الصداقة واحدة من أرقى أشكال العلاقات الإنسانية، ليست مجرد مشاركة لحظات أو تبادل أطراف الحديث، بل هي أحيانًا ملاذ للنفس المرهقة. في كتاب “فن العيش معًا”، يشير الكاتب إلى أن الصداقة ليست فقط وسيلة للتواصل، بل هي أيضًا علاج نفسي وروحي. فعندما نتحدث مع أصدقائنا المقربين، لا نبحث عن حلول بقدر ما نبحث عن الاحتواء والراحة.

لدي صديقة مقربة، تمثل ملاذ آمنًا. فلديها قدرة غريبة على الاستماع دون إصدار أحكام، ما يجعلني أشعر بالأمان حين أشاركها أفكاري. حتى عندما أتكلم عن مشاعر تبدو أحيانًا غير منطقية، لا يجعلني ذلك أشعر بالضعف، بل يعزز إحساسي بأنني إنسان طبيعي يحتاج أحيانًا إلى التعبير عن نفسه دون قيود. الأصدقاء المقربون يمنحوننا شعورًا بأننا مسموعون ومفهومون ومقبولون كما نحن. وهذا ليس ترفًا بل حاجة نفسية أساسية. الحديث معهم يشبه جلسة علاجية مجانية، حيث نستطيع أن نكون على طبيعتنا دون خوف من الأحكام أو النقد.

ربما السبب في أن الحديث مع المقربين مريح جدًا هو أن تلك اللحظات تخلق مساحة للتعبير الحر، مساحة تجعلنا نشعر بأننا لسنا وحدنا في هذا العالم. الصداقة هي شبكة أمان تساعدنا على فهم أنفسنا بشكل أعمق، وتعيد إلينا التوازن حين نضطرب.

يمكن للصداقة أن تكون علاجًا حقيقيًا؛ في كثير من الأحيان، يكون الأصدقاء هم الشفاء الذي نحتاجه، والكلمات التي ينطقونها أو حتى صمتهم المليء بالتفهم، أبلغ من أي علاج آخر.