روح البحر

406 نقاط السمعة
11.9 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
1

حلمي عنك

هكذا كنّا أنا وهي نكتب أحلامنا على طاولة الفصل. قالت وهي تبتسم: سأكون ممرضة. ثم التفتت إليّ: وأنتِ؟ ارتبكتُ قليلًا، وضحكت: آه لا أعلم، لم أفكر بعد. ضحكنا معًا، كبرنا، ومضت السنوات… سألتني من جديد: أين حلمك؟ أخفضت عيني، وقلت: لا أعلم… كان بعيد المنال، لم أحققه. لكنني كنت أرى في عينيها حكايات حزينة لم تُروَ بعد. فقالت بصوتٍ متهدّج: وأنتِ؟ ما زلتِ لا تعرفين ما هو حلمك؟ تنهدتُ، ثم ابتسمت بخجل: ربما… أعتقد أن حلمي مختبئ بين الكلمات، بين
2

أجنحة في السماء

نظرتُ إلى السماء، فإذا بي أجد نفسي أخترقها بجناحٍ لم أملكْه قط. بدت النجوم قناديل مضيئة، والشهب رسائل تتساقط كأنها تناديني. شعرتُ أنني والسماء وُجدنا وحدنا، بلا أحد غيرنا، وأن سرًّا غامضًا يربطني بذلك الأفق. لكنني صحوتُ فجأة… كان حلماً، ملفقًا كالوهم، حقيقيًا كالحياة. فهل تكذب الأحلام أم أنها فقط مستقبلٌ مختبئ في رحم الغيب.
4

يا ليتني كنتُ طائرًا..

يا ليتني كنتُ طائرًا... أحمل جناحين يرفعاني فوق ثِقل الأرض، وأجوب السماء بلا قيد، لا أعرف للهموم طريقًا، ولا للأحزان مأوى. لطالما أغواني خيال الطائر، ذاك الرمز للحرية، كأن في تحليقه خلاصًا . لكن الحقيقة سرعان ما تجلّت أمامي: حتى الطير، رغم اتساع أفقه، يكدّ ويشقى ليقتات، ويعود مُرهقًا إلى عشه، حاملاً همّ من يحبّ. عندها ابتسمتُ بمرارة… وأدركت أن التمنّي ليس سوى مزحةٍ رقيقةٍ نُخادع بها قلوبنا، علّها تستريح لحظةً من ثِقل الواقع.
4

جاذبية فلسفية

الجاذبية الفلسفية ليست قوة تُقاس بالمقياس أو تُرى بالعين بل هي جذب خفي بين الأرواح والأفكار تبحث عن مثيلها فكَرٌ عنيف يوقظ الآخر أو قلبٌ صادق ينحني بلا وعي نحو صدى آخر هي تلك القوة التي تجعلنا ننجذب إلى ما يضيء عتمتنا الداخلية إلى الأفكار التي تُنير عقلنا وإلى الأرواح التي تشبهنا في عمقها وسكونها. هنا لا قوانين ولا مسافات فقط انجذابٌ صامت يُربط بين ما نراه وما نشعر به.
1

لقد كنا سعداء

كنتُ أعبر يوميًا من أمام ذلك البيت القديم جدارٌ متصدّع حمل بين شقوقه كلمة وحيدة: لقد كنا سعداء. كانت الكلمة بخطٍّ طفولي كأن اليد التي كتبتها ما زالت تتعلم رسم الحروف كلما قرأتها، تساءلت: من كتبها؟ هل كان يبوح عن نفسه أم عن أسرته؟ هل فقد حبيبًا فغابت معه السعادة؟ أم سرق الزمن منه بهجته؟ "لقد كنا سعداء" جملة لا تُقال إلا حين يهاجر الفرح حين يرحل الأحبة أو حين يُسلَب القلب بريقه. كم حملت هذه العبارة الصغيرة من وجعٍ
3

ظلّان متشابكان

في ليلة يغطيها الصمت الثقيل بدا المنزل وكأنه يختنق ماريانة سمعت صراخ أمها مكتومًا يملأ الغرفة هيا اذهب واغتسل لم أعد أستطيع التحمل كانت كلماتها تتطاير بين التعب والغضب كأن كل إرهاق السنوات يخرج دفعة واحدة أمسكت ماريانة بملابس شقيقها وقالت له بقلق خذ الآن الملابس واذهب للاغتسال لم تغتسل منذ أيام لقد أرهقت أمي وأتعبتها. لكن شقيقها رد بغضب وكأن صوته يخرج من أعماق ضباب عقله هذه ليست ملابسي هذه ليست حقيقية وحتى أنت مثلها أنتم مجرد هلوسات ووهم
2

أصوات من تحت الحطام

نحن من نمسك الحَجر حين سُلب السلاح من أيدينا الخارجون من البيوت المهدّمة نحمل في عيوننا رماد الدمار. نمشي حفاةً بين الركام نبحث عن إنسانيةٍ أضاعها العالم ونسأل: أين كانت القلوب حين صرخنا؟ نحن الذين تمسّكنا بالحجارة بعدما ضاع السلاح، نحن الذين ابتلعنا البحر بحثًا عن ملجأ. نحن الذين انتظرنا العيد بلا وطن. وأطفأنا شموع الميلاد بلا آباء ولا أمهات. شهداء رحلوا بلا شواهد. وأحلامنا الصغيرة دفنت تحت التراب. نحن الغرباء في هذا العالم. لكننا لسنا غرباء عن أرضنا. فكل
1

قدر الرياح والغبار

كانت الرياح تهمس لي ذات مساء شاحبة الأنفاس قائلة: أرهقني العصف وأتعبني الغبار إنه يلاحقني في كل تجوالي يلتف حولي كقيد يسرق حريتي ويتحكم بخطواتي في رحلاتي الطويلة والشاقة. كأنما خُلق ليحزنني ويُعكّر صفوي. فابتسمتُ بحزن وقلت لها هو قدركِ يا صديقتي لا فكاك لكِ منه هو رفيقكِ ووحيدكِ، وظلكِ الذي لا يفارقكِ. قد يُعميكِ أحيانًا، قد يثقلكِ ويشوّه نقاءكِ لكنكما معًا وجهان لرحلة واحدة فحتى في صراعكما، أنتما متلازمان كالعين والدمعة، كالقلب والألم، كالحياة والموت. إن الغبار مهما جرحكِ،
4

الفيلسوف: من المحاكم إلى الاعتراف

في الماضي، كان الفلاسفة كثيرًا ما يُنظر إليهم بعين الريبة والخوف. أفكارهم التي تتحدى الموروث الديني والاجتماعي كانت سببًا للاضطهاد أحيانًا، وتعرض بعضهم للمحاكمات وحتى الموت، مثل سقراط الذي أُجبر على شرب السم بسبب أفكاره. كانوا يُعتبرون مثيري شغب فكري، وتهديدًا للنظام القائم، فتعرّضوا للتعذيب النفسي والاضطهاد. لكن مع مرور الزمن، بدأت المجتمعات تدرك قيمة الفكر والفلسفة، خاصة في الحضارة الإسلامية. في عهد ابن سينا، تغيرت النظرة إلى الفلاسفة، حيث أصبح العقل أداة لفهم الكون والوجود، والفلسفة طريقًا للتقرب إلى
2

أيتها الطيور المهاجرة

أيتها الطيور المهاجرة. حلّقوا عاليًا نحو دفء أوطانكم. وأنا أتمنى أن تحملوني معكم. فلم أعد أحتمل الغربة. ولا الطرق التي لا تعرف اسمي. ولا الوجوه التي تحدّق بي كغريبة. خذيني إلى دياري فقد أنهكتني الغربة. خذيني حيث الدفء الأول. حيث رائحة الأرض وصوت المآذن. حيث الأبواب تُفتح بلا سؤال. وحيث لا أحتاج أن أبرّر أنني أنتمي. الغربة يا رفيقي. ليست دائمًا في الأوطان البعيدة. أحيانًا تسكن القلوب . هناك بين السماء والأرض أجد موطني.🌿
6

قصة الألم والتضحية في ألف شمس ساطعة

من ويلات الحروب والدمار في أفغانستان، ومن قلب مجتمع تعصف به القسوة والظلم، ظهرت رواية "ألف شمس ساطعة" لتسجل ألم النساء ومعاناتهن، ولتروي قصة الصمود والتضحية في زمن تبدو فيه الحياة صعبة على كل من يبحث عن الحب والأمان. هذه الرواية ليست مجرد قصة، بل مرآة تعكس القهر، الأمل، والإنسانية المتألقة وسط الظلام. هي رواية مؤثرة جدًا عن المرأة الأفغانية وما تعانيه تحت وطأة الحروب والظلم الاجتماعي. تدور أحداثها عن امرأتان في قلب الحرب الرواية ليست فقط عن الحب أو
5

الفرح البسيط( رائحة المطر)

صباح اليوم كان مختلفًا. الجو بارد، والهواء يحرك النوافذ الخشبية برفق، بينما كانت عيوني معلقة بالسماء. تمتمت: يا الله، منذ متى لم يهطل المطر؟ ثم بدأت القطرات تتساقط على وجهي، وأحسست أنني خُلقت من جديد. تبللت ولم أتحرك، وكأنني أردت أن أُمطر مع المطر إلى الأبد. لم يكن البرد موجودًا، فقط صوت المطر يملأ عالمي. نسيت كل ما يحتويه العالم من تفاصيل، وبقيت أنا والمطر فقط. ورائحته يا لها من رائحة مختلفة، لا تشبه أي رائحة أخرى، كأنها خُلقت لتُحيي
2

حين ينبض القلب شعراً

من أعماق الألم والفرح. يولد من الحب الذي يلهب القلب، ومن الشوق الذي يثقل الصدر، ومن الحزن والحنين الذي لا يرحم. أحيانًا ينبثق من فقدٍ يوجع، وأحيانًا من فرحة قصيرة تزورنا مثل نسمة، وأحيانًا من صمت طويل يصرخ في أعماقنا بلا صوت. الشعر مرآة الروح حكاية بين الألم والبهجة، بين الواقع والخيال. كل شاعر يكتشف حروفه حين يقف أمام قلبه صامتًا، مستمعًا لصدى المشاعر التي لا تُقال إلا بالكلمات، يترجمها إلى نبضات يشعر بها كل من يقرأ. يولد الشعر حيث
2

أسير الهوى

شَرِبتُ كؤوسَ الهَوى فامتلَيتُ منَ النَّدَمِ ودَمعي جَرى فوقَ الخُدودِ كَمَا العَلَمِ ولو أنّني أعلمُ أنَّ الحُبَّ مُعذِبُني لعِشتُ دَهرِي وَحدَتي مُستَوحِشَ القَدَمِ فمَن ذا الذي يُهدي نَصِيحَتَهُ لقَلبٍ يُحبُّ فيَحيا بالعَذابِ وبِالسَّقَمِ
3

همس الصباح البنفسجي

نائمة مع الفجر. تلك الزهرة البنفسجية.🪻 وعندما أشرقت الشمس، خجلت من برودها، فتفتحت بخجل ونشرت عبيرها مع نسيم الصباح. في سطح منزلي كنت أُويها… أسقيها، أراقبها، وأستمع لصمتها الجميل. كأنها تهمس لي: "حتى في البرد والخجل هناك دائمًا فرصة للتفتح."
2

قصيدة الشمعة الأخيرة

حكاية الشمعة الأخيرة في زاوية الغرفة شمعةٌ وحيدة يهتزُّ ضوءُها الخافت كما لو أن قلبَها يخاف أن ينبض. دموعُ الشمع تسّاقطُ بهدوء. تحفرُ على الخشب أثرًا يشبهُ الجرح. أقتربُ منها… وأهمس: لماذا تبكين الليلة؟ أيُّ ثِقلٍ أنهككِ حتى صرتِ بهذا الضعف؟ لا تجيب… لكنها تتناقص شيئًا فشيئًا كأن الحزن يلتهمُ جسدَها من الداخل. أتذكّر. كيف كانت بالأمس القريب تطردُ الليلَ عن قلبي وتتمايل بثقةٍ أمام الرياح. أما الآن..... فلم يبقَ منها إلا وميضٌ يتشبثُ بالحياة. أمدُّ يدي أحجبُ عنها قسوةَ
4

حكاية فتاة

منذ طفولتها، كانت تراقب العالم بعينيها الصغيرتين من نافذتها الخشبية الضيقة. تجلس على كرسيها الصغير، تستمع إلى همسات الأشجار والحان الطيور، وتنتظر خطوات قد تحمل إليها شيئًا من الدفء. كانت وحيدة، تعيش مع والدها المسافر الذي لا يكاد يراها إلا نادرًا، في بيت كبير تعتني به بعض الخادمات، إذ كانت طريحة الفراش منذ نعومة أظفارها بسبب مرض عضال. فقدت والدتها في لحظة ولادتها، ومنذ ذلك الحين، صار غيابها ثقلاً لا يفارق قلبها. كانت غرفتها جميلة ومليئة بالدمى وألعاب الطفولة، ونافذتها
4

حين يهدأ العقل..

العقل ربما لا يفرغ تمامًا من التفكير، لكن أحيانًا ينسحب السكون ليملأ فراغه، وكأننا ندخل في حالة انتظار للموقف أو الشعور الذي يعيد الحياة إلى أحاسيسنا. وإذا حدث ذلك، أن يخلو القلب والعقل من المشاعر، فمن نكون حينها؟ كيف ستكون حياتنا بدون ذلك النبض الداخلي الذي يجعلنا نضحك، نبكي، نصرخ، ونتكلم؟ ربما الكتابة هي ذلك الجسر الذي يعيد للروح صوتها، ولو بكلمات قليلة، تخرج فيها ما يسكن داخلنا من طيف المشاعر المتغيرة. في صمت العقل، هناك ضوء خافت لا ينطفئ.
3

صوت الرمال وصوت جدي

كانت كقصة خرافية من تلك التي تُروى في المساء، وتُحكى على ضوء نارٍ تتراقص في ليل الصحراء. لها طَعمٌ يشبه طَعم القهوة العربيّة، تلك التي أدمنتُ رائحتها النفّاذة كأنها تختصر كل الحنين في ذرات بنٍ مطحون. وهناك... في تلك الخيمة التي يملكها جدّي حيث اتّخذ من الصحراء وطنًا ونسيَ صخب المدينة وضجيج الحضارة، كان الهدوء يَسكن الأرواح، والسكون يربّت على قلبي . لا أحد هناك، لا بشر ولا صخب، فقط الرمال والسراب... وأنا، وجدّي. هو يحكي وأنا أُصغي كأن الزمن
2

البؤساء" وخراب الأوطان التاريخ يعيد نفسه بلغة عربية

رواية البؤساء للكاتب الفرنسي فيكتور هوغو ليست مجرد قصة قديمة تُروى، بل مرآة صادقة للبؤس الإنساني حين يتغلغل في القلوب ويصيب المجتمعات. تحكي الرواية عن جان فالجان، ذلك الرجل الذي سرق رغيف خبز ليطعم أبناء أخته الجائعين، فقضى سنوات في السجن، وخرج منه ليجد العالم يرفض أن ينسى ذنبه… ذنبه الوحيد أنه كان فقيرًا وجائعًا. لكن "البؤساء" ليست عن جان فالجان وحده. هي عن كل إنسان طحنتْه القوانين الظالمة، وخذلته العدالة، وأغلق الناس في وجهه الأبواب، ثم طالبوه بأن يكون
2

غيوم القلب

ما الذي يجعلنا متلبّدين كالغيم نمشي فوق الأرض نحمل في صدورنا رياحًا لا تهدأ وفي أعيننا عواصف مؤجلة وفي قلوبنا أمطار لا تجد سماءً تهطل عليهاقلوبنا آه من قلوبنا تحتوي كل أنواع الطقس غيمة ممطرة، وأخرى عاصفة، دفء مفاجئ، وبردٌ لا يُطاق، كأنها خريطة متقلبة لأيامنا المتعبة. كل مساءٍ نحمل حكاية وكل صمتٍ فينا يخبئ برقًا لم يلمع بعد. فهل نلوم الغيوم فينا أم نعذرها لأنها مثلنا تتراكم حين لا تجد من يحتويها ثم تهطل بصمت أو بانفجار. ... الهام
3

الكلب الأسود والمنقذ المجهول

كنت أمشي كل صباح سيرًا على الأقدام ما زال الوقت باكرًا جدًا والضوء بالكاد يتسلّل من بين عتمة السماء النائمة أحمل شنطتي الصغيرة على ظهري وأجرّ خطواتي الثقيلة نحو المدرسة الطريق طويل موحش صامت بشكل يخيف لم يكن فيه ما يُرى لكن كان فيه ما يُتَخَيّل كنت أخاف لا من الأشباح التي تتناقلها الحكايات بل من يدٍ خفية قد تبطش بي فجأة وتجرّني إلى المجهول دائمًا ما كنت أُلاحَق بأفكار مرعبة لا يراها أحد سواي وظلال تهمس لي بأشياء لا
2

"هذه لعنتك… إلى الأبد ''

كنت أظنّ يومًا أنني سأجد السعادة في وجوه الآخرين… في تلك الابتسامات المجاملة، الزائفة، في نظراتٍ عابرة تشبه الدفء لكنها لا تمكث. وما إن توقّفتُ لحظة، حتى وجدتني غارقة في تيه الحياة… محاصرة بهمسات قريبة، تلسعني بدل أن تواسيني، تخذلني بدل أن ترفعني. كنتُ دائمًا تلك التي تبتسم، التي تتنازل عن حقوقها باسم الحب، ولكن أي حبٍّ هذا؟ لم أعد أؤمن بوجوده، فالقلب إذا انكسر، لا يُحب من جديد… والانفصال لا يشفي وجع الخذلان، ولا الانتقام يعيد شيئًا مما سُلب.
1

سهد النجوم

في حضرة الليل حين السكون. تلمع نجوم على جفن كون. كأن السماء بخوف الظلام. أضاءت قلوبا تخبي الشجون. أنظر للزرقة المنتهيه. تذوب ببطء إلى لون حزن. فكيف لكون يغير وجهه. ولا يرتجف ولا يبدي الحزن. الليل لا يخجل من سواده. يعلق نجما ليطفئ ألم. ويمنحنا درس صمت عظيم. بأن العتمة ليست عدم. ففي كل سهد بعيون السكون. يولد في القلب ضوء خفي. وإن لم نره ففينا صدى. يردد ما ضل نور نقي.
2

عشقتك أيّها البحر

أُحبّك يا بحرُ والموجُ يعزفُ لحنَ الغيابْ. ورائحتُك المالحةُ تشبهُ شيئًا من الحنينِ والعذابْ. أمشي على شاطئك بقدمي الحافية. أدوسُ القواقعَ والاصداف أجمعها كأسرارٍ دفينة. أضمّها لصدري، وأُنصت. فأسمع صوتَ الموج، وأصواتَ الكونِ تُناجيني في سكينة. أنثرُ الرمالَ بقدمي كطفلةٍ شاردة تبحث عن أُمنية. أجلسُ على الرملِ المبلل. أحملُ روحي كغيمةٍ فوقَ سطحِ الماء. وأحدّق بعيدًا فأرى الصيادين في قواربِهم. يطاردون الرزق بينما أُطاردُ حلمًا لا يُرى. عشقتك يا بحرُ. عشقًا غريبًا لا يشبهُ العشاقْ. لو دخلتك لأصبحتُ غريقًا بين