يتضجر كثير من أفراد المجتمع- خاصة خلال سني المراهقة - من تقاليد مجتمعاتهم ويرونها نقمة عليهم، وقيودا ظالمة لابد أن تكسر. فهل تقاليد المجتمعات حقا قيود؟
كل مجتمع بطبيعته يبني تقاليده باستمرار كجزء من تطوره الزمني والحضاري، يكسر تقاليد، ويعوضها بأخر، في دورة مستمرة لا تتوقف. حتى أولئك المراهقون الذي يتضجرون من بعض التقاليد هم يساهمون في بناء تقاليد أخرى. بل إن تحطيمهم لأي تقليد يعني في الوقت نفسه تطوير تقليد جديد.
فكل تقليد له دورة حياة، لذلك تتغير نظرة الناس إلى الشيء نفسه من جيل إلى جيل، فما يكون محظورا في يوم ما، يكون مباحا في يوم آخر، والعكس صحيح. وتضعف ثم تنتهي دورة حياة التقليد حين ينظر إليه أنه أصبح قيدا.
والتقليد يكون مثار جدل وموضع نقاش في حالتين من أطواره، الأولى حين يظهر لأول مرة، والثانية حين يبدأ تحطيمه، وما بين الحالتين تكون النظرة إليه طبيعية في عيون أفراد المجتمع.
التعليقات