في بعض الأحيان نشعر بالغربة، الغربة وسط العمل أو في مكان الدراسة، وسط الأصدقاء والأهل والأخوة، والغربة حتى في علاقتنا مع من نحب. ولكن سرعان ما يتلاشى هذا الشعور؛ لأنه غالباً ما يكون في موقف بسيط أو حالة تمر مع الوقت، وهذا لا يجعلنا نشعر بوحشة الغربة التي تنتج عن الاختلاف. ولكن ماذا لو كان هذا الشعور دائم ! أن نجد غربة ووحشة في كل مكان وزمان، ونشعر أننا لا ننتمي لكل ما نمر به ويمر بنا، قسوة هذا الشعور
رواية كوابيس: كيف يمكن أن تكون ذاتنا أكبر عائق في طريق نجاحنا؟
يقضي الإنسان وقت طويل من حياته بحثاً عن نقاط ضعفه، وعن كل عدو يضعفه ويساهم في خلل توازن حياته، ولكن ثمة عدو يمكن أن نعثر عليه بسهولة إذا نظرنا فقط بالمرآة ! لو ركزنا النظر في حياتنا سنجد أن النفس هي أكبر مصدر للخطر، وأن الذات هي التهديد والعائق الأكبر لصاحبها، وذلك في كل كبيرة وصغيرة حتى لو لم يبدو ذلك واضحاً. بحياتنا جميعاً خسرنا بسبب خوف وفشلنا بسبب كسل وتفكير مغلوط، وضيعنا الوقت بسبب المماطلة، وخسرنا البعض بسبب أفعالنا،
رواية ذائقة الموت: من هيأ نفسه لصيد النجوم..لا يرضى بالشهب ولو ألقت بنفسها بين يديه
استوقفتني المقولة التي بالعنوان، فأحياناً يقتل الطموح والحلم صاحبه، يعميه عن المتاح ويشل تفكيره فيجعله عاجز عن انتهاز الفرص واغتنام المكاسب، وكأنه معصوب العينين يسير إلى وجهة لا يبصر غيرها. كنت عن نفسي من هؤلاء الذين قتلهم طموحهم وما تمنوا، ففي فترة سابقة كنت قد وضعت هدف للعمل في شركة ما للمحتوى، بدأت أتابع أخبارها، أتعلم ما تعمل به وأطور مهاراتي و...، والغريب أنه في هذه الفترة ظهرت فرص عمل عديدة لم ألقي لها أي اهتمام. وبعد فترة طويلة أعلنت
رواية حجر السعادة: البعض يمتلك من النحس ما يكفي لإحراق قشة تطفو فوق الماء في يوم ماطر
سواء أطلقنا عليه نحس أو أطلقنا عليه سوء حظ أو bad luck ، سيبقى مضمون هذه المسميات واحد، وسيظل للأبد شماعة جيدة نعلق عليها التعثرات. منذ كنت صغير وأنا أسمع جملة ( أنت نحس) لم تكن تقال لي ولكن أسمعها في مواقف شتى، مثل أن يذهب طفل لشراء حاجة للبيت فيجد المحل مغلق فتقول أمه أنت نحس كلما ذهبت لم تأتي بشئ. وبعد أن كبرت أتذكر هذه الفكرة كلما ذهبت أنا لهدف أو رغبة ولم آتي بشئ، وعلى الرغم من
كتاب المرأة: إذا أردت تغيير عقل المرأة وافقها الرأي، ما رأيكم بهذه المقولة ؟
الجدل الذي يثار في الآونة الأخيرة على فهم شخصية المرأة، كالجدل المثار للحديث عن الكائنات الفضائية، ورغم أن فيه مبالغة، إلا أنه أحياناً يقف على الحقائق. عن نفسي لا أؤمن بكون المرأة عنيدة، ولا بكونها مغيبة إذا ما أردت أن تجعلها تحيد عن رأي فيجب أن توافقها الرأي، وأختلف تماماً مع الكاتب في فهم قرارات المرأة بهذه الصورة. ولكن ما أراه من بعض النماذج في الواقع يعكس وجود هذه القاعدة نسبياً، ورأيت ذلك بعيني في مكان العمل مع طبيبة تعمل
كتاب الفقراء: ما قيمة الشَّرف أيُّها الصَّديق إذا لم نجد ما نأكله؟!
الشرف والأمانة والإخلاص والرحمة كلهم صفات طيبة، ولكن لا يمكن وضعهم في طبق يأكل منه الأطفال الجياع، أو نسجهم في غطاء يحميهم من البرد! نسمع مثل هذه المبررات في الآونة الأخيرة كثيراً، والغريب والمؤسف أنها لم تعد تصدر من فئة معينة أو طبقة محددة، أو حتى من خلفية ثقافية أو إجتماعية بمفردها، ولكن هي لسان حال من يذنب أو ينحرف بحثاً عن النجاة، ثم يحاول لعب دور الضحية. تجد مبررات مثل ( قبلت رشوة لعلاج إبني، أو سهلت له ترخيص
كتاب ذاكرة الجسد: البكاء ليست وصمة عار ثقافية، بل من أفضل وسائل التفريغ الانفعالي
بطريقة ما حرمنا المجتمع والمحيطين بنا من حق التعبير عن قدر الألم الذي نشعر به، وذلك عندما وضعوا على جبين الباكي وصمة عار. منذ الصغر وأنا أسمع عبارات مثل ( عيب الرجل لا يبكي، لا تبكي مثل النساء كن رجل) لم أبالي لها وقتها لأنني كنت صغير وكنت أملك حق البكاء. ولكن بعد أن كبرت وبصفعات متكررة من الحياة جلست لأبكي فمنعني أبي وقال أذهب لغرفتك أبكي بها كما تشاء ولكن لا تسمح لأحد أن يراك. هل تحول البكاء إلى
كتاب انفعالات النفس: كيف تتحول أوهام الطفولة إلى سلاسل تكبل أعناقنا للأبد؟
بطريقة ما نحن نضع أنفسنا داخل سجن من الوهم، كمن عاش داخل قفص ليس له باب ولكن يأبى الطيران ظناً منه أن القفص يقيده. منذ أن بدأت أكبر وأنا عن نفسي أنظر لجماعات الرفاق على أنهم يرتكبون خطأ، ولكن أثناء دراستي لعلم النفس تبين لي خطأ شنيع ناتج عن وهم طفولي. فقد كان أبي يرفض أن ألعب في الشارع أو أذهب هنا وهناك مع أطفال الحي، وقال لي هؤلاء ليس لديهم حلم ولا يعتني بهم أحد لذلك هم بالشارع، كبر
كتاب سيكولوجية المال: إن أهم جزء في كل خطة هو التخطيط لاحتمال ألا تجري خطتك وفقًا للخطة
تقبل الخطط البديلة يمكن أن يكون أكثر حل عملي لتجنب الفشل، فلو لم تنجح الخطة فهناك خطة أخرى، لكن ليس هناك فشل. أثناء قرائتي لهذا الكتاب وبعض الكتب المشابهة وصلت لآلية تعدد الاحتمالات، التي تقوم على وضع أكثر من خطة لنفس الهدف، حتى إذا ما فشلت خطة نقوم بتفعيل غيرها. وبهذه الطريقة سنظل نحاول في رحلة الوصول إلى الهدف دون أن نخسر، أو نعلن استسلامنا وتخلينا عن ما كنا نسعى إليه. هذه الآلية رغم بساطتها وكونها بديهية للغاية، إلا أن
رواية مريود: أي ثمن باهظ يدفعه الإنسان حتى تتضح له حقيقة نفسه وحقيقة الأشياء؟
حتى ينضج الطعام ويكون لذيذ ليس أمامنا سوى أن نضعه على النار لمدة معينة، ونجهزه بخطوات ومراحل محددة ومعروف نتائجها، وكذلك الإنسان حتى ينضج تضعه الحياة في نيرانها. تظل تقلبه يميناً ويساراً وتضيف مكون وتحذف آخر، وهناك من يستجيب وينضج وهناك من لا يستجيب فيظل على تلك النار حتى يهترأ. بهذه الحياة ندفع جميعاً ثمن النضج من أعمارنا وطاقتنا النفسية، والمحظوظ منا من يلتفت حوله فيضع نفسه في قِدر مضمون النضج منه، فينضج سليم بغير ندوب أو خسائر. ومهما حاولنا
كتاب محاط بالمرضى النفسيين: لو عجزنا عن التحكم بأفكارنا فهناك من سيقدر على التحكم بها
يتحرك البشر جميعاً بالفكرة والرغبة والقرار، وكأنها خيوط نمسك بها لنحرك أجسادنا، ولكن لو حدث أن أمسك أحدهم بخيط من هذه الخيوط فلن نكون نحن المتحكمين، حيث سيتحكم بنا مجهول. والكارثة أن محاولة التأثير على الرغبة والقرار تكون واضحة للغاية فالرغبة نابعة من القلب، والقلب قوته الشعور وهو قادر على رصد أي تأثير، وكذلك القرار وسيلته السلوك وهو مرئي وملحوظ. ولكن تبقى الثفرة الوحيدة في الأفكار التي هي منبع الرغبة وأصل القرار، وهي للأسف غير مرئية ومن الصعب أن نرصد
رواية قيس وليلى والذئب: نحن ضحايا أنفسنا فقط الآخرين ليسوا جناة بل حجة نبرر بها ما أجرمنا نحن به
في حياة كل واحد منا هناك ممثل بارع، محترف في تكوين الشخصية وتمثيل المشاهد؛ ليلعب دور الضحية ويستمر في لفت الانتباه وجذب التعاطف، وتبرير كل خطأ أو خلل يرتكبه. ولو دققنا النظر في حياة هؤلاء سنجد أنها بطريقة ما تحولت إلى صورة عبثية، وأصبحت قائمة على التبرير، والإشارة بأصابع الإتهام للعالم ومن به. فهناك من يرسب بالجامعة ويبرر ذلك بأنه قصر واستهتر وعليه تحمل نتيجة فعله، وهناك من يرسب فيقول البيت به مشاكل ومدرس الجامعة لا يجيد الشرح ومدرج الجامعة
رواية ألف: يحكم البشر على كل شئ بما يريدون لا بما يجب أن يحكموا به
إن الحقيقة تكمن في دعم وجود حقيقة ثابتة، فالكل هنا يحكم حسب هواه ورغبته، وهذا ما جعل نمط تعدد الحقائق ينتشر، رغم أنه ليس تعدد حقائق لكن مغالطة فكرية. وعندما بحثت وجدت أن هذه المغالطة ناتجة عن التعصب والحكم بناءاً على الأهواء الشخصية، فمثلاً لو جلست في مقهى تشاهد مباراة كرة قدم وقام لاعب جديد في الفريق بإهدار ركلة جزاء يمكن أن تسبه وتلعنه، بينما لو قام بها لاعب له تاريخ فتجد نفسك تمدح الطريقة التي أهدر بها الكرة وتدعمه
كتاب الحرية المالية: إذا عجزنا عن التحكم في المال فلن يعجز المال عن التحكم بنا
بات واضحاً لنا الآن أن الأسير ليس أسير حرب أو جرم فقط، فمع تطور الحياة أو تشوه الحياة ظهرت أنواع عديدة من الأسرى، وما نحن بصدد مناقشته الآن هو أسوء نوع منهم وهم أسرى المال. فلو نظرنا حولنا سنجد بكل عائلة أو منزل أو مكان عمل هناك شخص نرتبط بمواعيد أقساط، أو سداد قد وقع عليه، أو قرض قد اقترضه، والكارثة أن أكثرهم لا يفعل ذلك لحاجة أساسية كأن يعالج مرض أو ينقذ أسرته أو يوفر مسكن أو ملبس أو
كتاب أبي الذي أكره: لماذا يظن بعض الآباء أن السوط هو الوسيلة المثالية للتربية والتوجيه ؟
في الآونة الأخيرة تتعالى صيحات الشكوى والاستغاثة من الأبناء ضد الآباء، وربما كانت هذه الشكاوى والاستغاثات موجودة من قبل، ولكن السوشيال ميديا سهلت طريقة التعبير عنها، ووفرت لها سبل انتشار ورواج أوسع. فكثيراً ما نصادف من يشارك منشورات تعبر عن كراهيته لأبيه، أو يرى منشور به حديث طيب عن الآباء فيعلق بتكذيب ما هو مذكور، ويستمر في بث مشاعر كراهيته هنا وهناك. ما يجعلني أشارك هذه المساهمة أولاً لقيمة الكتاب، و ثانياً لأنني تعرضت لحالة متطورة من هذه الشكوى أمس،
رواية أن يصير الأحمر كل شئ: ما هو الدافع للارتباط الحب أم الحاجة ؟
العلاقات العاطفية في الآونة الأخيرة بدأت تتسم بالهشاشة والعبثية فما الذي يدفعنا لها طالما لا نعطي لها قيمة كافية تمكنا من تقديرها والحفاظ على استمراريتها. أفكر كثيراً في هذا السؤال، ففي الجامعة رأيت الكثير من الأصدقاء يرتبط اليوم وينهي علاقته بعد أسبوع أو شهر ثم بعد إنهاء العلاقة بأسبوع على الأكثر يرتبط مرة أخرى وكأن شيئاً لم يكن. ما يزعجني هنا أن هذه العلاقة مفترض أن تكون علاقة حب نقدرها ونبذل جهد للحفاظ عليها لأن الطرف الآخر هو ما نريده،
كتاب المساكين: فلا تسأل يا بني ما هي الحياة، ولكن سل هؤلاء الأحياء: أيُّكم الحيّ؟
أثناء قرائتي لكتاب المساكين استوقفني هذا الاقتباس، ورغم كونه يائس للغاية إلا أنه عميق وحقيقي ويدعو للنظر في حياتنا وتقييمها. فنحن تعودنا على أن الحياة هي المقابل للموت، وأن مسمى الأحياء هو الوصف لمن هم على قيد الحياة، ولم نتعود أن ننظر في فكرة عيش الحياة ونسأل هل نحن أحياء نعيش الحياة فعلاً أم أحياء لمجرد أننا لم نموت فقط. يبدو السؤال فلسفي ولكن لنضرب مثل حتى يتضح، لو هناك شخص جاء لهذه الدنيا يأكل ويشرب ويعمل وينام ويتزوج ويتكاثر
كتاب فيرونكا تقرر أن تموت: البشر لهم نفس النظرة الخاوية، لكن البعض يتظاهر بغعل شئ له قيمة.
يقول باولو أن الجميع نظرته سوداوية ولكن بعضنا يخدع نفسه ويدعي أن له دور حتى لا يقضي على نفسه بالحزن واليأس، وهذه النظرة بدأت أنا عن نفسي أقتنع بها. فتارة أكون متحفز ومقبل على الحياة ولي رأي وكلمة، وتارة أخرى أجدني فاتر لا أبالي وأنظر لكل شىء فأراه عبث لا قيمة له، وكأن العالم تحول في عيني إلى ماء لا طعم له ولا لون خواء فقط. لو ربطنا هذا الشعور بفكرة الكتاب وقول صاحبه فربما نجد أن الجميع له نفس
كتاب شركة ناشئة بمئة دولار: لماذا رسخنا الاعتقاد بأن المشاريع تحتاج لرأس مال ضخم ؟
أدرك معظمنا الآن قيمة المشاريع؛ لتحسين مستوى المعيشة وخلق دخل سلبي؛ أو لخوض رحلة نجاح تجعله من الأقلية التي نجحت في إثبات ذاتها. ولكن مع هذا الإدراك ارتبطت الفكرة بضرورة توفر رأس مال ضخم؛ حتى نتمكن من إنشاء وإطلاق المشروع، وهذه النظرة أدت إلى ابتعاد البعض عن الفكرة، ولجوء البعض الآخر لأخذ القروض؛ حتى يتمكن من البدء. ولكن في زاوية أخرى هناك فئة كبيرة نجحت في إطلاق مشاريع برأس مال بسيط يمكن أن ندفعه نحن لشراء هاتف أو جهاز تدفية
كتاب أربع ساعات عمل أسبوعيًا: كيف ننجح في تطبيق مبدأ أعمل أقل واكسب أكثر ؟
ارتبط الربح في أذهان معظمنا ببذل مجهود أكبر، أو العمل لمدة أطول، وذلك حتى نستطيع الحصول على أجر إضافي، وبقدر ما يكون لهذا الأمر مردود مادي، إلا أنه غير مريح. فقد يكون المقابل غير مرضي حتى بعد بذل مجهود أو ساعات، وقد يكون المقابل مرضي، ولكن المجهود الذي نبذله ضيع علينا فرص الراحة والترفيه. فنجد أننا دخلنا في حلقة روتين عمل مغلقة وقاسية، ولكن هناك مدرسة ربحية يروج لها العديد من الخبراء أرغب في معرفة آرائكم عنها، وهي مدرسة أعمل
رواية المستحيل: كيف ملكتنا الحياة عندما حاولنا أن نملكها ؟
قد تكون الرغبات والأحلام هي حوائط السجن التي نضعها حول أنفسنا، ثم نعجز عن الهروب منها حتى نموت، بين الأثر والسعي الدائم للهرب. نحن عندما جئنا لهذه الدنيا جئنا مجردين تماماً من الأحلام والأماني والرغبات، ثم بالتدريج اكتسبناها، ورغبنا بها، ثم تحولت الرغبة إلى تعلق، ثم إلى تشبث، وتحول الفعل من سعي إلى قتال. ومع الوقت ودون أن ندري تفقد المحاولة لذتها، ونشعر أن الأمر بات ثقيل للغاية ونعجز أن نتوقف عنه، فننظر حولنا وكأن لا أحد يقاتل على هذه
رواية قصاصات قابلة للحرق: ليتنا أنا وأنت جئنا العالم قبل اختراع التلفزيون والسينما لنعرف هل هذا حب حقًا أم أننا نتقمص ما نراه ؟
هل نحن فعلاً بهذا القدر من الهشاشة، التي تجعلنا نأخذ مشاعرنا من هنا ومن هناك، ثم نخرج لنواجه العالم بعاطفة مشوهة وعشوائية ؟ هذا هو أول تساؤل خطر بذهني أثناء قراءة رواية قصاصات قابلة للحرق، سرحت وبدأت أتخيل فيما أن كان تشبيه الكاتب هنا مبالغ فيه، أم أن عواطفنا تتشوه وتتأثر فعلاً. فلو كانت كذلك فنحن لسنا نحن وهذه ليست مشاعرنا وقرارتنا، وقد خدعنا تأثير العالم حتى تحكم بنا تماماً، ولو نظرنا حولنا اليوم سنجد أن سبل التأثير تخطت حدود
كتاب محاط بالحمقى: كان تعريفه للحماقة ببساطة هو أي شخص لم يفكر أو يتصرف مثله.
سابقاً لكي تحصل على لقب أحمق كان عليك أن تبذل بعض الجهد؛ لتظهر عليك علامات الأحمق المثالي، أما اليوم فيكفي أن تختلف معي بالرأي حتى أعطيك اللقب مع مرتبة الشرف. نحن اليوم تعودنا على قول هذا أحمق هذا لا يفهم وهذا لا يمتلك وعي، فقط لمجرد أن رأي هذا أو نظرة هذه لأمر ما مختلفة عن نظرتنا له، ويمكن أن يتطور الأمر من وصفه بالأحمق إلى افتعال شجار أو التلفظ بما لا يصح قوله. نجاهد لنثبت أن نظرتنا للأمور هي
رواية يوتوبيا: عندما تشم الحريق ولا تنذر من حولك.. فأنت بشكل ما ساهمت في إشعال الحريق
نحن نصادف العديد من المواقف التي تستدعي التدخل يومياً، ورغم تفاوت نسبة الضرورة في التدخل، إلا أننا لا نتدخل على الإطلاق. والغريب أن هذا التجاهل والسلوك السلبي لم يكن موجود سابقاً، فكان من الممكن أن نتدخل لنساعد شخص في حمل حقيبة، وهذا أقل درجات التدخل في الضرورة، أو نتدخل لننقذ مصاب أو نطفئ حريق وهذا أعلى درجات التدخل. أما الآن فنكتفي بالصمت، ونمضي وكأن شيئاً لم يكن، وهناك من يقف ليشاهد ويلتقط الصور والمقاطع أن كان الموقف سيجذب انتباه ويخلق
كتاب الجريمة والعقاب: أنك تكترث لكل شئ وهذا سيجعلك أتعس الناس.
قبل أن أقوم بمناقشة هذا الأمر قمت بتركيز الملاحظة على نفسي منذ ثلاثة أيام تقريباً، ولاحظت أن هذه المقولة تصف حالي أنا أيضاً. وربما لن أكون وحدي من يكترث لكل شئ، ويبدو أن هذه المشكلة سبب عناء الكثير منا، والغريب أن هناك من لا يعرف أن معاناته بسبب الاكتراث لكل شئ. في أول يوم عندما بدأت ألاحظ نفسي وجدت الأمر يحدث بعشوائية وأكترث لبلايا عديدة ليست كلها تخصني، وفي اليوم الثاني حاولت أن أخفف من حدة الأمر وقد حدث، لكن