الرسائل التي لم تُرسل كم من رسالةٍ بقيت حبيسة القلب، وكم من "أحبك" لم تُقال وبقيت عالقة في الصدر، وكم من "سامحني، لا ترحل" حجبتها الكرامة، وكم من توبةٍ لم تُؤدَّ وبقيت في القلب مؤجلة، وكم من دموعٍ لم تجد من تشاركه البكاء! ـ رسالة من صديقة لصديقتها ولم تُرسل كنتِ الخلَّ الوفي، ورفيقة أيامي. لم تكن نيّتي يومًا أن أؤذيكِ أو أكون سببًا لحزنكِ. أردت فقط أن أعتذر منكِ، أن تطوي عني الصفح، وأن تبقي في حياتي، لأنكِ كنتِ
الحنين لأشياء ام نعشها
"الحنين لأشياء لم نعشها..." هل يبدو ذلك غريبًا؟ أحيانًا أشعر باشتياقٍ غريب لشخصٍ لم يكن موجودًا أصلًا، ولمكانٍ جميلٍ لم أزره في الواقع، ولحلمٍ لم يتحقق، وربما لم يكن يومًا جزءًا من حياتي. ما هذا الشعور؟ أهي حياةٌ أخرى نعيشها في خيالنا؟ أم أن أرواحنا تتذكّر ما لم يحدث، فنشتاق لأشياء لم تمُرّ بنا، وكأننا فقدنا شيئًا لم نملكه يومًا...
"سنلتقي بأنفسنا الجميلة يومًا ما "
رُبَّما في وقتٍ لاحقٍ، سَنُغامرُ بأحلامِنا المُؤجَّلَةِ وراحتِنا المفقودةِ. رُبَّما يأتي ذلك اليومُ الذي نكونُ فيه بأفضلِ نُسخةٍ مِنَّا، راضينَ ومطمئنِّينَ وسُعداء. سُعداءَ بكلِّ ما حولَنا، ومِن أجلِنا أيضًا. لِنَحملْ في قلوبِنا كلَّ ما هو مُريحٌ ومُعدٍ للسعادةِ، ولنَنشرِ الأمانَ في كلِّ مكانٍ بعدما احتلَّنا اليأسُ بالكامل. سندركُ حينَها أنَّ الحياةَ لا تحملُ الحُزنَ فقط، بل في داخلِها كلُّ أنواعِ الفَرَح. سعيدينَ بما آتاهمُ الله، وراضينَ بما ذهبَ عنهم.
دموع لم تعرف الفرح
أحيانًا أتساءل: كيف يكون شعور دموع الفرح؟ أن يتحقق للإنسان ما تمناه طويلاً، فيغمر قلبه البهجة والدهشة معًا، حتى تنهمر دموعه بلا وعي، كأن جسده لم يتحمّل حجم السعادة. كيف يبدو هذا الشعور؟ وماذا يفعل بصاحبه؟ لماذا لم يكن لي نصيب من هذا النوع من الدموع؟ دائمًا ما تتعطل "سيارتي" في آخر الطريق، قبل أن أصل إلى هناك… إلى حيث تمنيت، إلى حيث سعيت. كأن القدر يوقفني عند عتبة الحلم، ويمنعني من الدخول. سيبقى في داخلي فضول تجاه دموع الفرح…
هل أصبحت القسوة طبعًا؟
ربما أكثر ما يثير دهشتي ويستفزني هو الإنسان الذي لا يحمل في قلبه حبًا، ولا يعرف للود أو اللطف طريقًا. يعيش حياته بقلبٍ متكبر، جافٍ، مليء بالحقد تجاه كل ما هو جميل. لو رأى أحدًا يتعذّب أمامه، لا يمدّ له يد العون، بل يستهزئ به. يقلل من شأن كل من حوله، ولا يقابل الود بالود، ولا الحب بالحب. كل ما يقابله يرده بالكراهية، بالأذى، بالتمرّد. يصعّب حياة الآخرين ويؤذيهم دون أن يشعر، وربما يكسر قلوبهم دون أن يكترث. وفي نهاية
الوحدة
لا أعلم إن كانت الوحدة اختيارًا أم إجبارًا، فهناك من اضطرّ إلى العزلة، وهناك من فضّلها بإرادته. تجربتي مع الوحدة كانت جميلة جدًا، بعد أن أدركتُ أن لا حظّ لي في العلاقات أو الأصدقاء. كنتُ مجبرة على الوحدة والعزلة، وظننتُ أن هذا بلاءٌ مؤذٍ، لكن مع الوقت أدركت أنها نعمة عظيمة، لأنني اكتشفتُ نفسي من جديد، وظهرت مهاراتي ومواهبي التي لم أكن أعلم بوجودها. طوّرتُ نفسي أكثر، وأصبحتُ أُدرك نوايا الناس بوضوح. وحدتي كانت سببًا في اكتفائي بذاتي وفي نجاحي.
"بقايا أمل "
ما الذي يُبرد قلب إنسان قضى عمره يلملم شظايا قلبٍ لم يكتمل يومًا؟ أحلامه التي كانت امتدادًا لروحه، تحطّمت واختبأت في زوايا النسيان، ولم يجد لها طريقًا إلى الترميم. ذاك القلب... أنهكته الحياة واستنزفته حتى آخر نبضة، فلم يبقَ فيه ما يُعيده للحياة من جديد. أصبح لا يريد شيئًا، لا حبًا، ولا حلمًا، ولا حتى عزاءً. كل ما يريده... النجاة. النجاة إلى الأعلى، حيث الراحة التي لا يعكّرها التفكير، حيث الصمت الذي لا يقطعه الأنين. إلى حيث لا وجع... ولا
حنين اللحظة
"لا أعلم ما الذي تخبئه لنا الحياة، ولا أعلم ما الذي كنت أشعر به حينها. كم شعورًا يمرّ به الإنسان في حياته؟ وهل بعضها يتكرر؟ أشتاق لشعور يسكن ذاكرتي.. هل يمكن أن أعود إلى تلك اللحظة؟ كيف؟ هل تعود البراءة إلى قلبي من جديد؟ وهل يعود الشغف بعد كل خذلان؟
"رحيل لا يُعوَّض"
كيف تبدو الحياة من دون الشخص المفضل؟ ذلك المميز دائمًا، الذي كان له زاوية خاصة في مجمع أحلامي، الذي يخفف عني ثقل الحياة، ويجلب الفرح لأجلي. إن غاب الشخص المفضل، فمن يحلّ مكانه؟ ومن سيعينني على تحمّل ذلك؟ وكيف استطعت أن أتحمل الحياة بدونه؟ هل تنتهي القصة إذا غاب بطلها؟ هل تسير بشكل طبيعي رغم غيابه؟ لكن، كيف أعتاد على غياب الملاك الحارس، الذي كان يحميني دائمًا من تخبطات الحياة؟ ماذا أفعل إن اختفى ملجئي؟ ذلك المكان الذي كنت أهرب
المشاعر السلبية التي تلاحقنا
اليوم سؤالي لكم: أريد أن أعرف وجهات نظركم حول المشاعر السلبية... ماذا تفعلون إذا كنتم دائمًا تشعرون بتوقعات ومشاعر سلبية ولا تستطيعون تغيير ذلك؟ كيف يمكن تحويل هذه المشاعر إلى طاقة إيجابية؟ أنا شخصيًا أشعر بالخوف من كل شيء، وأتوقع الأسوأ دائمًا... والمؤلم أن هذا الأسوأ يحدث فعلًا. ليس لأنني إنسانة كئيبة أو لأنني لا أحمل في قلبي الأمل، بل العكس تمامًا... كل مرة حاولت أن أكون متفائلة، أصبت بخيبة أمل، كل شيء يحدث عكس ما تمنيت. لذلك، بدأت أتوقع
حارب اكتئابك
حارب اكتئابك – الجزء الأول أصبحت كلمة "اكتئاب" تتردد كثيرًا هذه الأيام، في مواضع مناسبة وأخرى لا تمت له بصلة. كلما مررنا بموقف سيء أو شعرنا بالملل من فراغنا، نحكم على أنفسنا بأننا "مكتئبون"، رغم أن الواقع مختلف. إنه الفراغ القاتل، هو من يوهمك أنك مكتئب، ليثنيك عن فعل أي شيء، ويجعلك حائرًا، حزينًا، بلا سبب واضح. نجهل خطورة الاكتئاب، ولا نحاول حتى فهم أسبابه. نكتفي بقول: "أنا مكتئب"... وكأنها مجرد صفة عابرة. لكن الحقيقة أن الاكتئاب يسرق منك كل
"رسالة لك.... أنت أكثر من كلمة"
لن أتركك وحيدًا في ظلامك، تائهًا بين أحلامٍ متلاشية، تتخلى عن كل شيء، وتنسى فائدة وجودك، وسبب وجودك هنا. لن أسمح لك أن تستسلم لقيودك النفسية المحطمة، سأحررك منها، من أجلك، لأنك لست كلمةً واحدة، أنت حياة، وأمل، ومستقبل، أحلامٌ تنتظر أن تتحقق، وأنت صديقٌ وزوجٌ وابنٌ، وأنت الذي تبني الأرض، وتعبد، وتشارك في البناء، في العطاء، في السماح. لن أجعلك تنام باكيًا وتستيقظ باكيًا، لن أدع الألوان تختفي من حياتك، ولا بصيرتك نحو جمال الدنيا تذبل، ولا تحرم من
الفرق بين العقلانية والعاطفة
من وجهة نظري، الأشخاص الذين يستخدمون عقولهم فقط في حياتهم وفي كل قرار أجدهم متعصبين، بلا قلب، بلا رحمة أو عاطفة، ليس لديهم يد حنونة أو فكرة جميلة أو عطاء مستمر . ربما يكونون الأكثر سعادة وراحة، لكن في الوقت ذاته أجدهم أكثر سطحية وقسوة في الحياة. لا يحملون معاني البساطة ولا روح الفؤاد ولا بهجة القلب البريء يستخبون وراء مصالحهم الشخصية. بينما أنا أبكي عمراً كاملاً على فراشة سقطت جناحها الأزرق الداكن واحمل في قلبي هماً من أجلها. احاول
معركة بين العقل والقلب
صراع العقل والقلب علاقة العقل والقلب، ربما تكون علاقة عكسية أو طردية، لكنني أجدها عكسية تماماً. عقلي يُدرك بينما قلبي يشعر، وأنا في المنتصف حائرة، متهورة، مشتتة، لا أُحسن الاختيار. اخترت قلبي في حياتي ليمثلني، ليختار عني ويركض نحو أحلامه. لكن قلبي لم يكن على المسار الصحيح؛ لم يُحسن اختيار الأشخاص والأحلام والأماكن. كلما اختار، خانته الطرق، وخذلته الأماكن، وذبل من قسوة الأشخاص. وعقلي هناك، يتهكم عليه؛ لأنه أدرك كل شيء منذ البداية، لكن قلبي الضعيف تحمّس دون فهم، دون
"هذه ليست قصة....هذه حياتي من قلب غزة المحاصرة"
"أستيقظ من نومي على أنين معدتي الجائعة، وكأنها تبكي بصوتٍ خافت. لساني جاف، يلهث فقط لأجل قطرة سكرٍ ترد له الحياة. أتمنى حتى قطعة خبزٍ يابسة، تسند جسدي المنهك هذا اليوم. أحاول إنجاز شيءٍ مفيد وسط هذه المعاناة، لكن لا أستطيع... جسدي هزيل، والغثيان لا يفارقني، عيني تنظر ببطء، وقلبي يئن من الحزن والجوع والجفاف الذي أعيشه. لا أعلم ما هو الامتحان الأصعب في هذا كله... وكيف أصبر أكثر؟ كيف تستمر الحياة ونحن عالقون هنا في اللامكان؟ كل يوم أفتش
سعادة منقرضة
ما هي شيفرة الإنسان؟ الإنسان كائن غريب، يفني عمره في ملاحقة أشياء لا تعنيه، يجهل موضع سعادته، ولا يعرف حقًا ما يحب. لا يتعرّف على نفسه جيدًا، بل تدفعه الرغبة الدائمة في التملّك والطمع نحو ما لا يفيده، ويغار من أشياء ليست له. يركض، يُهلك روحه، ويطارد حياة لا تشبهه، أحلامًا ليست له، وأناسًا لا يحبونه. فما هي شيفرة هذا الكائن؟ ماذا يريد حقًا؟ وهل يظنّ أن حصوله على ما يريده سيمنحه راحة البال والسعادة؟ غالبًا، ما نريده لا يتوافق
في وقتٍ ما من الماضي
> نص قصير كتبته لأُفرغ بعض المشاعر الثقيلة التي مرّت بي في لحظة صمتٍ داخلي. لا أبحث فيه عن شفقة، ولا أهدف لنقل طاقة سلبية، بل هو مساحة حُرّة للبوح... وقد يشعر البعض بشيءٍ منه في وقتٍ ما من حياتهم. إذا كنتَ سعيدًا في حياتك... لا تُكمل القراءة. هناك قلبٌ ما، يتألم في صمت. وصوتٌ خافت من بعيد، صراخٌ مكتوم... لكنه حادّ، يخرج من أعماق قلبٍ منهَك، يبحث عمّن يسمعه. ما ذنب الإنسان إن وُلِد في هذه الحياة، ولم يكن
"حين تُعلّمنا الحياة الصبر على ما لا نملك "
عزائي في هذه الحياة أنني لم أبلغ يومًا مرادًا تمنّيته، كأنما كانت أمانيي مرآةً لواقعي الموجع، فكلّما مال قلبي إلى شيءٍ به تُشرق روحي، جاء القدر وسحبه من بين يدي بلُطفٍ خفيّ. ظننته عقابًا يليق بي، لكنني أدركت – مع الأيام – أن بعض الرغبات مصيدة، تُزهر ظاهرًا، وتُدمي باطنًا. صرنا نلهث خلف ما نحب، غير مدركين أن ما نهوى قد يُحرقنا. ومنذ ذلك الحين، آثرتُ الصمت في وجه ما يُفلت من يدي، لا حزنًا، ولا اعتراضًا، بل إيمانًا بأن
التخطي متأخراً
ربما أصعب ما يمكن أن يفعله الإنسان هو أن يتجاوز. أدركتُ معنى التجاوز متأخرًا، بعد أن انقضت سنواتٌ من عمري وضاعت خلالها فرصٌ كثيرة. مضى وقتٌ طويل، كنت فيه غارقةً في الحزن والتيه، أُلاحق الماضي، وأحمل على كتفي أثقال مواقفه وتراكماته. في كل مرة أجلس فيها في غرفتي، أبكي قهرًا على الأشياء التي تساقطت من دربي، رغم تشبثي الشديد بها وخوفي العميق من فقدانها. لماذا أنا؟ أحمل حقيبةً مثقلةً بالعُقد النفسية على ظهري، وأسير بها. تُغلق الأبواب في وجهي عمدًا،
في زوايا ذاكرتي ، يتوارى شبح لم يغادرني رغم غيابه
كلما أستيقظ من نومي، ينتابني خوف وحزن غريب. هل أنا ما زلتُ حيّة؟ أم أن النوم أخذني إلى حياة أخرى، أو إلى موتٍ مؤبد؟ ما زلت أعيد روتين أحزاني وتقلباتي ومخاوفي يوميًا. أرتّب كل ما يحزنني من الأقل إلى الأكثر، لأُعطي كلًا منها الحق في الحزن، البكاء، والصراخ المستمر. اطنانٌ من التعاسة، بحرٌ من الهموم، دموعٌ لا تنتهي. حياة مليئة بالحجارة تُرصَ عليّ واحدةً تلو الأخرى، تصيبني حتى مع اختبائي منها. لكنني لم أنجح في الهرب. أصبحتُ كتلةً من الهالات