الشرف والأمانة والإخلاص والرحمة كلهم صفات طيبة، ولكن لا يمكن وضعهم في طبق يأكل منه الأطفال الجياع، أو نسجهم في غطاء يحميهم من البرد!

نسمع مثل هذه المبررات في الآونة الأخيرة كثيراً، والغريب والمؤسف أنها لم تعد تصدر من فئة معينة أو طبقة محددة، أو حتى من خلفية ثقافية أو إجتماعية بمفردها، ولكن هي لسان حال من يذنب أو ينحرف بحثاً عن النجاة، ثم يحاول لعب دور الضحية.

تجد مبررات مثل ( قبلت رشوة لعلاج إبني، أو سهلت له ترخيص مقابل مكافأة تعينني على الحياة، أو سرقت ولكن سرقت خبز للأبناء) رغم قسوة ما يدفع هؤلاء للانحراف إلا أنني أرى أنهم اختاروا الطريق السهل.

أحياناً تقسو الحياة على البعض وتحكم الغلق عليهم ثم تفتح لهم باب صغير للنجاة الخروج منه يتطلب التنازل عن مبدأ أو فضيلة، أو يتطلب ارتكاب جرم أو فعل ما لا تُحمد عواقبه.

فكيف تنظرون لمن يتنازلون ويذنبون بحثاً عن حياة كريمة، لهم عذر فعلاً أم أنهم مخادعين اختاروا الطريق السهل؟