الأمان المُزيّف
أحياناً نعيش في علاقات، أو أماكن، أو نتعلّق بعادات غير منطقية، فقط لأننا اعتدنا عليها.
نمارسها باستمرار، ونظن أنها تمنحنا الأمان.
تظن أنك في راحة نفسية لمجرد أنك مع شخص تعرفه منذ زمن،
حتى لو كان يُسيء إليك، يكسرك ، أو يطفئ نورك بتجاهله،
تخاف أن تتركه، لأنك أقنعت نفسك أنه جزء من أمانك،
وأن غيابه سيُفقدك توازنك... مع أنك تعلم تمامًا:
هو لا يحمل لك مشاعر طيبة، ولا يرعى قلبك كما يجب.
لكنك تخاف من التغيير، فتتمسك بالمألوف حتى لو كان مؤلمًا،
وكأن العلاقة الفاسدة أصبحت ملجأك الوحيد.
وكذلك، منّا من يظلّ في وظيفة لا تُنصفه،
يتعرّض للإهانة أو التهميش، ويعلم بوجود فرصٍ أفضل،
لكنّه يخشى المغادرة.
خوفه من المجهول أقوى من رغبته في التغيير،
فهو يحفظ روتين المكان جيدًا،
ويظن أن تركه يعني فقدان الراحة، رغم أنها راحة وهمية.
بل إن بعضنا يستمر في ممارسة عادات عائلية مرهقة،
رغم معرفته بأنها خاطئة،
عادات تقتل الخصوصية، وتخنق الحرية، وتستهلك النفس،
ومع ذلك يُمارسها…
لأنه يشعر بأنه مُجبر، أو لأنه خائف من كسر التقاليد،
وكلما فكّر بالتغيير، سحبَه الخوف إلى الوراء.
لكن الحقيقة؟
الأمان الحقيقي لا يُؤخذ، بل يُخلق.
يبنيه الإنسان بنفسه، في أفكاره، ومعتقداته، واختياراته.
لا تسمح لعلاقة أن تُطفئ كرامتك،
ولا تبقَ في مكان يُهمّشك،
ولا تُطفئ ذاتك خوفًا من بداية جديدة.
أنت لست ضعيفًا كما تظن.
كل ما تحتاجه هو أن تحارب مخاوفك بصبر، وتؤمن أنك تستحق الأفضل.
اصنع أمانك بنفسك،
امنحه لنفسك دون أن تتوسّله من الآخرين.
فالأمان النفسي كنز، ومنه تبدأ رحلتك نحو حياة حقيقية
تُشبهك، وتُريحك، وتستحقك.
التعليقات