المدن الذكية نعتبرها قفزة نحو تحسين جودة الحياة باستخدام التكنولوجيا، ومن خلال الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، يمكننا الوصول إلى خدمات أكثر كفاءة، ونقل أسرع، وبيئة أنظف، لكن برأيكم هل ستكون هذه المدن متاحة للجميع بنفس الدرجة، أم أننا قد نجد أنفسنا أمام فجوة أكبر بين الأغنياء والفقراء بسبب تكاليفها العالية؟
المدن الذكية، تحسن جودة الحياة أم تعزز التباين بين الأغنياء والفقراء؟
أعتقد أنها ستوفر فرصا للجميع ولكن ليس بنفس الجودة، المدن الذكية التي سيسكنها الأغنياء تحتاج لمطاعم وشركات ومتاجر سوف يعمل بها فقراء أو دعنا نقول مواطنين أقل دخلا لتلطيف اللفظ.
أنا مع أي تطور يحصل بعالم التكنولوجيا، ولكن قبل التطبيق يجب تعليم الناس كيفية التعامل معه وإلا سيكون أداة تخريب أكثر من كونه أداة تطوير. المدن الذكية، من سيعارض الفكرة ويقول إنه يرفض التقدم؟
لا أحد أعتقد، لكن المهم أن يكون أي تقدمًا محكومًا بما يمنع الجوانب السلبية له، وأعتقد أيضا أننا وصلنا كبشرية إلى نقطة نستطيع عندها توقع السلبيات ومعالجتها قبل وقوعها، وبنفس الأداة، التكنولوجيا.
ليس من الضروري أن تكون المدن الذكية أداة للتقدم، ربما يكون ظاهرها هكذا، ولا يمكننا إنكار فكرة أنها تخدم مصالح فئة معينة بشكل أفضل من غيرها، وتجعل الوصول للخدمات الأساسية مقتصر على الفئة التي يمكنها تحمل تكاليفها الباهظة، كما أن الاعتماد الكامل على الأنظمة الذكية قد يجعلها أكثر عرضة للاختراقات وتهديد الخصوصية بسبب المراقبة المستمرة.
فكرة أن تكون المدن الذكية متاحة للجميع بنفس الدرجة هي فكرة غير واقعية بالمرة. ولا يوجد شيء واحد أذكره حاليا متاح للجميع بنفس الدرجة ولا حتى بعض أساسيات الحياة كالصحة والتعليم والغذاء وغيره. لكن هذا لا يعني أن نوقف التطور في جميع المجالات إلى أن نحقق المساواة بين الغني والفقير فيها. وأنا صراحة لا أرى أن هذا الأمر ممكن من الأساس. فمن المقدر أن يكون دائما هناك أغنياء وفقراء
الله يوزع أساسيات الحياة كالرزق والصحة بعدل، ولكن هناك فرق كبير بين تلك النعم الإلهية والأشياء التي يصنعها الإنسان بنفسه ويسخرها لتحقيق مصالحه الخاصة، فعندما يصمم الإنسان المدن الذكية، يكون غالبًا مدفوعًا بمصالح اقتصادية أو سياسية، مما يجعله يتعمد خلق فجوة تفيد قلة وتضر بالكثيرين. هذا التفاوت ليس نتيجة طبيعية للوجود، بل هو نتيجة لقرارات تهدف لتعزيز الطبقية الاجتماعية وجني الأرباح على حساب العدالة.
قولاً فصلاً لا تلك المدن ليست متاحة للجميع وهذا لأسباب بديهية تتلخص في (تكاليف التطوير) حيث أن تطوير المدن الذكية يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتكنولوجيا. هذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الفجوة بين الأغنياء والفقراء، حيث قد تكون المجتمعات ذات الدخل المنخفض غير قادرة على تحمل تكاليف هذه الخدمات ، وبشكل مؤكد المدن الذكية تعزز الفجوة الرقمية، مما يعني أن الأفراد الذين لا يمتلكون المهارات أو الموارد اللازمة للاستفادة من هذه التكنولوجيا سيظلون متخلفين عن الركب. مثل تعبير (سكان مصر .. سكان أيجيبت) هذا ما أعنيه ، ورغم أن المدن الذكية قد تتيح فرص عمل جديدة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، فإنها قد تستبعد العمالة ذات المهارات المنخفضة. حيث أنه سيكون بها نوعان من الوظائف
- وظائف تناسب فئة الأشخاص الاغنياء الذي تمكنوا من الوصول وفهم تلك التقنيات بحكم تعاليمهم المتقدم
- و وظائف تناسب فئة محدودي الدخل (العمال) في النظافة والأمن والمطابخ والقيادة
وهذا لا يتعلق بالضررة أن الذكاء العقلي للشخص الذي يملك العلم من الأغنياء يختلف عن الذكاء العقلي للشخص محدود الدخل ولكنه (الفجوة التعليمية) حيث أن هناك شخص توفرت له جميع الموارد وآخر لا ، هذا يمكن أن يساهم في تفاقم اللامساواة .
التعليقات