي، ويواجه الصعوبات من أجل مستقبل أفضل. لكن في المقابل، هناك نوعان من الناس لا يساهمون في هذه العملية: الفئة الأولى : من استسلموا تمامًا، لا يضيفون شيئًا، ولا يحاولون حتى أن يكون لهم دور فعّال. هؤلاء اختاروا التقاعد المبكر من الحياة قبل أن يبدأوا حتى في خوض معاركها. الفئة الثانية : من يعتقدون أنهم خُلقوا للحياة المترفة فقط، يخططون للاستمتاع بالنتائج دون المساهمة في الجهد. يعيشون
حياتنا بين العفوية والحذر… هل نعرف متى نخاطر ومتى نتراجع؟
في حياتنا اليومية، نعيش بين عالمين متوازيين: الإطار العفوي والإطار الشخصي، تمامًا مثل الساعة الكلاسيكية والساعة الرياضية.. كلاهما يقدمان الوقت نفسه، لكن لكل منهما استعماله الخاص. الإطار العفوي هو ذلك الجزء من حياتك حيث تعيش اللحظة دون تفكير زائد أو حسابات معقدة. إنه عالم الأصدقاء، اللقاءات السريعة، والقرارات التي يمكن تحمل عواقبها بسهولة. هذا الإطار يمنحك حرية الحركة، لكن دون أن تراهن عليه كثيرًا أو تتوقع منه الكثير. أما الإطار الشخصي، فهو الأكثر خطورة والأكثر أهمية. هنا تكمن استثماراتك الحقيقية:
وراء كل اهتمام مفاجئ مصلحة فلا أحد سيتذكر فجأة أنه يحبك!
نلاحظ أن هناك أشخاص في حياتنا بمجرد أن يتواصلوا معنا أو يطلبوا مقابلتنا فنحن نتأكد أنهم يفعلون ذلك لغرض أو لمصلحة وأن الأمر لا يتعلق بالسلام أو المقابلة فقط. ومنا من يتقبل ذلك بصدر رحب ولا يكن في صدره، ومنا من يبغض صاحب هذا السلوك ويعتبر تصرفه صورة من صور الاستغلال. عن نفسي مؤخراً قررت أن أتخذ ردة فعل سلبية تجاه هؤلاء، ولكن بعد أيام تراجعت وشعرت أنني بذلك سأكون قليل المنفعة ولا أعلم أي تصرف هو الصواب. فكيف تتعاملون