كانت الرياح تهمس لي ذات مساء شاحبة الأنفاس قائلة: أرهقني العصف وأتعبني الغبار إنه يلاحقني في كل تجوالي يلتف حولي كقيد يسرق حريتي ويتحكم بخطواتي في رحلاتي الطويلة والشاقة. كأنما خُلق ليحزنني ويُعكّر صفوي.
فابتسمتُ بحزن وقلت لها
هو قدركِ يا صديقتي لا فكاك لكِ منه هو رفيقكِ ووحيدكِ، وظلكِ الذي لا يفارقكِ. قد يُعميكِ أحيانًا، قد يثقلكِ ويشوّه نقاءكِ لكنكما معًا وجهان لرحلة واحدة فحتى في صراعكما، أنتما متلازمان كالعين والدمعة، كالقلب والألم، كالحياة والموت. إن الغبار مهما جرحكِ، يظل ونسكِ الذي يذكّركِ أنكِ لستِ عابرةً وحيدة في هذا الكون.
التعليقات