يتحرك البشر جميعاً بالفكرة والرغبة والقرار، وكأنها خيوط نمسك بها لنحرك أجسادنا، ولكن لو حدث أن أمسك أحدهم بخيط من هذه الخيوط فلن نكون نحن المتحكمين، حيث سيتحكم بنا مجهول.

والكارثة أن محاولة التأثير على الرغبة والقرار تكون واضحة للغاية فالرغبة نابعة من القلب، والقلب قوته الشعور وهو قادر على رصد أي تأثير، وكذلك القرار وسيلته السلوك وهو مرئي وملحوظ.

ولكن تبقى الثفرة الوحيدة في الأفكار التي هي منبع الرغبة وأصل القرار، وهي للأسف غير مرئية ومن الصعب أن نرصد أي محاولة للتأثير عليها.

وأنا عن نفسي مؤمن بفكرة أن العاجز عن التحكم بأفكاره فهو وسيلة لتنفيذ أفكار وأوامر الآخرين وكأنه آلة، وتخيل أنك بعد أن أنهيت مرحلة الدراسة الثانوية ولم تصل بأفكارك إلى الرغبة في دراسة مجال معين، هنا أنت ستقع ضحية نتيجة هذه الثغرة وربما تمضي حياتك كلها في عمل وحياة لم تكن ترغب بها ولكن دخلتها مدفوع بتأثير الآخرين.

فكيف نغلق ثغرة التحكم في أفكارنا ونتحرر من تأثير الآخرين؟