يدور علم الفراسة حول دراسة ملامح الوجه، لأنه يحاول استنتاج طبيعة الشخص من خلال ملامحه.
في القرن الثامن عشر، والتاسع عشر: كان علم الفراسة مقررًا إلزاميًا في أغلب الجامعات المرموقة. وكان علم الفراسة يُعتبر مجالًا "علميًا"، فكان من الممكن تحديد شخصيتنا بسبب ملامح وجهنا.
امتلأت صفحات الروايات، وأبيات الشعراء، بوصف لملامح الأشخاص وارتبطت ملامحهم بصفاتهم الشخصية، وتغنى الشعراء بقوة الذقن، وذكاء العيون.
نحن نعلم في عصرنا الحالي أن ملامح الإنسان لا تدلنا على شخصيته، لكن بطريقة غير واعية عقولنا تخدعنا، فما أن نتعامل مع أشخاص جدد حتى تؤكد تصرفاتهم فكرتنا غير الواعية المرتبطة بشكلهم، فنقول أننا شعرنا أن هذا الشخص (مؤذي) وقد صدق شعورنا، أو نقول أننا لم نرتح لفلان وقد أصبنا في ذلك.
فلو كانت الفتاة ذات وجه ملائكي طفولي، وتتحدث بطريقة لطيفة ذات نبرات خفيضة، فلابد أن أول استنتاج سيكون أنها إنسانة لطيفة.
ولو امتلك الشاب وجه هادىء مطمئن، واتسم سلوكه بالتهذيب، فلن نصل أبداً إلى افتراض أنه قد يكون عنيفاً.
وفي الحقيقة كثير من النسوة المخادعات يمتلكن وجه بريء، وكثير من القتلة يملكون وجه طفولي ويتسم سلوكهم بالتهذيب.
إذا كنا لا نستطيع مسبقاً الحكم على شخص إلا بعد صدور تصرفاته..فكيف نستطيع أن نثق، ونأتمن الأشخاص حولنا؟
التعليقات