عندما قرأت كتاب محاط بالمرضى النفسيين تفاجأت من إمكانية الشخص السيكوباتي بأن يكون جذابا في نفس الوقت، بل أغلبهم يحظون بجاذبية ساحرة وهناك قصص عن ذلك يصعب تصديقها. وهنا بدر إلى ذهني سؤال، ما الدافع الذي يجعل الفتيات يقعن في غرام هذا النوع من الشخصيات متجاهلات لكل الإشارات الحمراء والعيوب الموجودة ؟

من وجهة نظري هي أن المرأة في مجتمعنا تفرض عليها منذ ولادتها قيودا كثيرة تحجم منها ومن مساحتها في خوض التجارب المختلفة وعيش حياتها. لذلك يكون أملها متعلق بذلك الرجل الذي سيعوضها عن كل ما فاتها. فتنجذب لذلك الرجل المتلاعب متعدد العلاقات لأنه يملك ما كان ينقصها طوال حياتها فتتعلق به على أمل أنها يمكن أن تغيره (I can fix him) وبدور هذا الرجل الذي كان طوال حياته ينظر للناس على أنهم فرص يستغلهم ويأخذ منهم ما يريد دون أي مراعاة لمشاعرهم، يرى في تلك الفتاة فريسة سهلة، فيبدأ باستغلال نقاط ضعفها وما ينقصها ليعوضها عن كل ما فاتها ويعيشها في تلك الأحلام الخيالية التي رسمتها. حتى تتعلق به وتبدأ ال trauma bond بالنشأة فيبدأ بالانسحاب تدريجيا ويمسك عليها ما علقها به من البداية وتبدأ هي بالانغماس في تلك الدائرة من التعلق المرضي حتى تخسر نفسها.

وأعتقد أن الانجذاب لبعض السلوكيات الغير سوية كالتعنيف وقبولها تعود أيضا بشكل كبير إلى التربية الغير سوية. فتلك الفتاة على الأغلب لم تجد الحنان والعطف المطلوب من والدها، وعلى الأغلب تعرضت للإحباط منه فلم تجد منه الاحتواء والحب وخذلها مما أفقدها الشعور بقيمتها. فتحاول بعد ذلك أن تعوض هذا النقص من خلال علاقات غير سوية تعوض عندها ذلك النقص وتشعرها بقيمتها الحقيقية ونظل في هذه الدائرة من العلاقات السامة والتي في رأيي لا يكون حلها سوى الوعي. وعن العلاقات الغير سوية فقد قابلت أشخاصا خسروا حياتهم وبعضهم صحتهم النفسية وعقلهم بسبب علاقة سامة تركت فيهم أثرا دام عشرات السنين ولم يستطيعوا تجاوزه.

وأنتم ما رأيكم في هذا الأمر؟ ولماذا تعتقدون أن الفتيات أصبحت تميل لنموذج (الباد بوي) وتفضله عن الشخص السوي؟