أكاد أؤمن أن "المنطق سعد" وأن كل امرئ قادر على أن يعبر عن رأيه - مهما احتدّ - بعبارات لطيفة، وأنّ كل معنى قاسٍ له غطاء من كلمات ناعمة. إذا بدا لك أن تجابه أحدا بالصراحة؛ فلا تجعلها قباحة. إنك تستطيع أن توصل رسالتك إلى قلبه إذا أرسلتها رقيقة حدبة، تسعى إلى الإصلاح لا التقريع، وتهدف إلى التبصير لا التخطئة. إذا أردت أن تنبه مقصرا في عمله؛ فقل له مثلا "لو عملت كذا لكنت أبعد من التقصير" بدلا من "لقد
التقيد بتقاليد المجتمع
يتضجر كثير من أفراد المجتمع- خاصة خلال سني المراهقة - من تقاليد مجتمعاتهم ويرونها نقمة عليهم، وقيودا ظالمة لابد أن تكسر. فهل تقاليد المجتمعات حقا قيود؟ كل مجتمع بطبيعته يبني تقاليده باستمرار كجزء من تطوره الزمني والحضاري، يكسر تقاليد، ويعوضها بأخر، في دورة مستمرة لا تتوقف. حتى أولئك المراهقون الذي يتضجرون من بعض التقاليد هم يساهمون في بناء تقاليد أخرى. بل إن تحطيمهم لأي تقليد يعني في الوقت نفسه تطوير تقليد جديد. فكل تقليد له دورة حياة، لذلك تتغير نظرة
لم أفهم فكرتي!
كنت تعودت إذا خطرت على بالي فكرة أن أدونها مختصرة وأحيانا كرؤوس أقلام، وذلك لأنها واضحة لي وقت تسجيلها، ولأني على ثقة أني إذا عدت إليها بعد فترة فهمتها. لكن الذي يحدث أني إذا عدت إليها بعد مدة لم أكد أفهمها، وأعياني فك طلاسمها، وكأنها لم تكن فكرتي، وكأن الذي كتبها غيري! وقد حدث هذا معي مرات، حتى اضطررت إلى تغيير عادتي في تسجيل الأفكار، فصرت أشرحها لنفسي بعبارة واضحة، وأضع عليها مثالا خوفا أن تلتبس علي إذا رجعت إليها
الغربة وجع قلوب النساء 💔
يا وجع قلب الغريبة! ما أبعدها عن أهلها! وما أعظم فراغ فؤادها! قد كتب عليها فراق عائلتها، فكأن الموت تلقّاها مبكرة، غير أنها لم تمت مرة واحدة، بل تموت في كل مناسبة مرات ومرات، تموت إذا اشتاقت، وتموت إذا احتاجت، وتموت إذا التفتت فلم تر إلا غربتها. يا لقلبها الصابر، ويا لكبدها التي لم تنفطر! كيف تحتمل ما عجزت عنه احتماله الإبل الصبورة، وما قطّع قلوب الرجال القاسية؟! لو أنّ للغربة ثقلا لوَزنَ الأطنان الثقيلة، ولو أنها لها حدّا لقطع
هذه هي جودة الحياة
ينتشر مصطلح جودة الحياة هذا الزمن كثيرا، فما حدود جودة الحياة وكيف نعرفها؟ جودة الحياة حسب تعريفي هي أن تحصل على الخدمة التي تبحث عنها - من أي جهة حكومية أو خاصة - بدون أن يرتفع ضغطك!
أنت راسب، أيها الرجل!
عاد من عمله إلى المنزل وهو يشعر بسعادة غير معتادة، وتفكّر: لم أنا سعيد هكذا فجأة؟ وتفكّر، فإذا هو لا يدري من أي موقف التقط تلك السعادة، ولا كيف علقت به. دخل منزله فإذا زوجته قاعدة على الكنبة، فنادته وقد لمحت في وجهه تلك السعادة: تعال جنبي هنا حبيبي! فقعد إلى جانبها، وآثار تلك السعادة لم تزل في قلبه ووجهه، فبادرته - هكذا من غير تخطيط - حبيبي، ماذا تلاحظ فيّ من تغيير؟ وأشارت بيدها إلى وجهها وسائر بدنها. صدمه السؤال!
أخرجوها في الشمس
دعوا الأفكار تبرز في الشمس، ولا تخشوا من ذلك، حتى لو ظننتموها هدامة. إن ظهور الفكرة على الملأ؛ لا يعني منحها فرصة الانتشار، بقدر ما يعني تعريتها أمام الجميع. دعوها للناس، يرونها، ويلمسونها، ويعرفون قوتها وضعفها. إن وجودها علانية يعني أنها معرضة للنقد والتمحيص والرد، فتكون الموازنة بين الفكرة وبين الردّ عليها، متاحة للجميع. ولا خوف، فكما أن الشمس تكشف الظلام، فالمجتمعات تعرف الزيف، وتميز الصحيح. وما تنتشر الفكرة إلا بقدر ما تقمع، وما تقوى إلا بقدر ما تداس. ولو