الآباء يفرضون قيمهم ومعتقداتهم على أبنائهم، تتفق معهم أم لا؟ ولماذا؟

الحل المثالي من خلال تجربتي، يكمن في الموازنة بين التوجيه والحرية. يمكننا كآباء غرس إطارًا أخلاقي وقيمي ولكن بدون إجبارهم على اتباعه بشكل صارم. على سبيل المثال، يمكن تعليم القيم الأساسية كالاحترام والمسؤولية، ولكن عبر النقاش والحوار وليس التلقين.

وتعليم التفكير النقدي بدلاً من فرض المعتقدات، يمكن تعليم الأطفال كيفية التفكير بأنفسهم، وتشجيعهم على طرح الأسئلة واستكشاف الأفكار المختلفة.

فمن المهم أن يشعر الطفل بأن رأيه محترم، وأن الأهل يثقون بقدرته على اتخاذ قرارات مدروسة عندما يكبر.

بهذا الشكل، يستطيع الأطفال أن يستفيدوا من خبرات أهلهم، ولكن في نفس الوقت يحتفظون بحقهم في تكوين وجهات نظرهم الشخصية عن العالم.

يجب منح الأطفال الحرية لاستكشاف والتفكير النقدي وتطوير وجهات نظرهم الخاصة

أرى أن هناك أشياء اختيارية يصلح معها هذا الأمر وأشياء أخرى يجب نقلها للأطفال كما هي دون تغيير والتأكيد على الالتزام بها بشكل كامل مع توضيح السبب وإجراء نقاش حوله، وهذه الأشياء مثل القيم الأخلاقية والدينية الثابتة، وغيرها من الأمور مثل: احترام الكبير والتسامح وتقديم المساعدة للغير.

أما من ناحية الاختيار وتكوين وجهات النظر فيمكننا تركهم يختارون طريقهم فيما يتعلق بمجال الدراسة، ونوع الرياضة التي يريدون ممارستها، والأهداف التي يريدون الوصول إليها وكل ما يشبه ذلك.

بالطبع يجب فرض القيم, فلو اعتبرنا أن غرس مبادئ معينة في الطفل وتعليمه الآداب الدينية والمجتمعية والمعتقدات الدينية وفهم العامل هو أمر اختياري فإذاً ما الداعي من عملية "التربية" !! فكل ماذكرته يندرج تحت بند التربية إذاً فليتركه للمجتمع ليغرس فيه القيم إن كانت صحيحة أو خاطئة ولا داعي من وجود الآباء, أما الحرية للاستشكاف تكمن في التعلم, الملابس, الهوايات, الخيارات الوظيفية (مع وجوب النصح والإرشاد) وليس في القيم والمعتقدات, هذه وجهة نظري

الآباء لا يفرضون معتقداتهم فرضًا وإنما يقدمون خلاصة خبرتهم في الحياة لأبنائهم من واقع ما عاشوه وتعلموه، تلك القيم والمعتقدات هي الأساس الذي يبني عليه الأبناء ثقافتهم ومعتقداتهم الخاصة لاحقًا، لا أحد يكون نسخة طبق الأصل من أبويه، لكن قليل من هم يحيدون عن قيم ومبادئ آبائهم.

يزعم البعض ومنهم أنا أنه يجب منح الأطفال الحرية لاستكشاف والتفكير النقدي وتطوير وجهات نظرهم الخاصة أثناء نموهم

أعطيتهم تلك الحرية على أي أساس؟ بدون تعليم او ثقافة او توجيه هم مثل ورقة قطعتها من شجرة وتركتها بمهب الريح لا جذور لها ولا اتجاه.

المشكلة هنا أن البعض يعتبر توجيهات الاهل فرض وتحكم، بينما يسمحون له بالاستماع لكل الآراء ووجهات النظر الأخرى عبر الإعلام والكتب الفكرية والأفلام والمسلسلات والمؤثرين عبر الإنترنت وغيرها الكثير، لكن هؤلاء بالطبع لا يفرضون رأيهم!!

في الواقع كل المؤثرات في حياة الطفل تخبره بما عليه ان يفعله ولا يفعله من وجهة نظرهم الخاصة ويطلبون منه ان يتبناها ولو بشكل غير مباشر.

يبدو أنه لديك مشكلة مع المجتمعات الإسلامية .