نعم للتربية دور في ذلك ولكن ليس دورا حاسما. تربية الأبناء وتنشئتهم تتداخل فيها عناصر كثيرة، مثل، المجتمع المحيط، والأصدقاء، واستعداد الأبناء لقبول التربية أو عدم استعدادهم، إضافة إلى جينات الشخص ونزعاته الفطرية والنفسية. فنرى أن التربية عنصر واحد من مجموعة عناصر. ويدل على ذلك أنا نجد أخوين شقيقين يكونان في أسرة واحدة ويتلقيان تربية واحدة ومع ذلك قد نجد أحدهما قد انحرف والآخر حسنت تربيته.
0
كان يكفيه أن يضع حدودا صارمة لتدخلات الآخرين من أهلها وأهله في حياته، وهذا ما أضاعه منذ البداية. الحدود الصارمة تحمي حياة الأسرة، وتؤسس لعلاقات محترمة بين كل الأطراف. أعتقد أن رسم الحدود وتوضيح الخطوط الحمراء أجدى من قطع العلاقات بالمرة. صحيح أن ذلك يستلزم جهدا وقوة ومواجهة، لكن عائده على حياته وحياة أسرته أفضل من الحل السهل وهو قطع العلاقات.
أولا، ينبغي تحديد سن معين يحصل فيه الطفل على الهاتف، ولا يكون إلا في السن الذي يستطيع فيه الطفل التمييز وينضج إدراكه المعرفي. ثانيا، إعطاء الطفل الهاتف الذكي بدون حدود ومراقبة هو كمن يلقيه في البحر مكتوفا ولا يريده أن يبتل بالماء. إذ يستحيل أن يكون في يده هذه النافذة التي تطل على كل حسن وسيء في هذا الوجود ولا يتسرب إليه شيء من أنوارها أو أضوارها. ثالثا، ينبغي أن يكون في الأسرة اتفاق أنه لا ينبغي أن تكون بين
التمرين ليس هو بيت القصيد. وإنما الالتزام بالتمرين هو مربط الفرس. إذا بدأنا حصة الرياضة فسنؤدي أي تمرين غير مكترثين بصعوبته، ولكن متى نبدأ؟ المشي ثقيل جدا إذا لم يكن بإقبال نفس، والكارديو سهل جدا إذا أديناه بنفس "رايقة" ولكن متى نبدأ؟ أقترح أن يكون وقت التمرين وقتا محددا بصرامة، ومدته محددة بصرامة، ونضع خطة بديلة في حال لم نؤده يوما ما بسبب ظرف طارئ. هذا وقت التمرين؛ هذا وقت التمرين!
لا أرى ذلك خجلا - أو حتى خجلا اجتماعيا - تلك هي الانطوائية، وتعريف الانطوائي ببساطة: هو الشخص الذي يستمد طاقته ويستعيد نشاطه النفسي والجسدي من العزلة. وهي سمة شخصية يتميز بها كثير من المتميزين مثل باراك أوباما وبيل غيتس وغيرهما من المشهورين البارزين. والانطوائي عكس الانبساطي الذي يستمد طاقته ونشاطه من التجمعات والحفلات وإمضاء الوقت مع الناس. ألا ترى أنك تتعب جسديا ونفسيا من حضور المناسبات الاجتماعية وتشعر إذا خرجت بحرية وتتنفس الصعداء، بينما الانبساطي يخرج - ويود أنه
النصح بالرفق لا يجدي في هذا العمر لأن الرغبة في البقاء مع الأصدقاء أقوى من الالتزام بالنصيحة حتى لو كان يعرف قيمة النصيحة وأن كلامك صحيح. أرى كما أشارت الأخت سهام أن تشغلي وقته بشيء يعود عليه بالنفع ماديا أو معنويا. إن استطعت أن تشغليه بشيء يرفع مستواه الفكري عن أصحابه - مثل القراءة - فهذا شيء عظيم. إذا كان مستواه الفكري أعلى منهم فسيتميز عليهم بالاستقلالية ولن يتابعهم على الأقل في قراراتهم الغبية خاصة إذا كان ذو شخصية وحضور.
التقاطة رائعة سهام! فعلا، أين ذهب كبير العائلة؟ أتوقع أنه قد دهمته المدنية الحديثة التي تشجع على الفردانية وعلى الأنانية. زادت الموارد التي يستقي منها الناس أفكارهم، ما بين وسائل الإعلام وأفلام ومسلسلات عربية وأجنبية وكتب تطوير الذات والسوشال ميديا، وكلها تقتل في الناس الاجتماعية وتعظم فيهم الفردية. فأصبح كل فرد من المجتمع يرى أنه كبير، وأنه من حقه أن يكون حرا، ولا يفرض عليه رأي، وأنه غير ملزم بالعادات والتقاليد. أضافة إلى أن جزءا كبيرا من الدور الذي كان
لا أرى في العيش في الأحياء المفتوحة تضحية بالسلامة الجسدية والنفسية، ولا في العيش في الكمباوند كسبا للصحة النفسية. بل ربما كان الخطر على الصحة النفسية في الانعزال في الكمباوندات. ولعلّ ما يكسبه الأطفال خلال مراحل نموهم من مهارات وتجارب أثناء نشأتهم في الأحياء أعظم أثرا من مكتسبات الكمباوندات. إني أتفق معك أن الأمان على الأطفال هو ما تتميز به الكمباوندات، وهو ما يريح أسرهم من عناء متابعتهم أثناء اللعب. لكن هذا الأمان يتحقق في الأحياء بمتابعة الأطفال والبقاء حولهم.
فقط تخيلت كيف ينشأ أطفال الكمبوندات، وكيف ينشأ أطفال الأحياء المفتوحة. أرى أن من ينشأ منذ صغره حتى يكبر في كمباوند؛ سيفقد جزءا كبيرا من تجربة إنسانية واجتماعية مختلفة متوفرة في الأحياء المفتوحة ومفقودة في الكمباوندات. كل شيء يكون مرتبا في الكمباوند، حتى التفاعل الاجتماعي، بينما الأحداث تتوالى في الأحياء المفتوحة طبيعية كما ينبغي لها. هذه الكمبوندات أفرزتها ظروف غير طبيعية، أمنية، طبقية، وغيرها. وحبس الإنسان نفسه فيها بدعاوى الخصوصية والأمن. من ينشأ في الأحياء فقد جرب الحياة، ومن عاش
ممداني استطاع أن يستفيد من الظروف التي تمر بها أمريكا وحقق الفوز، والظروف التي خدمته هي أولا وجود ترامب غير المرغوب في نيويورك وثانيا، التحول الكبير ضد إسرائيل لدى الأمريكيين. أما برامجه ووعوده وهجومه بعد الفوز فتدل على أنه غير واقعي وأن فرص فشله أعظم من فرص نجاحه. لا يمكن لأحد أن ينجح وسط هذه المعمعة ما لم يكن له ارتباطات وعلاقات مع جميع الأطراف ويستطيع أن يوازن بينها بحكمة. أتمنى له النجاح، لكن أعتقد أن مجرد مشهور فاز بالشو
المقصد كان عاما لا لشخص بعينه، لكن من الجيد لك أنك شعرت أنه يعنيك لأن هذا يعني أنك تراجع وتحاكم أفكارك باستمرار. أما قولك أن الشعر لو نفع ما أهلك أصحابه، فأنت حكمت على ملايين أبيات الشعر وملايين الشعراء بسبب قصتين أو ثلاثة ولا يخفى عليك خطأ هذا الحكم. الأمر الآخر، أنت أوردت قصتين مختلفتين، لكن حكمهما عندك واحد، الذي دافع عن زوجته وقتل، والذي اعتدى على الشاب بالقتل. قد أتفهم دعوتك الثاني للتعقل، وأنا معك في ذلك، وهو فعلا
المشكلة ليست في "الخناقات" المشكلة في تفكيرنا أن "الخناقات" يجب ألا تحدث بين الزوجين. ولأهمية فكرة أن الخلافات اليسيرة من طبيعة الزواج، يا حبذا لو تصاغ على شكل ملحوظة في عقد الزواج. الشباب والشابات يفترضون حدوث الحب ولا يفترضون حدوث الخلافات، مع أن حدوث الحب أصعب من حدوث الاختلافات. خذ هذا المثال لصديق تأخر في الزواج، وفي إحدى المرات بينما كان جالسا مع بضعة أصدقاء كلهم متزوجون، حثوه على الزواج، فقال: سأطرح عليكم سؤالا وعدوني أن تكون صادقين في الإجابة،
عندي أن التربية مثل التعليم. لا يرجع النجاح في التعليم إلى سبب واحد، ولا يرجع الفشل فيه إلى سبب واحد. كذلك التربية، لكل من نجاحها وفشلها أسباب كثيرة بعضها ظاهر وبعضها خفي. كما توجد فروق فردية واستعداد أو عدم استعداد فطري في الطالب للتعلم، توجد في الأبناء فروق فردية واستعداد فطري أو عدم استعداد فطري للتربية.
أحيانا النفس الإنسانية تتبنى فكرة ما؛ بدافعٍ نفسيّ خفي. مثاله، نجد شخصا ينتقد فكرة الإسراف، وهو في الحقيقة ينتقد فكرة الكرم لأنه بخيل. ونجد شخصا يتخذ موقف "الاستسلام" بداعي "التعقل" والحقيقة أنه بداعي"الجبن". ونشاهد هذا فيمن يستسلمون للعدو المحتل ويرفضون فكرة المقاومة بدعاوى كثيرة ظاهرها الحكمة وحقيقتها الجبن والخور وانحطاط النفس. خذ بيت الشعر هذا حكمة: يفرّ الجبان عن أبيه وأمه ... ويحمي شجاع القوم من لا يناسبه
حتى صاحب نية الخير وحسن القصد ينبغي له أن يتخير ألفاظه بحيث تخرج رقيقة تداوي الجرح وتشفي الألم. أما الصفعة فهي صفعة ولا أجد لها اسمها آخر إلا ما كان مرادفا لها. أما كيف نفرق بين كلمات الناصح والحاقد أو المتشفي؛ فإنا لا نستطيع أن نفرق بينهما من خلال كلماتهما، فإنها متشابهة، بل ربما كانت كلمات سيء القصد أطيب وأرق.
كل موقف مبني على فكرة. وأساس الدفاع عن الأرض فكرة، ورفض الدفاع عنها فكرة. ألم تر الأعداء حاولوا أن يغيروا من تفكيرهم بأن عرضوا عليهم الهجرة ورغبوهم بذلك. ألا ترى أن قليلا منهم عارض فكرة المقاومة المسلحة، والحرب؟ فهذا رأي مقابل ذلك الرأي. وأنا لا أزال أقول معك إن أي قناعة فكرية ما لم تكن برهانا ساطعا لا تستحق أن نقاتل قتالا حقيقيا دفاعا عنها، ولا أن نقتل من أجلها، لكني أحترم من يموت دفاعا عن فكرته، ويبذل في سبيلها
هذا ينطبق على الآراء التي تحتمل الخطأ والصواب، أما المعتقدات التي خالطت القلب واعتقد القلب صوابها وآمن بذلك فلا ينطبق ذلك عليها. بل قد يكون الموت في سبيل الفكرة فكرة. ألا ترى أنّ الأشخاص الذين يموتون في سبيل أفكارهم يقدمون لها أعظم الهدايا لأنهم يمنحونها قوة وانتشارا؟ بل إن الأعداء العقلاء يخشون من قتل خصومهم ذوي التأثير الكبير لأن قتلهم يعيد حياتهم ويزيدهم تأثيرا. هذا من حيث المبدأ، وإلا فإن للإنسان مندوحة عن الموت في سبيل أفكاره، وليس الموت هو
بغض النظر عن قضية معينة؛ أريد أن أجيب على سؤال هل يحاسب الجميع بنفس المقياس؟ أولا، من المسلم به وجود تفاوت في الأحكام لأسباب غير طبيعية كالمحسوبية والتدخل في الأحكام ونحوها. ثانيا، أزعم أنه لا جريمة تشبه الأخرى، ولا مرتكب للجرم يشبه مرتكب آخر لنفس الجرم. كل جريمة (مثال: سرقة هاتف محمول) تخضع لظروف مختلفة - وقد تكون مختلفة جدا - من ناحية أسباب وقوعها ومرتكبها وضحيتها وظروفها المكانية والزمانية، لذلك من المنطقي أن يكون هناك تفاوت في الأحكام. بل