منذ اللحظة الأولى التي بزغ فيها فجر الرسالة، اتضح أن العلاقة بين الدين والعلم لم تكن علاقة خصام أو تصادم، بل علاقة متينة متداخلة في جوهرها. لم تكن المصافحة الأولى بين السماء و الأرض بكلمة سيف أو حرب، بل بكلمة "اقرأ"؛ تلك الكلمة التي فتحت أبواب العقل قبل أن تفتح أبواب الغيب، و جعلت من المعرفة مدخلا للنبوة، و من الوعي شرطا لفهم الوحي. لم يكن النبي مجرد ناقل لرسالة، بل كان حاملا لمشروع معرفي، ينهض بالإنسان لا بتكليفه فقط،