لماذا يتصرف بعض الآباء وكأن رعاية أبنائهم أمر اختياري؟

للأسف هو يكرر ما تربى عليه ويري أن ما عاشه هو الطبيعي والمقبول دون أن يدرك أن الزمن تغير وأن الأبوة اليوم تتطلب حضوره مع أطفاله ودعمهم وقربه منهم. تصرفه هذا جعل ابنته تبتعد عنه ولا تراه كالسابق

الكثير من الناس والفلاسفة يقولون إنه كما تدين تدان ، أي أن ليس على الآباء أن يظنوا أن تربية الأبناء شيء كثير عليهم أو أنهم يقومون بشيء ليس إجباريا عليهم ، لأنهم أيضا كان لديهم آباء عندما كانوا صغارا ، لكن الآباء فهموا هذا بشكل خاطئ وصاروا يهتمون بأبناءهم بنفس الاهتمام الذين نالوه عندما كانوا صغارا .

للأسف هذا الواقع، وما بيضايقني أكثر حينما تكون الأم تعاني من هذا وتعيد نفسيد الدائرة مع أولادها وتربي الطفل الولد نفس التربية وجيل يسلم جيل ويأتي أشخاص على نفس الشاكلة هذه بوقتنا يتهم النساء التي لا ترضى بهذا الوضع بأنهم عديمات مسؤولية ولا يستطيعون فتح بيوت!!!

نعم صحيح لكن الأم في النهاية مضطرة لتحمل كل شيء من أجل مصلحة أولادها. اذا تركت له المسؤولية لما قام بأي شيء هم دائمًا يجدون الأعذار مرة نسيت و مرة مش فاضي وفي النهاية الأم هي التي تقوم بالامر من أجل أولادها. حتي الأم إذا حاولت أن تربي أولادها على المسئولية والمشاركة فى المنزل سوف نجد من الآباء من يعترض على ذلك بحجة أنه ولد وليس بنت وقد رأيت هذا حرفيًا

أعتقد أننا لا يجب أن نلوم الأم أنها تولت بضع مسؤوليات فقرر الأب الراحة، الأصل أن المشكلة في الأب ولو كان رحيم بأولاده لزاد تقدير زوجته في عينيه لو قامت بمهمة زائدة من أجلهم، بل ويجعله ذلك يسارع في المرة القادمة أن يقوم بمهام أكثر..

بالنسبة للتدليل كنت أظن الأمر عكسي، فلابد أن هذا الأب تم إهماله وليس تدليله لذلك هو معتاد على إهمال الأولاد والدليل ما قاله:

"أهلي عمرهم ما عملوا كده معايا لما كنت صغير وطلعت كويس"

المشكلة ليست فقط أنه مجرد تصرف سلبي بل في الرسالة التي يرسلها لابنته بتصرفه بأن صحتها لا تهمه وأن راحته أهم منها. هذا التصرف يشوه طفولتها ويجعلها مرهقة نفسيًا ويزرع فيها شعور بأنها بلا سند من الشخص الذي من المفترض أن يكون أقوى داعم لها.

تقريبًا أول رجل يشهد شهادة حق ويعي فعلاً لماذا تسعى المرأة دائمًا للعمل والاستقلال المادي لانه يمنحها القوة لاتخاذ قرارات صعبة لم تجرأ على اتخاذها اذا كانت لا تملك المال ويكسر دائرة الاعتماد الكامل على شخص ليس له اي فائدة