عدت للتو من دار المسنين بعد أن تركت أمي هناك وتخلصت أخيراً من حمل خدمتها ورعايتها فالحمد لله الذي أرشدني لهذا القرار، كانت هذه الجملة هي خبر صديقي الذي جاء يزفه لي وعلى وجه ملامح الراحة والسعادة.
وبصراحة لا أتخيل أن يسعد شخص لأنه قرر التخلي عن أمه والتنحي عن مسؤولية خدمتها ورعايتها وتركها في مكان يتولى ذلك، بصراحة لم أستطع وقتها أن أظهر وكأني سعيد بقراره الذي سبب له الراحة، ولم يصدر مني سوى التوبيخ وتعبيرات اللوم والغضب.
الأم ولو لم تبذل شئ لأجل الأبناء فيكفي أنها حملت وولدت وأطعمت وراعت وسهرت وضحت لأجل أن نكبر، والأب الذي يهمش بعضنا دوره ويجحده كذلك بذل من حياته وجهده الكثير الذي لا يحصى لأجلنا فهل تليق بهم هذه النهاية ؟
نتركهم في دار للمسنين وكأن لا إبن لهم ولا أهل، ومهما كانت جودة الخدمة وكفاءة العاملين بالدار تكفي قسوة الشعور عليهم وحزنهم أنهم أصبحوا بمفردهم دون الذين افنوا أعمارهم لهم.
صديقي هذا برر فعله بأنه مشغول بعمل ويرغب في الترفيه عن نفسه والتفرغ لحياته بعده، وغيره يبرر بالسفر وغيره يبرر بالملل، وغيره يضع عذر أنهم لم يقدموا له شئ فلا يستحقوا التضحية، أما أنا فلا أرى أي مبرر ولا أقبل الأمر لو سأترك حياتي بالكامل.
فما رأيكم أنتم بسلوك إيداع الآباء والأمهات في دور الرعاية، ولماذا
التعليقات