كنت أمشي كل صباح سيرًا على الأقدام ما زال الوقت باكرًا جدًا والضوء بالكاد يتسلّل من بين عتمة السماء النائمة أحمل شنطتي الصغيرة على ظهري وأجرّ خطواتي الثقيلة نحو المدرسة الطريق طويل موحش صامت بشكل يخيف لم يكن فيه ما يُرى لكن كان فيه ما يُتَخَيّل كنت أخاف لا من الأشباح التي تتناقلها الحكايات بل من يدٍ خفية قد تبطش بي فجأة وتجرّني إلى المجهول دائمًا ما كنت أُلاحَق بأفكار مرعبة لا يراها أحد سواي وظلال تهمس لي بأشياء لا تُقال وفي أحد الأيام لم يختلف المشهد كثيرًا إلا أن شيئًا داخلي كان منقبضًا أكثر من المعتاد كنت أمشي مرتبكة صامتة أحاول ألا أستمع لهواجسي لكن فجأة سمعت خطواتٍ ثقيلة خلفي وأنفاسًا متقطعة تلاحقني التفتُّ بهلع وإذا بي أرى ظلًا أسودًا ضخمًا كلبٌ متوحش عيناه تلمعان كأنهما شقّان في ظلام شعرتُ أنني فريسة وأنه صيّاد بدأ يركض نحوي وبدأت أركض أيضًا بكل ما أوتيت من خوف أبكي وأصرخ تتعثر قدماي وقلبي يكاد يقفز من بين ضلوعي كنت متأكدة انها النهاية لكن فجأة ومن حيث لا أعلم جاء شخصٌ ما لا أتذكّر وجهه كل ما أذكره هو يده وهي ترمي الحجارة باتجاه ذلك الكلب حتى ابتعد كنت أرتجف ألهث لم أستطع التوقف دخلت المدرسة وسقطت فورًا مغشيًّا علي منذ ذلك اليوم لم أنسَ ذلك الرجل الغريب منقذي الذي لا أعرف اسمه ولا ملامحه ولكن دعواتي له ترافقه في كل وقت لو لم يظهر حينها لكنتُ الآن ذكرى أخرى على قارعة الطريق
شكرًا لك… يا منقذي المجهول....✏️
التعليقات