الرسائل التي لم تُرسل
كم من رسالةٍ بقيت حبيسة القلب،
وكم من "أحبك" لم تُقال وبقيت عالقة في الصدر،
وكم من "سامحني، لا ترحل" حجبتها الكرامة،
وكم من توبةٍ لم تُؤدَّ وبقيت في القلب مؤجلة،
وكم من دموعٍ لم تجد من تشاركه البكاء!
ـ رسالة من صديقة لصديقتها ولم تُرسل
كنتِ الخلَّ الوفي، ورفيقة أيامي.
لم تكن نيّتي يومًا أن أؤذيكِ أو أكون سببًا لحزنكِ.
أردت فقط أن أعتذر منكِ، أن تطوي عني الصفح، وأن تبقي في حياتي، لأنكِ كنتِ الرحمة التي تسكنها.
لم أرد أن أخسركِ، لم أقصد إيذاءكِ، لكني أخطأت، وفارقتِني بهدوءٍ مؤلم.
أفكر بكِ دائمًا، وأتمنى أن أشارككِ كل لحظاتي، لكنني لم أفعل.
منعتني كرامتي وكبريائي أن أعتذر... فبقي الاعتذار في صدري، ولم تسمعيه.
يا آسفي على عمري الذي مضى دونكِ.
ـ رسالة من زوج لزوجته بعد الطلاق ولم تُرسل
كنتِ الشمس التي تضيء حياتي، والملاك الذي يلمس كل شيء بحنان فيُصبح أجمل.
لم أُدرك قيمتكِ، وظننتكِ مثل باقي النساء...
رأيتكِ روتينًا مملاً، ولم أعلم أن حياتنا كانت مدينةَ ملاهٍ مملوءة بالحب والمغامرة.
لم أسعدك، ولم أفهمك.
اخترت الانفصال بدلًا من الاحتواء،
والآن أراكِ مع رجلٍ آخر... وفات الأوان.
أحسده، لأنه سينال ما فرَّطتُ أنا به.
ـ رسالة من ابنة إلى أمها المتوفاة
ظننتكِ لستِ الأم المثالية، وتمنيت لو كنتُ لابنةٍ لغيركِ.
كنتُ أظن أنكِ لا تهتمين بي، وكنتُ أحسد أصدقائي على أمهاتهم.
لم أُقبّلكِ كما يجب، ولم أحتضنكِ كما يستحق قلبكِ.
واليوم… أدركت أنكِ كنتِ نوري الوحيد.
آسفة يا أمي… سامحيني.
ليتني أستطيع أن أراكِ مرةً أخرى، أو أن آتي إليكِ.
ـ رسالة من قلبٍ يريد التوبة ولم تُرسل
تمضي السنين، وأكبر أنا، وتكبر ذنوبي وملذّاتي،
أقول: "سأتوب لاحقًا"...
لكنني لا أفعل شيئًا.
أنظر إلى سجادة الصلاة، وأتمنى أن أصلي، ولا أصلي.
أشتاق إلى القرآن، وأعرف أنه راحتي، لكنني لا أقرأه.
أرتكب الذنب، وأضيق بعده، ثم أعود إليه!
لا أحد يمنعني، سوى نفسي.
أحب الله في قلبي، وأخاف أن أبتعد عنه، ولكن… متى أرجع؟
هل سأبقى هكذا؟ أم سيأتي يوم أندفع فيه إلى النور؟
الخاتمة
يجب أن نُدرك جيدًا أن هذه الحياة ليست دار بقاء، بل عبور.
هي قصيرة جدًا، لا تحتمل أن نكتم مشاعرنا، أو نخسر من نحب باسم الكرامة.
لا تظلم من كان لطيفًا معك، ولا تظلم قلبك.
أخرج ما بداخلك في وقته،حتى لا تندم يومًا،على رسالة... لم تُرسل.
التعليقات