عندما تأتي إلى أذهاننا فكرة مميزة ونتوقع نجاحها لا يُشترط أن تنجح بالضرورة، فمن الممكن أن يكون ظاهرها جذاب ولكن عندما نقوم بتطبيقها تفشل فشل ذريع لأسباب عديدة لم تكن في الحسبان، لذلك لا بد أن نحرص على قياس جودتها أولًا، والتأكد من كونها ستحقق النجاح المنشود قبل تطبيقها، شاركنا كيف برأيك يمكننا قياس جودة أفكارنا؟
كيف نقيس جودة أفكارنا؟
من المهم جدا إجراء بحث شامل حول الفكرة وتحليلها، بما في ذلك دراسة السوق، تحليل المنافسين، وتقييم الحاجة للفكرة، فيمكن أن يكشف البحث عن نقاط القوة والضعف، وكذلك الفرص والتهديدات المحتملة، ومن أهم الأشياء أيضاً التسويق، أرى أن هناك الكثير من الناس التي تتجاهل أهمية عملية التسويق وكمثال من الأرض الواقع، لدي صديق نفذ فكرته ونشأ مشروعه وظل شهور يدفع من معه ولا يكسب حتى أهتم بالتسويق وتحدث مع متخصصين في مجال التسويق ليقوموا بتسويق مشروعه ومنذ حينها أًصبح المشروع ناجح، لذلك التسويق مهم جداً، بالتسويق الجيد نستطيع بيع أي شئ حقاً.
أرى أن هناك الكثير من الناس التي تتجاهل أهمية عملية التسويق
صحيح، بدون التسويق لا تكون هناك قيمة لأي فكرة مهما كانت رائعة وفريدة من نوعها، فهو الذي يجعل الفكرة أو المنتج يصل إلى جمهوره المستهدف، ويساهم في انتشاره بأفضل شكل ممكن.
التسويق خطوة ليست أساسية بنجاح الفكرة أو لا، فهناك مشاريع كثيرة بدأت بدون تسويق، مثلا فيسبوك ببداياته لم يعتمد على التسويق بل بدأ كمنصة اجتماعية خاصة بطلاب هارفرد وسرعان ما انتشر عبر توصيات الطلاب، والتوصيات هنا سببها جودة الفكرة، لذا أول معيار برأيي للتقييم هو القيمة المضافة من الفكرة، ما الفائدة من هذه الفكرة ماذا ستحل، هل ستلبي حاجة معينة أو ما القيمة التي تقدمها للمستخدم. بناء على هذه الإجابات تأتي المعايير التالية تباعا
مثلا فيسبوك ببداياته لم يعتمد على التسويق بل بدأ كمنصة اجتماعية خاصة بطلاب هارفرد وسرعان ما انتشر عبر توصيات الطلاب
الأمر الآن يختلف تمامًا عن وقت بداية الفيس بوك أي منذ 24 عام، في وقتنا الحالي أصبحت المنافسة شرسة للغاية، ولا أعتقد أنه بإمكان أي فكرة أن تنجح دون التسويق الجيد لها، إلا إذا كانت فريدة من نوعها، وحتى في هذه الحالة لا بد من تسويقها للجمهور المستهدف لضمان وصولها إليه.
في عُرف الجودة، يوجد مفهوم شهير يُطلق عليه حلقة PDCA Cycle (Plan-Do-Check-Act) كما تسمى أيضًا باسم حلقة "ديمنج" للتحسين المستمر. وهي الأساس لأي نظام ناجح، ويمكن توضيحها كالآتي:
- التخطيط Plan: قبل أي شيء، يجب عمل العصف الذهني اللازم لتحديد الأفكار، ثم كافة المتطلبات والموارد التي تحتاجها للتنفيذ، وآلية توفيرها. ثم وضع الخطط واسناد المسئوليات للجهات المشاركة.
- التنفيذ Do: تطبيق ما تم تخطيطه بالخطوة السابقة وفقًا للمخططات والأفكار وباستخدام الموارد والإمكانيات المُحددة.
- التحقق Check: مطابقة المُخرجات بالمُدخلات، أي مقارنة النتائج الفعلية التي حققتها بالفكرة بتلك التي تم افتراضها في خطوة التخطيط. تعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات لأنها تقيس بالتحديد مدى كفاءة الإجراءات والخطوات والخطط والموارد وكذلك الأداء البشري في المنظومة، وتحدد أوجه القصور في كل منها.
- التعديل Act: تتناول هذه الخطوة وضع الحلول لكل أوجه القصور والمشاكل التي حددتها خطوة التحقق، وذلك إما بتغيير الخطة أو استبدال الموارد كمًا وكيفُا وتحسين الأداء البشري.
لا تنتهي هذه الدائرة عند هذا الحد، بل تكرر نفسها عند كل تعديل Act لتضمن التحسين المستمر للنظام ككل Continuous Improvement وهو الهدف الأسمى للـPDCA Cycle.
بالفعل هي طريقة رائعة في التخطيط الجيد للأفكار والمشاريع الجديدة، ولكن يعيبها أنها تأخذ الكثير من الوقت، ولا تصلح بالتأكيد في حالات الطوارئ التي تتطلب تنفيذ إجراءات سريعة.
للتأكد من جودة الأفكار يمكن اختبارها عبر تطبيق نموذج أولي مبسط منها. مثلًا، إذا كانت لحل مشكلة لفئة كبيرة من الناس، فليتم تجربة هذا الحل على عينة صغيرة من تلك الفئة أولًا.
صحيح، أعتقد أن التطبيق أو التجربة على عينة بسيطة هو الحل الأمثل في الكثير من الأحيان، إذ أنه يضمن عدم التعرض للخسائر الكبيرة سواء في الوقت أو الجهد أو المال، وفي نفس الوقت التحقق من جودة الفكرة، وفي حالة عدم نجاح التجربة نكون قد اكتسبنا خبرة جيدة وتعلمنا شيئًا جديدًا.
أعتقد أن الفكرة لو كانت جديدة فعلًا ومبتكرة، فسيكون من الصعب قياس جودتها إلا عن طريق إطلاق نسخة تجريبية منها، وحينها الفشل يكون مكلفًا ومؤلمًا.
أما مع الأفكار التطويرية، فالأمر أسهل بعض الشيء، فيمكن قياسها مع تطويرات سابقة، أو حتى تطويرات أخرى في مجال آخر، اتخذت مثيل شكل التحور.
أعتقد أن الفكرة لو كانت جديدة فعلًا ومبتكرة، فسيكون من الصعب قياس جودتها إلا عن طريق إطلاق نسخة تجريبية منها، وحينها الفشل يكون مكلفًا ومؤلمًا.
هناك فكرة أخرى لقياس جودتها عن طريق عرض الفكرة على من أُطلق عليهم "أصحاب بصيرة جيدة" في المجال الذي تم اقتراح الفكرة فيه. هؤلاء يمكنهم تصور الفكرة، وتطبيقها، واستنتاج تبعاتها. الأمر خليط من العلم، والخبرة، والحدس القوي، وفهم الواقع. هم سيخبرونك بكل صراحة عن المشكلات المتوقعة، والحلول الممكنة، وما إذا كانت هذه الفكرة جيدة أصلا، أم أنها مكررة وقد تم تجريبها من قبل.
ارى ان جمع الآراء هو خطوة حاسمة في تقييم جودة الأفكار. و ذلك من خلال استشارة الخبراء أو المتخصصين في المجال، يمكننا الحصول على تقييم موضوعي وواقعي للفكرة. هؤلاء الاشخاص يمكنهم تقديم رؤى قيمة حول مدى إمكانية تنفيذ الفكرة، وتحديد نقاط القوة والضعف، وتقديم نصائح عملية لتحسينها. الاستفادة من خبراتهم تساعد على تجنب الأخطاء الشائعة، وتزيد من احتمالية نجاح الفكرة عند تنفيذها.
قياس جودة الأفكار يتم بدراستها بعمق من خلال عدة خطوات وهي تحليل الفكرة، ومعرفة خطوات تنفيذها، ونتيجة التنفيذ، وتوقع الخسائر والمكاسب وما إلى ذلك، وإن كانت نتائج هذه الدراسات مجزية وإيجابية نشرع في تنفيذها، والعكس صحيح، وأنصح أن تكون عملية الدراسة والتقييم محايدة ولا تميل للرغبة والاندفاع، كما أنصح باستشارة أهل الخبرة دائماً
التعليقات