رغم أننا نعيش في عصر المعلومات فمازال الكثير من المواضيع الحساسة تُعامل كأنها أسرار محرمة، وما زلنا نترك أبناءنا يتعلمون عن أجسادهم من الإنترنت. لماذا لا نكون نحن المصدر قبل أن يسبقنا الآخرون؟ لقد كنت أُصلي منذ العاشرة تقريبًا، و عند بلوغي، أتذكر شعوري بالقلق والتوتر، ولم أكن أعرف ما هذا؟ أو ماذا أفعل؟ هل أسأل والدتي أم والدي؟ فلم يُخبرني أحد من قبل بشيء يُسمى البلوغ أو متى يحدث، لم أكن أعرف ما هو الاغتسال؟ وبعدها كنت أُصلي فروضي
هل كان الموت أفضل لهم؟
هذه مجرد أفكار تجول في ذهني هل هناك فائدة من متابعة أخبار غزة؟ هل هناك فائدة أن نتذكر كل يوم كم أصبحنا مثل غثاء السيل؟ كثيرًا ما كنت أتخذ قرارًا بعدم متابعة أخبارهم، ثم يؤلمني ضميري وأعود للمتابعة، فكيف أتركهم يُقتلون دون أن يسمعهم أحد؟ لكن بعد مرور أكثر من ٦٠٠ يوم، أشعر أنه ربما كان من الأفضل لو توقفت عن المتابعة، فهم سيُقتلون ويحترقون على كل حال. فإن سماعي لبكائهم وصراخهم لن يفعل شيئًا لهم، لن يملأ بطونهم الفارغة،
صرخته كانت كافية... لكن لا أحد أراد أن ينقذه
لا أعرف من أين أبدأ، هل هناك فائدة من الحديث في أمور لن نخرج منها إلا زيادة في الألم وشعور العجز؟ كانت تكبرني بـ١٢ عامًا، شخص لئيم، تعاملني بكراهية ولؤم منذ صغري، وتقول هذا لي في وجهي. لم أحبها يومًا، كنت أتجنب أن أتواجد معها. كانت دائما ماتدخل في شجار مع والدها (رحمه الله)، وتترك المنزل لتذهب للمبيت عند أقاربها. حتى تزوجت من شخص يشبهها في الدناءة بعد وفاة والدها بقليل. كم كنت أتمنى ألا يُولد طفلٌ في بيت كهذا.
رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ
من وجد الله فماذا فقد، ومن فقد الله فماذا وجد. في عام ٢٠١٣، تعرفت على صديق "أونلاين" اسمه "سامي" عن طريق منتدى لإحدى الألعاب الأونلاين "يوغي". كان يكبرني بعامين ويعيش في مدينة أخرى، وتواصلنا لسنوات عبر الإنترنت دون لقاء. في عام ٢٠٢٠، كان من المفترض أن يتخرج من الجامعة، لكنه اختار أن يرسب في آخر عام ويقوم بإعادة العام الدراسي لبعض الظروف، وبالتالي ذهب إلى التجنيد في عام ٢٠٢١، والحمد لله مَنّ الله عليه بمكان جيد جدًا لقضاء فترة الخدمة،
ابتسامة عابرة لا تغيب عن الذاكرة
عندما كنتُ في العام الدراسي الثاني في الجامعة، طُلِب منّا أن نكوّن مجموعاتٍ من خمسة طلاب، وأن نُعدَّ بحثًا عن أحد الموضوعات. لذلك قررنا الذهاب إلى المكتبة، وفي أثناء الطريق قابلتُ صديقًا ومعه مجموعةٌ أخرى، وكانت من بينهم فتاة تُدعى "رويدا". كنتُ أراها لأول مرة، فهي لا تحضر المحاضرات. كانت ملامحها لطيفة، مبتسمة دائمًا، ونظراتها تبعث على شعورٍ بالدفء. كانت ترتدي بنطال جينز مع قميصٍ نسائي، وتضع حجابًا يغطي نصف شعرها. تحدثتُ معها قليلًا، ربما لبضع دقائق، في بعض الأمور
الضريبة الوردية.. عبء لا يُرى يُثقل كاهل المرأة
منذ فترة، اشترت والدتي حذاءً رياضيًا أسود "كوتشي" فيه زوائد جلدية متصل بها قطع معدنية بلون ذهبي على الجانبين ، وكانت تكلفته مرتفعة عن المتوسط. بعد فترة، انقطعت تلك الزوائد والقطع المعدنية، فقلت لها إنها مجرد زخرفة ولا داعي لإصلاحها،ولا يوجد أثر متبقي لإنقطاعها، بالإضافة إلى أن الحذاء باللون الأسود وذو طابع مناسب للجنسين. لكنها رفضت بشكل قاطع وقالت إنها تريد الأشياء بطابع نسائي، وقررت أن تصلحه حتى لو انقطع مرة أخرى في المستقبل. وهذا الحديث معها ذكرني بما قرأته
عندما صرخت فلم يسمعني أحد: مذكرات طفل منكسر
هذه ليست نصيحةً ولا حكايةً بطولية، فقط وجعٌ قديم أُخرجه. كلماتي التالية تشبه مسمارًا مليئًا بالصدأ دخل جسدي، وسبب تعفنًا لكامل الجسد. في الصف الثاني الإعدادي، وفي أحد الأيام الدراسية، كانت الحصة الأخيرة لمدرس الرياضيات (أ. إبراهيم). وكان يحتاج للذهاب إلى مكان آخر خارج الفصل، فجعلني أقف على الفصل. (وكان من المتعارف عليه في مدارسنا أن يختار المعلم طالبًا لكتابة أسماء المتحدثين أثناء غيابه عن الفصل، على أن يُعاقب هؤلاء لاحقًا عند عودته. وفي بعض الأحيان، كان الطالب نفسه يُهدد
عالم كالندور: البحث عن الانتماء في العصر الرقمي
في أحد أيام العام العاشر بعد الألفية الثانية، قرر والدي الاشتراك في خدمة "الإنترنت" في المنزل. لم أكن أعلم أن هذا القرار سيغير أشياء كثيرة في حياتي، بعضها للأفضل، وبعضها للأسوأ. بعد يومين، كنا في زيارة لخالتي، وبدأ ابنها - الذي يكبرني بأربع سنوات - يعلمني كيف أستخدم الإنترنت، ثم أخبرني عن واحدة من أشهر الألعاب الأونلاين حينها: "مغامرات كالندور". كالندور، وما أدراك ما كالندور بالنسبة لعمر الصغير! للاشتراك فيها، تحتاج فقط إلى إنشاء حساب باسم وصورة من اختيارك. اللعبة
يوسف… صديقي الذي لم ينسَ
في الابتدائية كان لدي صديق اسمه يوسف، كان ضعيف البنية بشكل ملحوظ، يرتدي نظارة بسبب قصر نظره، وكان دائمًا ما يتعرض للتنمر والأذى الجسدي. وفي كثير من الأحيان، كنت أتدخل أنا وصديقي أحمد للدفاع عن يوسف . كنا نسكن في منطقة من المناطق الممتلئة بالمجرمين، وبالتالي كان أبناؤهم هم المتنمرون في المدرسة، وكان من السهل عليهم أن يطاردوك بعد المدرسة حتى بيتك ويقذفوك بالحجارة أو أكياس القمامة. ولذلك، في كثير من الأحيان، ولقرب منزلي ومنزل أحمد من منزل يوسف، كنا