لا أدري.. هل سأصنف كعاقة بكلماتي هذه..
لا أدري حقيقة.. لكنني دائما ما كنت فتاة مهذبة ومطيعة وبي خلل عاطفي ما.. أدّى بي إلى خلل نفسي وعقلي..
رغم ذلك..
لطالما تساءلت.. لماذا لم تبكي والدتي معي يوما..
لا في مواقفي السيئة الملعونة.. لا في ايام مرضي باضطراب ثنائي القطب... ولا حتى يوم وفاة أبي رحمه الله..
ولطالما تساءلت.. عن مسرحية البكاء.. والصراخ والاغماء.. التي قامت بتمثيلها يوم جنازة أبي رحمه الله، في حين أنها كانت تكرهه كرها شديدا وتعامله بسوء شديد.. وتحرضنا عليه.. رغم أنه كان مريضا باضطراب ثنائي القطب..
ولا تزال تكرهه للآن.. أي بعد مرور أكثر من ست سنوات على دخوله القبر.. وتتحدث عنه بسوء يقهرني..
لطالما تساءلت.. عن مواقف كثيرة حدثت معي بسببها.. كقولها أنني قمامة على أهلي القيام بجمعها لأنني قمامتهم الخاصة.. في آخر نوبة لي... حدث هذا عندما اعتذرت عن العبء الذي سببته للعائلة بمرضي..
لطالما تساءلت عن سبب نعتها لي بالبقرة المخصصة للتسمين في مزرعة.. لأنني أعاني من السمنة بسبب دواء اضطرابي الوجداني...
لطالما تساءلت عن سبب.. كرهي لها.. بكائي المستمر.. مقابل شعوري بالذنب..
لطالما تساءلت... عن سمها الذي تنفثه في قلبي وقلب إخوتي جميعا... بكلامها الجارح..
لطالما تساءلت عن سبب.. قولها أنها قامت بالتضحية لاجلنا.. في حين أنها لو كانت تملك الفرصة المناسبة لتركتنا حسب تعبيرها... بكل تناقض..
لطالما تساءلت عن سبب حضور مشاعر الماضي في ذهنها وكأنها مشاعر اليوم.. مشاعر الماضي التي تستحضر المواقف السيئة مع أشخاص.. ذنبهم الوحيد انهم إنسان..
لطالما تساءلت عن سبب اتهامها في شرفي.. عوض أخذي لدى طبيب نفسي في أول نوبة لي..
لطالما تساءلت عن سبب رفضها تزويجي.. رغم أنها قالت أن السبب هو اكتئابي.. وعدم قيامي بازعاجها.. وكأن السبب لم يكن مقنعا لي..
فجأة.. استوعبت أن هناك خطأ.. طلبت تشخيصا واذا بها "نرجسية خبيثة خفية..."
بكل صدق... لم أستطع النوم البارحة.. لم أستطع النوم.. ولا زلت أفكر في طريقة للهروب وطلب المساعدة..
كل شيء داخلي متألم.. مصدوم.. ويحاول التقاط انفاسه بصعوبة..
رغم ذلك قررت أن أتعامل مع الأمر.. بسلاسة.. وسلامة روحية ونفسية.. مع كتابة وعمل جاد وكثير من الدموع..
الحصول على التشخيص ليس سهلا أبدا.. لكنه البداية لشق طريق نحو حل التعافي والشفاء.. بإذن الله..
بكل صدق.. كلماتي الأخيرة اشجع بها نفسي لسبب وجيه.. لكنني محطمة بالفعل.. ولا أدري إلى أين المفر..
التعليقات