من الممكن أن يكون طبيب الأمراض النفسية والعقلية جزءا من الحل في سيرورة العلاج لدى المريض، كما يمكن أن يكون جزءا من المشكلة... حقيقة.. انحصرت تجربتي بين اثنين من الأطباء، وغيرت العلاج ثلاث مرات بعد حصولي على التشخيص الصحيح.. الطبيب الأول، كان له الكثير من المرضى بحكم كونه الطبيب الوحيد في المدينة، الذي يختص بمعالجة الأمراض النفسية والعقلية.. ما إن يأتي وقت الجلسة، يسألني بكل برود "كيف حالكِ؟" فأجيب: أنا بخير الحمد لله.. ثم يقول: حسنا... كيف هو الدواء؟ فأرد:
السباحة في عقل خائن
من بين أعراض مرض ثنائي القطب الصنف الأول، جنون العظمة والذهان... فجنون العظمة تعني إيمان المريض أنه شخص خارق، والذهان يعني شم ورؤية وسماع ولمس أشياء غير موجودة، وفي هذه الحالة يكون المريض منفصلا عن الواقع.. بالنسبة لي هذه الأعراض تحقق علاقة متكاملة.. كيف ذلك؟ حسب ما شعرت به، الإيمان بأنني شخص خارق في وقت ما، كان يؤكده لي الذهان... فالمعتقدات الكاذبة التي آمنت بها.. نظرت إليها.. لمستها.. شممتها.. وسمعتها... الأمر كان أبعد من كونه فكرة أو معتقد، الأمر كان
المعاملة الخاطئة للمرض العقلي النفسي
حدثت الكثير من الأخطاء في رحلة علاجي من مرض ثنائي القطب.. أعتقد أن أكبرها هو إلزامي على عدم التوقف لرؤية نفسي وحياتي والتعرف على الزائر الجديد الذي حل بعقلي.. فبعد المرض مباشرة وجدت نفسي مجبرة على الدراسة حتى التخرج، ومجبرة على مواصلة حياتي وكأن شيئا لم يكن.. في ذلك الوقت كنت أستشيط مرضا جديدا لا أعلم ملامحه.. وحلت بي مشاعر لم أفهمها، ولم أعي وجودها حتى... فأنا... لم أعرف أنني مصابة بثنائي القطب إلا بعد تسع سنوات من العلاج... (لأن
بصيرة الألم
لا أدري كيف أبدأ حقيقة... للتعريف بنفسي أنا أدعى "أماني ثنائي قطب" كإسم مستعار... يكفي أن تصل حروفي إلى قلب من يقرأها، لأنني أريد أن أكون كاتبة حول اضطرابي العقلي بروح ورسالة... أنا مصابة باضطراب ثنائي القطب الصنف الأول (اختلالات في كيمياء المخ تسبب اضطرابات مزاجية متطرفة ونوبات هوس واكتئاب حادة) ... المرض لم ينطلق داخل عقلي في سن السادسة عشر أو الخامسة عشر كما يظن الأطباء.. أو كما ظننت أنا سابقا.. المرض بدأ قبل سنوات كثيرة ونتاج تراكمات عديدة
روح تائهة ليست تالفة
جميع الناس الطبيعيين... جميعهم لهم رغبة في الحياة، لهم نفس للركض وراءها.. لهم ما يكفي من الثقة ليعيشوا.. يعيشوا وفق ما تمليه منحيات الحياة ومرونتها.. إلا أنا... أفكر بعمق في كل شيء، لا أرى شيئا مناسبا في كل شيء، ولا أحمل القدرة الكافية التي تمنحني التمتع بالحياة... ضعيفة وعاجزة وكثيرة التعقيد اتجاه كل ما هو عادي لغيري.. لا أدري متى أستيقظ من هذا.. لكن.. أعلم أنني لن أستيقظ.. سيستمر هذا للأبد.. لأنني أرفض التغير إلى شيء آخر عادي لا أعرفه،
مريضة عقلية يمكنها الحديث
تمهيد من الشائع أن المريض العقلي شخص منفلت التوازن، لا يمكنه الحديث برزانة.. حسنا هذه أنا حقا في نوباتي المجنونة... لكن أبدو كشخص عاقل نسبيا عندما آخذ العلاج.. هل سمعتم يوما عن اضطراب ثنائي القطب؟ يقال أنه يحب عقول الأذكياء لذلك يتوجه إليها ليأكلها.. لا أدري إن كان هذا صحيحا، أم مجرد عزاء لي، لأشعر بالذكاء ويخفف عني شعور الوصمة، وكأنني فعلت شيئا خاطئا لأنني مريضة عقلية.. التعريف الطبي للمرض اضطراب ثنائي القطب هو مرض عقلي، يسبب اختلالات في كيمياء