ينتشر في الغرب ترند مختلف هذه المرة في عالم الإنتاجية ورفع معدل العمل وتقليل التشتيت، وهي تجربة تحويل الهاتف الذكي إلى هاتف غبي إماا من خلال شراء هاتف غبي يحتوى فقط على الأساسيات مثل الساعة والتقويم وجهات الإتصال وجهات والإيميل فقط، ولأن الهاتف غالي - أكثر من 300 أورو- يتجه البعض إلى استخدام تطبيقات تعوضه وهي تطبيقات تعطل كل التطبيقات التي تسبب الإدمان وتقلل الإنتاجية وتعطي المستعمل واجهة جد بسيطة لا تشجع أصلا على استعمال الهاتف. في رأيك هي تجربة تحويل الهاتف الذكي إلى هاتف غبي، مفيدة أم مجردة ترند فارغ ؟
تجربة تحويل الهاتف الذكي إلى هاتف غبي، مفيدة أم مجردة ترند فارغ
لماذا لم تزد انتاجيتنا في زمن الهاتف الغبي هذا؟ قبل الهاتف الذكي الكل كان منتج؟ تساؤلات تطرح قبل أن نقرر تقييم التريند ومعرفة إذا هو صحيح أو لا ؟
من هو منتج وله امكانية التحكم في وقته تمكن من ذلك في وجود الأدوات المساعدة وفي غيابها وفي وجود المشتتات وغيابها، والكسول الغير منتج حتى مع توفر كل شروط الراحة والانتاجية تجده لا يقوم بأي شيء.
الانتاجية والعمل والاستمرارية لم أعد أراها بما يحيط بنا وانما بالداخل للشخص والفرد والمجتمع، تفكيره طريقة تفاعله مع الأمور تنظيمه ارادته وغيرها من الأمور.
الانتاجية والعمل والاستمرارية لم أعد أراها بما يحيط بنا وانما بالداخل للشخص والفرد والمجتمع، تفكيره طريقة تفاعله مع الأمور تنظيمه ارادته وغيرها من الأمور.
يذكرني رأيك بما قرأت عن العلماء العرب والمسلمين القدامى ممن كانوا يبذلون النفس والنفيس لانتاج ما ينفع الناس والعلم، كان الواحد منهم يعمل ويدرس أناء الليل وأطراف النهار ويعتكف على الدرس والبحث والقراءة مع أنه لم يكن لذيه ما يشتته وبينما كان الناس في عصره نيام مشغولون بالأكل والتجارة والنوم، كان لا يكتفي بنهاره من العمل بل ويأخذ من نصف ليله ، وكان علماء وفقهاء الاسلام الأولون يعملون في التجارة في النهار ويعودون في الليل للقراءة والدرس، حتى أن البعض من الشيوخ الفقهاء يعلم طلابه الذين يأتون إليه من مختلف البقاع وفي نفس الوقت يحرس دكانه وتجارته، فعندما يأتي مشتري يقوم للحديث معه ثم يعود لإكمال الدرس لطلابه .
واليوم نتحجج بأن لا وقت وأننا نحتاج أن يكون لدينا وقت أطول بينما نغرق انفسنا في المشتتات بأيدينا .
واليوم نتحجج بأن لا وقت وأننا نحتاج أن يكون لدينا وقت أطول بينما نغرق انفسنا في المشتتات بأيدينا .
في بعض الأحيان اصبحت أرى أن حتى المنظمات أو التطبيقات الخاصة بالتخطيط والتنيم ما هي ألا ملهيات عن العمل والانتجاية ولا تساعدنا في تنظيم الوقت والتخطيط بل تلهينا أكثر لا غير ، بدل أن يركز الشخص على هدف يركز على الألوان التي يعتمد عليها في التخطيط ويركز على الخط ونوعية الخط المعتمد عليه في الكتابة الصور المصاحبة وغيرها من الأمور وينسى الهدف الأسمى للاسف.
اتفق تماما مع هذا الطرح ...
أصبحت وسائل متنع التشتت هي أكبر وسائل التشتت والأسوء من هذا أنها تسبب أضرار نفسية مهولة بعد الفشل في استعمالها للهدف المخصص لها يدخل الشخص في دوامة غير متناهية من تأنيب الضمير والمقارنة مع الأخرين والشعور بأن كل الطرق التي تصلح مع الأشخاص العاديين لا تصالح معه، فيشعر بالنقص والضعف بإنه أقل إرادة من غيره وأسوء في إدارة وقته، مع أن الخلل الأصلي ليس في المستخدم نفسه بل في تصميم البرنامج أو التطبيق الذي يجعله مدمن على استخدامه دون فوائد تذكر .
وفيه حالة غريبة جدا لاحظتها مؤخرا وعشتها أنا شخصيا في وقت سابق وهي ما أسميها بريستيج تطبيقات الإنتاجية، فيجد الشخص يحمل برامج وتطبيقات إنتاجية عديدة علة هاتفه الذكي أو جهازه اللوحي أو الهاتف لكنه في الحقيقة لا يستعملهم أصلا فيأخذه الفضول بتجربة بعض التطبيقات لفترة قصيرة ثم يتركها أمامه طول الوقت، الغريب أنه لا يحدف تلك الأيقونات إلا إذا احتاج إلى مساحة التخزين ، لكن عدا ذلك يتركها أمامه كنوع من ارضاء الضمير أو تذكير النفس بأنه مهتم فعلا وواعي بفكرة زيادة الانتاجية .
أعتقد أن مثل هذه الترندات تكون مصطنعة من الشركات نفسها التي تروج لمنتوجها الذي يقدم هذه الخدمة، و بالتأكيد سيؤدي هذا إلى أرباح كثيرة لها، و لكني لا أراها طريقة ناجحة فالإنتاجية لا تتأثر بالهاتف فقط، فهناك من لا يمتلكون هواتف و إنتاجيتهم ضعيفة، و هناك من تزيد إنتاجيته بالهاتف الذكي، فالأمر هنا يعود إلى عوامل كثيرة.
أتفق جدا في هذا ، أعرف أشخاصاً يتملكون أسوء الأجهزة الذكية التي أصبحت بمعاييرنا بدائية، لكنهم عاطلين وشبه عاجزين عن تقديم أي أنتاج مفيد وفارق ، وأخرون بأدوات وأجهزة خارقة ولا يقعون أبدا في مصيدة التشتيت ...اذكر أني في جلسة مع صديق لذيه ايفون 14 لكن لا يستعمله إلا للاتصال والنظر للساعة والايميل ، بينما لا يستعمل الفيسبوك أو وسائل التواصل إلا شهر واحد في السنة ..وينتج بشكل جيد .
الانتاجية مسألة عقلية بالاساس فمن لذيه الرغبة الكافية يمكنه ان يتخطى المشتتات في أغلب الوقت.
من الممكن أن تكون كفكرة جيدة ولكن فكرة تحويل الهاتف كاملاً لا تروق لي،يمكننا العمل على زيادة إنتاجيتنا بطرق أخرى.
بالنسبة لطرقي في تقليل استخدام الهاتف وزيادة الإنتاجية، فأنا أولاً أقوم بتحديد أوقات محددة لاستخدام الهاتف، وأضعه في وضع "عدم الإزعاج" أثناء العمل على المهام المهمة. ثانياً، أقوم بتعطيل إشعارات التطبيقات غير الضرورية للتقليل من الانحراف والتشتت. وأخيرًا، أستخدم تطبيقات إدارة الوقت مثل "Forest" للمساعدة في زيادة التركيز وتجنب الانشغال بالهاتف.
فأنا أولاً أقوم بتحديد أوقات محددة لاستخدام الهاتف،
هذه عي أهم وأصعب خطوة يا خالد، خصوصا في حياتنا كمستقلين ..نحن نعاني من عشوائية في المواعيد أحيانا وحالات ضغط وتوتر تجعلنا ننزوي الى الهاتف، فكيف تنجح في تحديد أوقات محددة للإساخدام في ظل هذا الوضع ؟
أستخدم تطبيقات إدارة الوقت مثل "Forest" للمساعدة في زيادة التركيز وتجنب الانشغال بالهاتف
هل هذا تطبيق في الهاتف؟
كيف لا تستخدم الهاتف بينما تسخدم تطبيق فيه أصلا؟
يعمل هذا التطبيق بنظام سيبهرك
عندما ترغب في التركيز على مهمة معينة، تقوم بزراعة شجرة افتراضية في التطبيق، وأثناء فترة الزراعة، يجب ألا تتحرك بعيدًا عن هذا التطبيق. إذا نجحت في البقاء مركزًا ولم تغادر التطبيق، فسينمو شجرتك. ومع مرور الوقت، ستتمكن من جمع النقاط وفتح أشجار جديدة لحماية غاباتك الرقمية.
يعتمد جوانب التحفيز في التطبيق على مفهوم تحفيزي بسيط لكنه فعال، حيث يشعر المستخدم بالإنجاز عندما يتمكن من زراعة الشجرة وحمايتها.
وبالتالي استطيع التركيز بالمهمة التى اقوم بها
وهذا مجرد مثال يمكنك ايضا تنظيم وقتك بطرق اخرها منها البدء بالاهم ثم المهم
فلو انني اعمل على مشروع واحتاج لتواصل بوقتها مع المدير افعل ذلك
اما ان كنت ساعمل مثلا بالصباح ومطلوب مني ان اكمل العمل ونناقشه بالمساء فطوال فترة عملي اغلق علامة الواي فاي واغلق الهاتف واقسم المهام لمهام اصغر
فكل نصف ساعة اخد استراحة..
رغم أنني لا أحب التريندات وأساليبها المكشوفة لكن أعتقد أنه لا بأس من تجربة التحول إلى الهاتف التقليدي لبضعة أيام أو أسابيع وربما يكون رمضان فرصة مناسبة وذلك من أجل تخفيف الضغوط وأجواء التوتر التي نعيشها لكن ذلك الأمر من الصعب أن يستمر لأن الهاتف الذكي يساعدنا في امور كثيرة وهناك تطبيقات لا يمكنني الاستغناء عنها فيما يتعلق بالخرائط والترجمة ومواعيد الأذان والأهم من كل ذلك هو الواتساب وضرورة التواصل مع العملاء من خلاله.
الإنتاجية تتطلب عزيمة وإرادة داخلية للإنجاز حتي مع وجود الهاتف الذكي، وبدونها فكثيرون يوقفون الإشعارات ويحذفون المنصات المشتتة لفترة ثم يعيدون تشغيلها وتحميلها من جديد. أرى أن فكرة الهاتف الغبي هي محض فكرة تسويقية لهاتف غالٍ يمكن شراؤه بأقل من ذلك بكثير جدًا، لكنهم ربطوه بالإنتاجية والطموحات لمخاطبة نقاط الألم فينا، فنشعر أن حلول مشكلاتنا عن طريقه، فنشعر أننا سنفوت الفرصة لو لم نشتريه! وهذا هو "التسويق العاطفي".
اوافقك الرأي بخصوص الاستغلال التوسويقي لنقاط لألم ومن المتوقع جدا أن تظهر هبة كبيرة من المنتجات التي تساعد في تقليل التشتيت في المستقبل القريب لأنه أصبح هاجس خطير نقطة ألم صارخة في حياتنا جميعا .
لكن الفكرة لا تعتمد على هاتف غبي كمنتج، توجد تطبيقات اليوم مجانية وغير مجانية تقدم نفس الخدمة بحيث تحول اعدادات الهاتف الى هاتف غبي ..فهل فعلا يمكن لتطبيقات مهذه في حال توسعها وانشارها ان تكون مفيدة على الاقل في خلق تيار تكنولوجي معاكس لهذا الجنون الذي الذي نسير معه للهاوية بدون هوادة؟
لكن الفكرة لا تعتمد على هاتف غبي كمنتج
ممكن بالنسبة لنا نعم، لكن بالنسبة للعلامات التجارية فالفكرة بالفعل تعتمد على تصدير الهاتف الغبي كمنتج منقذ لنا وهو ليس كذلك.
توجد تطبيقات اليوم مجانية وغير مجانية تقدم نفس الخدمة بحيث تحول اعدادات الهاتف الى هاتف غبي
صحيح، لكن تلك التطبيقات قابلة للتفعيل والتعطيل، فبالنهاية الشخص الذي لا يملك إرادة ودافعًا والتزامًا بناء على إدراك حقيقي ووعي سيُفعل التطبيق ثم يعطل التفعيل وهلم جرا، وحتى نفس الشخص لو اشترى الهاتف الغبي المزعوم، فسيظل على حاله لأنه بجانبه هاتفه الذكي على كل حال.
فبالنهاية الشخص الذي لا يملك إرادة ودافعًا والتزامًا بناء على إدراك حقيقي ووعي سيُفعل التطبيق ثم يعطل التفعيل وهلم جرا،
الأزمة أصبحت أعمق بكثير من مجرد أرادة ودافع وقدرة على الإلتزام، يمكنني بكل ثقة أن أقول أن الميزة الجوهرية للأنسان المعاصر في فضاء الدولة الحديثة هو كائن مدمن، والإدمان هنا لا يعني أدمان على المخدرات والماديات بالضرورة، بل كل ما يتم فعله دون وعي أو تدقيق هو ادمان مهما كان نوعه، والذي يتعلم الكتابة والقراءة لا يمكن أن يرجع أمياً ، كذلك من يعرف التكنولوجيا والتقنية يستحيل أن يعود بدائياً .
نعم تختلف درجات إدماننا على التقنية لكن كلنا مسحوبون فيها مهما كان نوع الحفرة، نحن كلنا واقعون في النهاية.
التعليقات