منذ فترة بدء ترند الزواج والارتباط، وسرعان ما تحول الترند إلى تيار نفسي وسوسيولوجي يُقدم له أشخاص يزعمون أنهم أخصائيون متمرسون في عالم العلاقات، مع العلم أن الوطن العربي فيه فقر شديد في هذا النوع من التخصصات، هذا إن وجدت أصلا على المستوى الأكاديمي والمهني. الغريب أنه وبعد النجاح في الترويج لأن كل العلاقات الإجتماعية سامة أو مرضية، يتم اليوم بداية ترند جديد وهو أن الزواج أسوء من الطلاق، وأن مشاكل وتداعيات الزواج أكبر بكثير من الطلاق، وينقسم في ذلك
البحث عن المعنى والذات: ماهي أفصل الطرق إليه على الإطلاق في رأيك؟
أنهي اليوم قراءة كتاب فيكتور فرنكل " الإنسان يبحث عن معنى" للمرة الثالثة في أقل من عامين. أعرف أنه ليس كتاباً من عيار الكتب التي تحتاج إلى تأويل وتفسير أو تكوين علمي وثقافي كبير، حتى تعيد قراءته مرتين، لكنه يعتبر في اعتقادي من الكتب القليلة القادرة على وضعنا على الطريق الصحيح للحياة، إنه يعيدنا إلى أنفسنا وإلى المسار الذي ينبغي أن نكون فيه، إنه يذكرنا بأن الحياة ليست إلا بحث عن معنى ما، فإن فقدنا المعنى سنفقد الحياة للأبد وقبلها
في نظر الغرب، الحضارة الإسلامية هي الحضارة الأكثر رعبا: هل تؤمن بصراع الحضارات؟
يبدوا أن عداء الغرب تجاه القوميات الأخرى يزداد شراسة يوما عن يوم، وبالتحديد العداء ضد الإسلام والمسلمين، لاسيما بعد ظهور نظرية "صراع الحضارات"، و هي نظرية سياسية قدمها صامويل هنتنغتون في مقال عام 1993، ثم توسع فيها بكتابه عام 1996، تقول النظرية أن الانقسامات الثقافية والحضارية ستكون هي مصدر الصراعات الرئيسية في العالم بعد الحرب الباردة، وهي من ستغير وجه العالم وتحدد من يحكمه مستقبلا. بموجب هذه النظرية؛ يرى هنتنغتون أن العالم ينقسم إلى حضارات كبرى تجتمع أو تتميز بثقافة
من اختاروا جنسية غير بلدهم الأصلي، هل لهم الحق في بلدهم القديم أم أنهم اصبحوا غرباء عنه ولا حق لهم فيه؟
قبل أيام، أثار باحث ومؤرخ جزائري الساحة الفكرية والإعلامية بتصريح عده الكثيرون خطير جدا، حول الهوية الأمازيغية، إذ قال الأستاذ المؤرخ بلغيث محمد الأمين أن لا وجود لقوم يسمون الأمازيغ، وأن سكان شمال إفريقيا الأصليين يُسمون بربر، وليس أمازيغ، وقد أثار هذا التصريح سُخط طائفة واسعة من الناس مثقفين وغيرهم . لكن ما اسوقفني أكثر في حواره وتصريحاته كان عن شيء أخر تماما، وهو قوله أن الجزائريين الذين اختاروا الذهاب الى فرنسا والعيش فيها وتركوا وطنهم الأم ، هم لا
كتاب سأخون وطني ، إلى أي مدى تكفي الهجرة حتى ننسى الخذلان الذي عشناه في أوطاننا؟
لعل من أكثر الكتب الأدبية إليلاماً عن الضمير والواقع العربي هو ما كتب محمد الماغوط، بالتحديد كتابه" سأخون وطني" ، وهو الذي يقول في أحد سطوره: " أمة بكاملها تحل الكلمات المتقاطعة وتتابع المباريات الرياضية، أو تمثيلية السهرة ، والبنادق السرائيلية مصوبة إلى جبينها وارضها وكرامتها وبترولها !" . كعادة الكثير من البشر المهزومين، كان إختيار الهروب هو الطريق الوحيد أمامهم لتسكين الألم، ألم الأحلام الضائعة، ألم الخيبات، ألم الهوّية المجروحة الثقيلة، لكن الغريب أن سرعان ما سيتحول ذلك الهروب
الأب يمارس السلطة والأم تمارس الحب: ما مدى اتفاقك مع هذه المقولة لتربية جيدة للأبناء؟
عنما نتحدث عن بناء أسرة بالمعايير التقليدية، فإننا نطرح تلقائيا نموذج جاهز للتسيير أن "الأب يمارس السلطة، والأم تمارس الحب". هذا النموذج يفتح باب نقاش فلسفي عميق حول طبيعة السلطةو الحب، وأهمية فهمها في تكوين أسرة متماسكة. يعتقد كثيرون أن سبب اختلال الأسرة اليوم وانحلها في الغرب اليوم، راجع إلى التغير المفاجئ لصورة الأب والأم، إذ تحول الأب الغربي إلى حاضن ومعطي للحب أكثر وتخلي عن أدواره السلطوية، أي تخلى عن دوره في تمثيل القانون داخل المنزل، بينما تم تمكين
الحب والسعادة لا يلتقيان: هل أفلاطون محق في رأيه؟
على عكس الجميع ، يقول أفلاطون إن الحب لا يؤدي إلى السعادة، لأنه رغبة والرغبة نقص نحو شيء ما، فالحب بالتعريف إذن هو رغبة في ما نفتقده أو ما لسنا عليه أو ما ليس فينا ونريده بقوة، لكن هنا المشكلة، فإذا كان الحب رغبة، إذن هو فقر وافتقار، فالمعادلة هي كالتالي : الحب = رغبة، والرغبة = افتقار، والافتقار = تعاسة. فالحب عنده نابع من شعور بالعجز والاحتياج، وهذا يجعل المحب أسير رغبته في المحبوب دائمًا، المُحب مأسور في ما
ما حدود الذكاء الاصطناعى فى تشكيل فهمنا للحياة؟
لقد أصبح الذكاء الصناعي وبشكل شرس ومخيف قادر على إعادة تعريف مفاهيم الحياة والوعي والإنسانية بطرق مجنونة وصاخبة، مما يثيرالكثير من القلق حول مستقبل وجودنا معه. كمشتغلة بالفلسفة أحب العودة إلى النظريات ذات الوزن في هذا الموضوع لإيجاد بعض العزاء، بالخصوص فكرة الفيلسوف مارتن هيدغر ، الذي ركز على علاقة الموضوع بـــــــ"الكينونة"، الذى اعتقد أن الألة لا يمكنها استيعاب "الكينونة" الحقيقية لأنها مرتبطة بالتجربة الإنسانية العميقة، مثل الموت والقلق، تلك حالات إنسانية خاصة لا يمكن برمجتها، لو كان حياً سيقول
ماهي فكرتك عن كيفية تقسيم الأدوار والمسؤوليات بين الزوجين لحياة سعيدة؟
يٌغترض أن تكون السعادة الزوجية هدفًا مشتركًا للزوجين لكن في مجتمعاتنا العربية مع الأسف يتحول هذا الهدف إلى هدف شخصي يتحمله أحد الطرفين أكثر من الأخر في أغلب الأوقات ،وحتى في الحالات القليلة التي نجد فيها زوجين يبذلان نفس الجهد لتحقيق السعادة، أحيانا تتداخل المسؤوليات والأدوار بشكل يمكن أن يسبب مشاكل. لذلك شخصياً؛ أعتقد أن الأهداف خصوصا الزوجية ينبغي أن تتحول إلى عقود واضحة وإلا تبقى مجرد كلام وشعارات سهل التملص منها وتغييرها أو نكرانها،وفي هذا أميل إلى أن الحياة
القطيعة المعرفية مع الماضي أم العودة إليه والأخذ منه وتجديده، ماهي برأيك طريقنا للنهضة؟
سؤال حير العقول العربية على منذ أكثر من قرن ونصف: كيف نقيم نهضة عربية؟ هل نهضتنا كأمة عربية رهن بالقطيعة التامة مع ميراثنا الثقافي والتاريخي، أم أن النهضة الحقيقية تكمن في استلهام الماضي وتجديده؟ يعتقد البعض أن التخلف العربي نتاج تشبثنا بتراث أصبح بالياً لا فائدة منه،و أن القطيعة مع هذا الإرث شرط للتقدم والنهضة، حسن حنفي مثلا، يرى أن التراث يجب أن يكون أداة لفهم الواقع وحل مشكلاته، لا مجرد ذاكرة تاريخية تصبح عائقاً أمامنا بتحولها إلى مقدس جديد،
متى يجب أن نقول كفى للحب ؛ أو كيف نفرق بين الألم المحمود في الحب والألم المدمر؟
هل الحب الحقيقي يمكن أن يكون سبباً للألم؟ أم أن الألم هو الإشارة التي تخبرنا بأن الحب قد انتهى أو ربما لم يكن حقيقياً من الأساس؟ كأي عاشق للطرب والموسيقى العربية القديمة،كبرت وكبر معي سؤال و شعور دائم بأن الحب لذيذ بالألم، تكونت لذي كغيري من عشاق الفن مشكلة التفرقة بين الحب والألم، وأنا مخمورة بروح العاشقة المُعذبة في أغاني لأم كلثوم، حين تطلق الأهات للسماء، وتقول" لا أنا قد الشوق وليالي الشوق "، وعندما تبكيه" كان لك معايا، أجمل
نحن جميعًا نخاف من شيء ما في العلاقات؛ ما هو أكبر مخاوفك فيها؟
البشر بطيبعتهم يخافون من المجهول، والعلاقات هي جزء من هذا المجهول الذي نخافه، أو هي جزء من ألم خبرناه ؛ نعرفه فعلا، وجربناه من قبل، فأصبح في عقولنا مرتبط بالتهديد وعدم الراحة، أو تصورات سلبية عن الذات، النتيجة هي الدخول في علاقات مشوهة تؤدي إلى مزيد من الإنكسارات وتثبت مجدادا الخوف الأول والأحساس الدفين فينا بأن الآخر مخيف بطبيعته. السؤال الذي يطرح في هذا: ماهي اكبر مخاوف الناس في العلاقات وما هو أساس هذه المخاوف ؟ وكيف نساعد أنفسنا في
الصلابة النفسية تفرض علينا أم يمكن اكتسابها بالقراءة والتعلم قبل الصدمة والألم؟
الصلابة النفسية مفهوم انتشر مؤخرا بكثرة فيما يقابل الهشاشة النفسية، الكل يعدنا بخطة لتحقيق صلابة نفسية لا تقهر، وكلها للحقيقة تبقى مجرد شعارات فارغة . شخصيا لا أصدق بوجودالصلابة النفسية، أنها ليست شيء حقيقي نجده أو نخلقه، بل هو شيء نصطنعه ونمثله في أغلب الأحيان، مثله مثل الكثير من الصفات النفسية الأخرى مثل الثقة في النفس ، نحن نتظاهر أغلب الوقت بصلابة ما، لمنها يستحيل أن تتحقق في جميع نواحي حياتنا بشكل متساوي، ربما نحن على قدر كبير في الصلابة
اذا لم يكن لك مقعد على الطاولة فهذا يعني انك على قائمة الطعام، تتفق أم لا؟
تقول المقولة " اذا لم يكن لك مقعد على الطاولة فهذا يعني انك على قائمة الطعام"؛ وهي جملة تجعلنا نعيد التفكير في مكاننا داخل المناقشات والقرارات الحاسمة التي تعقد في حياتنا ، ا إذا حللنا الأمر نجد أن لطاولة ترمز إلى القرار والقدرة على التحكم ، من يجلس عليها يحدد مسار الأمور ويقرر ويضع قوانين اللعبة، أما من لا يملك مكاناً فيها فهو مجرد تابع لا يؤخذ برأيه بل هو مجرد جزء من اللعبة، فيصبح هو نفسه عرضة للاستغلال والتضحية
مفاهيم اجتماعية ضارة لكن أراها لا تضر، ماهو معيارك في الحكم على المفاهيم؟
علمنا المجتمع أن بعض المفاهيم ضارة يجب الحرص على الابتعاد عنها لتجنب لآثارها، فقالوا أن ممارسة الانتقاد هو تطاول على الأخرين في حين ان ممارسة الإنتقاد هل الوسيلة الوحيدة لتصويب الأخطاء وتحسين الحياة وتطوير الأوضاع وقيل أن ممارسة التفكير والجدال إزعاج إجتماعي وثرثرة وافساد لراحة الناس في حين أن الجدال تطوير للذات والتفكير وانفتاح على العقول والعالم، وقيل أن الاختلاف يعني العداوة و الخلاف يؤدي إلى القطيعة والتدمير في حين أن ممارسة الإختلاف يحفظ للناس تميزهم وتنوع الحياة يزيدها جمالا،
التلوث الرقمي: كيف ننظف أجهزتنا بطريقة آمنة؟
كل مرة أضغط فيها على زر الحذف، أفكر إلى أين تذهب تلك البيانات؟ في زمن وهم "الحذف الأبدي" أصحبنا نهدر المعلومات بتبجح ولا مسؤولية ظنا منا أن قرارنا بحذف معلومة ما يكفي لاختفائها من على الكوكب، لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا من هذا؛ كل ملف محذوف، وكل صورة مكررة، وكل بريد إلكتروني غير مقروء، أو فيديو أو مستند قررنا إرساله إلى سلة المهملات يترك بصمة كربونية هائلة، لقد أرسلناه إلى الحديقة الخلفية للبيت بينما نعتقد أننا تخلصنا منه، نحن نخلق مزبلة
متى يجب أن تقول" لا" لعقلك وتتبع شعورك الداخلي؟
لقد أصبح العالم موحش ومخيف بقدر ما فيه من سيول جارفة من المعلومات والبيانات، لقد أصبحنا في عالم ما بعد المعرفة لا نريد أن نعرف بقدر ما نريد أن نثق فيما يقدم إلينا من معارف؛ ونقرر هل نصدقها أم لا، فقد أصبح التمييز بين الصحيح والخاطئ تحديًا كبيرًا أصعب من تحدي البحث عن المعرفة نفسه. في الماضي؛ كان يتم التلاعب بالبشر عن طريف استهداف غرائزهم واستمالتهم بطرف غير غقلانية، لكــــــــــن التلاعب الحديث لم يعد يعتمد على الغرائز فقط، بل يستخدم
السعادة هي أقصر طريق للفشل؛ هل يمكن أن تكون السعادة عدو للإبداع في رأيك الخاص؟
نسمع دائما العبارة الثقيلة على النفس: " أخرج من دائرة راحتك"، والتبرير هو أن الراحة تمنع التطور ، لكن لم نذهب أبعد من ذلك ونسأل؛ إذا كانت الراحة تعرقل التطور، فهل السعادة تقتل الإبداع؟ طبعا هذا سؤال يعاكس كل معتقداتنا حول الإبداع: ذلك التصور السخيف عن الصورة الشاعرية للمبدع، فنان أو كاتب أو رسام أو فيسلوف يجلس على مكتب، بإضاءه خافتة، مقابل نافذة يرقب من خلالها ضوء القمر، إى جانبه كوب قهوة ساخنة، وقلم فاخر ، إلخ. فهل فعلا الإبداع
كذب علينا جون لوك حين قال أن الحواس هي مصدر الحقيقة!
هل خدعنا الفلاسفة التجريبيون حقًا حين قالوأ أن الحواس هي بوابة المعرفة ومصدر الحقيقة ؟ قال جون لوك وديفيد هيوم وغيرهم من التجريبيين: "دون حواس، لا يمكنك أن تعرف "، فعقلك سيبقى صفحة بيضاء مالم تكتب عليها التجربة والحواس ...........ولكن اليوم، يقف الذكاء الصناعي ليتحدى هذه الفكرة، وبقوة جبارة، فهو كيان بلا حواس ولا مشاعر، ومع ذلك قادر على التفكير و منطقة الأمور، وتحليل البيانات، وحتى ابتكار نماذج معرفية جديد معقدة لم يسبق للبشر عملها. أليس هذا دليلاً قاطعاً على
لماذا يجب أن أؤمن أن "القوانين" ضرورية للمجتمع؟
في القرن 18م ، تستيقظ مدينة جنيف على خبر انهيار المؤسسات المحلية بسبب الصراع الطبقي، تحولت المدينة في وقت قياسي إلى حالة فوضى عارمة، في هذه الأثناء كان هناك رجل يراقب الوضع ويتأمل الأسباب، ولاحظ أن سبب هذا الصراع والفوضى هو غياب القوانين الردعية الواضحة، وقرر كتابة كتاب سيكون من أهم الكتب في التاريخ، وهو كتاب العقد الاجتماعي، الذي يحاول وضع قواعد مشتركة لنتظيم العلاقات بين الناس ، هذا الرجل هو الفيلسوف جان جاك روسو . بعده سيكتب توماس هوبز
الحب ليس شرطاً للزواج، مع أم ضد؟
للأمانة الوضع أصبح مثيرا للسخرية فعلا، كمية هوس الناس بطرق تحصيل الحب لدرجة أصبح الُسخف الذي يعرض على وسائل التواصل يسمى استشارة زوجية ! وأصبحت النصائح العبيطة تشتعل منصات البودكاست اليوم بترندات تناقش مسألة الزواج الصحي والعلاقات الزوجية المؤسسة على أبعاد نفسية مدروسة وفق ما تنص عليه الدراسات العلمية وخبرات الاستشارات الواقعية حسب ما يزعمون؛ وماهي بذلك إلا فيما رحم ربك، وبين من يقول أن الزواج لا يحتاج إلى الحب، وبين من يرى أن الزواج لا يقوم بغير حب ،
كتاب شوبنهاور مربيا: كيف تربي فيلسوفاً؟
الدرس الأول لكي يكون المرء فيلسوفاً أن يكون تلميذا جيداً لفيلسوف جيد، وهذا ما نعثر عليه في سيرة العظيم فريدريك نيتشه، الذي وجد في شوبنهاور ضالته وبطله. تبدأ تلمذة نيتشه على شوبنهاور – حسب الكتاب- حينما وقع صدفة على كتابه" العالم إرادة وتمثل" في أحدى المكتبات القديمة، فيصف نيشته علاقته بهذا الكتاب ببهجة وإجلال كبير، يقول بأنه يشعر كأنما شوبنهار قد كتب هذا الكتاب خصيصا له، وإلى هنا يبدوا هذا أمرا عاديا، كلنا نشعر بهذا الشعور الغريب بأن كتابا ما
في رأيك ، لماذا يختفي المحتوى التربوي في رمضان ويصعد المحتوى الفكاهي والدرامي الفارغ؟
لم يعد يكفينا من التفاهة أحد عشر شهراً، حتى الشهر الذي يُفترض أنه موجه للراحة والهدوء النفسي واعادة شحن العقل والنفس بالمعاني السامية والقيم الرصينة، أصبح موسما لـــ" المساخر" ، وقد أضحى في رأيي من بين أكثر الشهور تشتيتا وعشوائية، كأنما يروج للصيام كذريعة للانفلات والصبيانة واللامسؤلية لا عن الوقت ولا الاستهلاك ، ولا حتى مشاعر الآخرين . في رأيك، لماذا يختفي المحتوى التربوي في رمضان ويصعد المحتوى الفكاهي والدرامي الفارغ؟
العلاج بالفلسفة، حقيقة أم مبالغة في رأيكم؟
لأكون صريحة واضحة، كمختصة في الفلسفة، لا أميل إلى الاقتناع بفكرة العلاج بالفلسفة، وقد عجبت فعلا ممن يدعون إليها، لاسيما وأني وجدت عيادات حقيقة في بعض البلاد الشرقية تفعل هذا حقاً، وما رأيته إلا نوعا من الاستغلال، للأمانة العلمية، ومع أن أعلاماً من الباحثين المرموقين في الفلسفة اليوم، يؤمنون بفكرة العلاج بالفلسفة، منهم سعيد ناشيد صاحب كتاب بنفس العنوان" التداوي بالفلسفة"،يرون أن الفلسفة شفاءوعلاج، مع ذلك مازلت أراها فكرة مثالية لا غير. إلى أن قرأت كتب إبكتيتوس بعمق، لأجد الرجل
كزبون واعي، كيف تنجوا من تلاعبات البائعين وغلاء الأسعار تحضيراً للعيد؟
في الماضي كانت الأسعار وحدها من تشتعل قُبيل أي مناسبة هامة، خاصة العيدين، أما الآن فالكل يستعر الأسعار والعقول والنفوس والاخلاق معاً ، لم يعد البائع يفكر في كيف يزيد أكبر سعر ممكن على سلعته، ولا كيف يوفر أكبر كم من السلع بأقل الأثمان ويبيعها بأعلاها، بل أصبح صغار الباعة لا يلوون إلا على تجريد المشتري كل ماله، بل ويعرض عليه أن يأخذ ما يريد بسلفة أو دين أو تقسيط، والادهى من هذا كله، أن كل الباعة اتفقوا على أن