💡
إن لم تكن ذكرياتنا عن حياتنا كانت حياتنا حياة غيرنا.
مما يحير العقل أن نشتاق لما لم ينبع من أعماقنا في حياتنا وأن تكون ذكرياتنا وطفولتنا محتلة.
كيف تعرف أن حياتك زائفة!؟
إذا تحدثت عما تفتقده وعن طفولتك وما كنت تفعل فيها وكان حديثك عن رسوم متحركة كنت تشاهدها وبرامج أطفال كنت تتابعها فقط حياتك زائفة وإن كانت مرحلة مراهقتك مرتبطة بمسلسلات وأفلام شاهدتها فقط حياتك زائفة وإذا كانت مرحلة شبابك مرتبطة بكتب قرأتها من إبداع غيرك وشخصيات لم تحتك بها واقعيا فقط حياتك زائفة.
ما العامل الذي يجعل ذكرياتنا زائفة!؟
إذا كانت ذكرياتك مرتبطة بإبداع عاقل أبدع رسمه جعل لها صوت وحركة و اسم وكان بينك وبين العاقل زمن طويل وبينكما مسافات طويلة ولا تعرفه ولا يعرفك كانت ذكرياته جزء من ذكرياتك وحياته جزء من حياتك وهذه حياة زائفة تبرمجت عليها بسبب أنك كنت لا تشغل عقلك بما سيصبح ذكرى تتحدث عنها فيما بعد وحديثك عما تأثرت به وتبرمجت عليه يختلف كليا عن حديث من أبدع ما أصبح من ذكرياتك لأنه يتحدث عما فعله وعمله وأنجزه في الواقع هذه ذكريات حقيقية وهذا يجعله مختلفا عنك.
إذا كنا نعيش ذكريات غيرنا وإبداعات غيرنا ونربط طفولتنا بما أنجزه غيرنا ونربط مراهقتنا بما تفنن به غيرنا ونربط شبابنا بما أحدثه غيرنا ما حياتنا!؟ أين ذكرياتنا!؟ ماذا كنا نفعل!؟
راقب ما تأكله وما تشربه وما تمارسه وما أعتدت عليه وما تفكر فيه وما تشعر به إن لم يكن فيه لمساتك وبعض أفكارك ثق بأنك تعيش في حياة غيرك فإن لم تكن عاداتنا وأفعالنا وأعمالنا وتصوراتنا وما تشتاق إليه قلوبنا مشتقة من عالمنا وبيئتنا تم احتلالنا ذهنيا.
من انبعاثات الذكرى الزائفة ربط مشاعرنا بأغنية أو لحن وربط طفولتنا بشخصيات الرسوم المتحركة التي هي من ابتكار من لم نعرف ذكرياتهم وربط مراهقتنا بما كنا نشاهده ونتابعه كالمسلسلات والمسرحيات والأفلام والبرامج انعكاس لما لم نكن نفعله في واقعنا! فأين ما أحدثناه!؟ وما الذي أنجزناه!؟ أين كنا!؟ أين نحن الآن!؟ أين وصلنا!؟ أين أصبحنا!؟
ما فات يعالج الآن فمنذ هذه اللحظة اصنع حياتك واصنع ذكرياتك واصنع إبداعك وقبل ذلك تذكر ما أبدعته وما ابتكرته وما أحدثته وما لعبت به وما وقعت فيه وما أتلفته وما أصلحته وما فرضته لتعيد إليك حياتك الحقيقية لتتحرر من ذكريات غيرك التي فرضت عليك وسرقت حياتك منك.
أنت
لست
جمهور
غيرك
و
لست
تابعا
لإبداع غيرك ولست جزء مشوه من غيرك ولست مستهلك لإنجازات غيرك أنت حي في حياتك فكن حي بإبداعك.
التعليقات