في بعض الأحيان نشعر بالغربة، الغربة وسط العمل أو في مكان الدراسة، وسط الأصدقاء والأهل والأخوة، والغربة حتى في علاقتنا مع من نحب.

ولكن سرعان ما يتلاشى هذا الشعور؛ لأنه غالباً ما يكون في موقف بسيط أو حالة تمر مع الوقت، وهذا لا يجعلنا نشعر بوحشة الغربة التي تنتج عن الاختلاف.

ولكن ماذا لو كان هذا الشعور دائم ! أن نجد غربة ووحشة في كل مكان وزمان، ونشعر أننا لا ننتمي لكل ما نمر به ويمر بنا، قسوة هذا الشعور لمن يعرف لا تعادل قسوة أي شعور آخر.

أنا مثلاً كل الأصدقاء بحياتي مهتمين بكرة القدم، لدرجة أن أي جلسة على المقهى لا يناقشون غيرها، وهنا أشعر بغربة في الجلوس معهم، ولو فكرت في محادثة أحدهم بوقت مبارة هامة فلا أجده، ولكن أنا لو بذلت مجهود وغيرت تصوراتي عن الكرة وبدأت اكون مثلهم ربما أحظى باهتمام أكبر وأشعر أنني منهم.

تخيلوا لو بكل وقت ومع كل الأشخاص نشعر بهذه الغربة أن ما يحدث لا يناسبنا ومن نعرفهم لا يتوافقون معنا، وأننا بحاجة لتغيير مبدأ أو فكرة أو رغبة أو قرار حتى نتكيف.

فبرأيكم التنازل والتكيف هنا لتجنب أثر الغربة أفضل أم التفرد وتحمل عواقب هذا الشعور القاسي ؟