في بعض العلاقات، لا تكون المشكلة في غياب الحب… بل في صعوبة تقبّله. يبدو الأمر غير منطقي للوهلة الأولى: من لا يريد أن يُحب؟ من لا يتمنى أن يُرى، ويُحتضن، ويُقدَّر؟ لكن الحقيقة النفسية أكثر تعقيدًا. فالبعض، حين يقترب منهم الحب، يتراجعون. يُربكون العلاقة بسلوك بارد أو دفاعي. يخلقون مسافات لا داعي لها. لماذا؟ لأن الحب ليس دائمًا شعورًا بسيطًا. أحيانًا يُذكّرنا الحب بكل شيء لم نحصل عليه سابقًا. هناك من نشأ في بيئات لم يشعروا فيها بالأمان العاطفي، فصار
Yassen Hassan
"When a thing is done, it’s done. Don’t look back. Look forward to your next objective" .Medical student, Content writer, Book narrator and Voice production نَحنُ نتاجٌ أفعالِنا.
1.72 ألف نقاط السمعة
314 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
لماذا يخون الإنسان؟
عندما يُذكر الخائن، يتبادر إلى أذهاننا مشهد واضح: طرف مُحب طُعن في ثقته، وطرف أناني خان العهد. وهذا تصور لا خلاف عليه من ناحية أخلاقية أو مجتمعية عند أغلبنا. لكن من وجهة نظري هناك وجهًا آخر للخيانة يمكن النظر إليه، هي وجهةنظر لا تبرر بل ربما تفسر هذا الفعل. في علم النفس قد تكون الخيانة مرتبطة بتشوهات ناتجة عن صدمات نفسية سابقة لم تُعالَج، أو حتى حاجات عاطفية مكبوتة تتسلل إلى السلوك بطرق غير ناضجة. في بعض الحالات، لا تكون
العزلة المنتجة
في زمن تتسارع فيه الإشعارات، وتُستنزف فيه طاقتنا بكثرة التفاعل، صارت العزلة خيارًا يلوذ به كثيرون بحثًا عن الهدوء والتركيز. لكن ليست كل عزلة مفيدة، بل يقع خط فاصل بين "العزلة المنتجة" و"الانعزال الاجتماعي" الذي يُنهك الصحة. علم النفس يميّز بين النوعين بدقة: العزلة المنتجة هي انسحاب اختياري واعٍ من التفاعل الخارجي، بغرض استعادة الذات، أو إنجاز مشروع، أو التأمل والتفكر. وهي ما يفعله الكاتب حين يختفي ليكتب، أو المبرمج حين يعزل نفسه ليُنجز تطبيقًا، أو القارئ حين يغلق هاتفه
ماذا لو كان المتحرش مريضًا لا مجرمًا؟
عندما يُذكر التحرش، يتبادر إلى أذهاننا مشهد واضح: طرف ضعيف تم انتهاك خصوصيته، وطرف مُدان يستحق العقاب. وهذا أمر لا خلاف عليه من ناحية قانونية أو أخلاقية. لكن يوجد هناك وجه آخر لهذه الظاهرة يمكن النظر إليه من زاوية مختلفة ربما تبرر هذا الفعل. يُدرج بعض المتخصصين السلوكيات الجنسية القهرية ضمن ما يُعرف باضطرابات السيطرة على الدافع (Impulse Control Disorders) أو اضطرابات البارافيليا في الحالات الأكثر تعقيدًا. هنا يظهر سؤال جدلي قد يسعى إلى تبرئة أو فهم أعمق: هل كل
لماذا نُدين مدمني الإباحية؟
عندما نتحدث عن الإدمان، يتجه تفكيرنا فورًا إلى المخدرات أو الكحول. لكن دعوني أتحدث عن الإدمان على المحتوى الإباحي. هذا النمط من السلوك لا يزال في نظر كثيرين "خطيئة أخلاقية" أكثر من كونه "اضطرابًا نفسيًا". والنتيجة؟ ملايين يعانون في صمت، محاصرين بين الشعور بالذنب ونظرات الإدانة المجتمعية. علم الأعصاب لا يتعامل مع إدمان الإباحية كذنب، بل كخلل في نظام المكافأة داخل الدماغ. الإفراط في التعرض لهذا النوع من المحتوى يؤدي إلى إفراز مفرط للدوبامين، ومع الوقت، يفقد الدماغ حساسيته لهذا
لماذا لا نُقيّم أنفسنا دون الحاجة إلى تقييمات الآخرين؟
أنجزت مشروعًا شعرت بأنه من أفضل ما قدّمت، بذلت فيه وقتًا وجهدًا وتفانيًا من القلب. لكنّي فوجئت بتقييم سلبي من العميل، دون ملاحظات واضحة أو أسباب منطقية. يومها، لم يكن مجرد تقييم سيء، بل كان صفعة على معنوياتي. تأثّرت نفسيًا بدرجة كبيرة، وقررت التوقف عن العمل الحرّ لفترة. ننجز شيئًا نحبّه، ثم لا نشعر بالفخر إلا بعد أن يخبرنا أحدهم أنه جيد. نلبس ما يعجبنا، ثم نعيد النظر في أنفسنا إن لم نحصل على إعجاب كافٍ. نعمل ونتعب، لكن قيمة
لماذا نبالغ في تقديس "الأمومة" رغم آثارها النفسية؟
تبدو الأمومة دومًا منزّهة عن الخطأ، محاطة بهالة من القداسة تجعل مجرد طرح تساؤلات حولها يبدو كجريمة أخلاقية. منذ الطفولة، نُلقَّن صورة "الأم المثالية" التي تحب دون شروط، تضحي دون ملل، وتعطي بلا مقابل. لكن خلف هذه الصورة المضيئة، هناك تجارب كثيرة لأبناء عاشوا مع أمهات لم يكنّ بالضرورة مصدرًا للدعم أو الأمان، بل أحيانًا كانوا سببًا للجروح الأعمق في نفوسهم. علم النفس يميّز بوضوح بين "الأم الداعمة" التي تحتضن نمو الطفل النفسي والعاطفي، و"الأم النرجسية" أو "السامة" التي تستخدم
متى تصبح العزلة شفاءً لا مرضًا؟
في ثقافة تمجّد الانخراط الدائم، يُنظر إلى العزلة وكأنها علامة انكسار أو تراجع، رغم أن علم النفس يميّز بين الوحدة التي تستهلكنا والعزلة التي تستعيدنا. ليس كل انسحاب انسحابًا مرضيًا. أحيانًا نبتعد لا لأننا ضعفاء، بل لأننا نحتاج إلى فضاء نقي يُعيدنا لأنفسنا بعد ضجيج العلاقات، والتزامات العمل، وتشتت الانتباه. تشير الدراسات إلى أن "العزلة الواعية" — حين يختارها الفرد عن وعي وليس عن رفض اجتماعي — ترتبط بتحسن التركيز، وإعادة التوازن العصبي، والتقليل من محفزات القلق. أتذكّر أنني في
لماذا نُرضي الجميع إلا أنفسنا؟
من الصعب الاعتراف بذلك، لكن كثيرين منا يعيشون كما لو أن حب الآخرين أهم من حب الذات، وموافقة الناس أثمن من موافقة الداخل. نضبط كلماتنا، نبتسم رغم التعب، نُلبّي الطلبات حتى حين تضغطنا، نخشى الرفض أو الخذلان، فنقدّم التنازلات باسم "الطيبة" و"الذوق" و"النية الحسنة"، لكننا في الحقيقة نبحث عن شيء أعمق: القبول. في علم النفس الإكلينيكي، يُعرف هذا النمط السلوكي بما يسمى "إدمان التوافق" (People-Pleasing)؛ وهو نمط يتكوّن غالبًا في الطفولة نتيجة اضطرابات في التعلّق. عندما يتعلم الطفل أن الحب
لماذا نُشغل أنفسنا دومًا بشيء ما؟
في أوقات كثيرة، لا نعرف كيف نجلس مع أنفسنا دون أن نفعل شيئًا. نشعر بأن لحظات الفراغ تُربكنا، وتدفعنا للبحث عن أي مهمة، أي مسؤولية، أي شاغل جديد — فقط لنظل في حالة حركة مستمرة. قد نُقنع أنفسنا بأننا “منتجون” أو “نستثمر وقتنا”، لكن الواقع النفسي أعمق من ذلك بكثير. فبحسب نظرية "الانشغال كآلية دفاعية" في علم النفس التحليلي، هذا السلوك لا يعكس دومًا حبًا للحياة أو رغبة في الإنجاز، بل قد يكون وسيلة للهروب من الداخل، من مشاعر لا
كيف تتسلل التربية إلى قراراتنا؟
كثيرًا ما نتخذ قرارات في حياتنا اليومية نظنها نابعة منّا، من وعينا، من قناعاتنا الخاصة، دون أن نلتفت إلى يدٍ خفية تمسك بخيوط هذه القرارات منذ الطفولة. حين نقرر إنهاء علاقة لا نشعر فيها بالتقدير، أو نُصرّ على التضحية في علاقة لا تمنحنا إلا الألم، أو نختار شريكًا يكرّر نفس نمط العلاقات التي شهدناها في صغرنا... في كل هذه اللحظات، ثمة احتمال كبير أن لا يكون القرار محض اختيار، بل صدى لنمط قديم زرع فينا باكرًا. يُشير علم النفس إلى
النجاة من العلاقات المرهقة: كيف نعرف متى نحمي أنفسنا؟
بعض العلاقات لا تكسرنا دفعة واحدة، بل تُنهكنا بالتدريج. بطُرق خفية، ناعمة، أشبه بتسريب بطيء للطاقة، نكتشف بعد أشهر – وربما سنوات – أننا لم نعد نحن. في علم النفس، يُطلق على هذا الإنهاك اسم "الإرهاق العاطفي"، وهو حالة يصل فيها الإنسان إلى أقصى درجات الاستنزاف النفسي بسبب علاقات تحمل أكثر مما تعطي، وتطلب أكثر مما تحتمل، وتتركك دائمًا في موضع التبرير والتقصير، مهما حاولت. ما يجعل الإرهاق العاطفي معقدًا أننا لا نلاحظه بسهولة. فالحب، أو الالتزام، أو الأمل في
كيف نميز بين حبنا لشخص كما هو، وبين تعلقنا بالصورة التي رسمناها له في خيالنا؟
في بدايات العلاقات، يكون كل شيء مشرقًا، مدهشًا، وساحرًا. نظن أننا وجدنا الشخص الذي لطالما حلمنا به. كل تصرف منه يبدو مثاليًا، وكل تفصيلة تعكس عمقًا نادرًا. لكن بعد فترة، تتلاشى تلك الهالة. يبدأ "الواقع" في الظهور، ونبدأ نرى الشخص ذاته الذي أحببناه هو مجرد نسخة خيالية صنعناها في عقولنا. يعود هذا التفاوت المؤلم أحيانًا إلى آلية نفسية معقدة تُعرف بـ"الإسقاط". حيث لا نحب الشخص كما هو، بل نُسقط عليه احتياجاتنا، جراحنا القديمة، وتوقعاتنا اللامعلنة. نُحب الشعور الذي يوقظه فينا،
الاختباء خلف الإنجاز: متى يصبح الطموح هروبًا؟
"أريد أن أحقق المزيد" "لا أشعر أني فعلت ما يكفي" "يجب أن أستغل كل دقيقة" هذه العبارات لا تفارق ذهني، لا أنام منها أحيانًا، أشعر بذنب رهيب حين أضيع بعض الوقت. كم مرة قلنا لأنفسنا هذه العبارات دون أن نلاحظ أن خلفها قد لا يكمن الحلم، بل الخوف! في علم النفس التحليلي، يُنظر أحيانًا إلى الطموح المفرط ليس كمجرد رغبة في النجاح، بل كـ"قناع" يغطي ألمًا لم نواجهه بعد. يتحول الإنجاز إلى وسيلة هروب لا واعية. ننشغل بالمهمات، نركض خلف
الإرهاق الاجتماعي: لماذا نتعب من التواجد مع الآخرين؟
في كل مرة نعود فيها من تجمع عائلي، أو لقاء عمل مطوّل، أو حتى محادثة طويلة مع أحد الأصدقاء، نشعر بشيء يصعب وصفه بدقة… ليس حزنًا، ولا مللًا، بل إرهاقًا داخليًا صامتًا. وكأن أرواحنا خارت قواها من مجرّد "التفاعل". حين نتحدث مع أحدهم، لا يعمل لساننا فقط… بل تنشط شبكات ضخمة في دماغنا مسؤولة عن تفسير لغة الجسد، وتحليل تعبيرات الوجه، وتوقّع ردود الأفعال، ومراقبة أنفسنا في ذات اللحظة. باختصار: عقلنا يعمل وقتًا إضافيًا. ولدى الأشخاص الذين يعانون من القلق
كيف يخدعنا الدماغ عندما نُحب أو نغضب؟
في لحظة حب، قد نشعر بأننا نُحلّق فوق الأرض، وكأن كل ما حولنا يبتسم. وفي لحظة غضب، قد نرى العالم كله عدوًا، وكل كلمة بريئة تتحوّل إلى طعنة. ما الذي يتغير؟ العالم كما هو، لم يتبدل. لكن الدماغ؟ لقد قلب كل شيء رأسًا على عقب. حين نُحب، يُفرز الدماغ كميات هائلة من الدوبامين والأوكسيتوسين، فيتحول المحبوب إلى "أجمل إنسان في الوجود"، وتغدو عيوبه صفات "لطيفة"، وتفاصيله الصغيرة "ساحرة". لا نراه كما هو، بل كما رسمه الدماغ، بعد أن صبغ رؤيتنا
لماذا لم نعد نحتاج إلى الشرح داخل الفصل؟
قضيت سنوات طويلة وأنا أعتقد أن الشرح داخل الفصل أو المدرج هو جوهر العملية التعليمية، وأن المعلم أو المحاضر الجيد هو من يشرح كثيرًا، ويُبقي الطلاب منشغلين بالتدوين طوال الحصة. لكن ما لم أكن أنتبه له أن هذا النموذج – رغم تقليديته – جعلني متلقيًا سلبيًا، ينتظر أن تُوضع له المعرفة في ملعقة، فيتلقاها ويحفظها، وربما ينسى أغلبها بعد الامتحان بل بالتأكيد نسيتها. أتذكر يومًا دخل علينا المحاضر إلى القاعة دون أن يبدأ في الشرح المعتاد أو عرض الشرائح، بل
كيف نُصلح ذاكرتنا المتعبة؟
أحيانًا نشعر أن عقولنا لا تحتفظ بشيء مما نقرأ، وكأن الكلمات تنزلق من الذاكرة مثل ماءٍ من بين الأصابع. نُنهي صفحات طويلة، ونعود لنجد أننا لا نتذكر سوى العناوين – إن تذكرناها أصلًا. الضعف في التذكر لا يعني بالضرورة أن هناك مشكلة في الذاكرة نفسها، بل قد يكون العقل يقول: "ما أعطيتني إياه لم يكن مهمًا بما يكفي، أو لم أفهمه جيدًا، أو لم تمنحني وقتًا لأربطه بشيء أعرفه". ذاكرتنا لا تحب الحشو ولا تُحبّ السرعة ولا تحتفظ بما لا
كيف نحتفظ بالمعلومة لسنوات لا لأيام؟
كنت أدرس لساعات، وأراجع بتكرار، وأتأكد أنني "أتقنت" المعلومة. لكن بعد أسبوع واحد فقط وأحيانًا بعد يوم، كانت تختفي كأنها لم تكن. لم يكن النسيان عادياً…بل محبطًا، مزعجًا، يُشككني في نفسي، ويجعلني أُعيد ما ظننته انتهى. ثم صادفت حلًا بسيطًا… لكنه غيّر كل شيء: التكرار المتباعد (Spaced Repetition). التكرار المتباعد هي تقنية مبنية على أبحاث علم الأعصاب، خصوصًا منحنى النسيان لـ "هيرمان إبنجهاوس". التقنية ببساطة تواكب ديناميكية دماغنا: الدماغ يحتاج تذكيرًا بالمعلومة قبل أن ينساها تمامًا.وكلما راجعت المعلومة في "اللحظة
"الملل" كمحفّز للتعلم العميق: ماذا يقول العلم؟
الملل، تلك اللحظة الرمادية التي لا يحدث فيها شيء. لا تحفيز، لا أحداث، لا جديد. نشعر فيها بأن الزمن لا يتحرك، وأن أذهاننا عالقة في الفراغ. معظمنا يهرب منه. نغرق في شاشاتنا، نبحث عن أي شيء يملأ هذا السكون المربك. سنظن أن الملل عدو، لكن هو أقرب إلى بوابة خفية... نحو التعلم! الملل ليس دائمًا حالة سلبية. بل قد يكون إشارة ذهنية تخبرنا أن الوقت قد حان للانتباه إلى الداخل. بحسب دراسة نُشرت في Academy of Management Discoveries، فإن الأشخاص
كيف تتحدث إلينا أجسامنا؟
ليست كل الأوجاع التي نشعر بها ناتجة عن إصابة واضحة. أحيانًا، يتحدث الجسد نيابة عن النفس التي لا تجد الكلمات. الرقبة المتصلبة؟ قد تكون غضبًا مكتومًا. آلام المعدة؟ ربما قلق مزمن لم يُفصح عنه. الصداع المتكرر؟ ضغط داخلي يحاول التنفيس عن نفسه بأي طريقة. في العيادات، يُقال لنا إننا بصحة جيدة، لكن هناك ألمًا لا تلتقطه الأشعة…وجع لا يفسّره تحليل دم، ولا يُخففه دواء، لأن أسبابه لا تسكن الجسد أصلًا. علميًا، تتداخل الجوانب النفسية والجسدية في علاقة معقدة، حيث يمكن
نهاية اليوم ليست للنوم فقط: ما الذي تفعله بنا اللحظات الأخيرة قبل النوم؟
اللحظات التي تسبق النوم ليست مجرد انتقال جسدي إلى حالة راحة، بل هي منطقة عبور ذهني، يتسلل فيها كل ما أخفيناه طوال اليوم. إنها اللحظة التي نكون فيها وحيدين تمامًا، حتى وإن كنا في بيت مزدحم. العقل ينسحب من تفاعلاته الخارجية، ويبدأ بمراجعة ما حدث وما لم يحدث، من ندم صامت، أو رغبة مؤجلة، أو فكرة كان يجب أن تُقال ولم تُقَل. العجيب أن أغلب التحولات النفسية الكبرى لا تحدث في لحظة إنجاز، بل في هذا الفراغ الذي يسبق النوم.
القلق الإنتاجي: حين يبدو أننا ننجح.. لكننا نموت ببطء من الداخل
ليس من السهل أن نلاحظ علامات الانهيار حين تكون مغطاة بالإنجازات. تبدو الأمور على ما يُرام: المهام تُنجز، الاجتماعات تُدار، الرسائل تُجاب، والأهداف تتحقق. لكن ما لا يُقال، ما لا يُلاحظ، هو الثمن المدفوع داخليًا. في علم النفس، هناك ما يُعرف بـ"القلق الإنتاجي": حالة مزمنة من القلق المقنّع بالكفاءة. يبدو فيها الشخص ناجحًا ومتفوقًا، بينما ينهار على نحوٍ غير مرئي. إنه الإنهاك الذي لا تظهره المؤشرات، لكنه يُخدر المشاعر، يُفقد المتعة، ويحوّل الحياة إلى سباق بلا خط نهاية. نعتقد أننا
كيف تسرقنا "الراحة المزيفة" من أعمارنا؟ دراسة في علم الدوبامين
بدلًا من أن أستلقي لأستريح أو أخرج للمشي، وجدت نفسي أسحب الهاتف، أفتح تطبيقًا أعرفه جيدًا، وأغوص في عشرات الفيديوهات القصيرة، واحدة تلو الأخرى، حتى نسيت أصلًا لماذا أمسكت الهاتف. بعد ساعة، أغلقت الشاشة. لم أرتَح. فقط تأخرت أكثر، وانخفض مزاجي أكثر. هذه ليست راحة، لكنها راحة مزيفة. الراحة المزيفة هي تلك اللحظات التي نلجأ فيها لمشتتات توفر لنا دفعة دوبامينية سريعة، لكنها لا تعيد شحن طاقتنا الحقيقية. تصفها الدراسات الحديثة في علم الأعصاب بأنها استجابة تلقائية للدماغ حين يبحث
الزمن النفسي: لماذا تمر بعض الدقائق كالدهر وأخرى كالبرق؟
أتذكر جيدًا شعوري في بعض المحاضرات الجامعية، حيث كنت أحدّق في الساعة كل دقيقتين، وأظن أن الحصة أوشكت على الانتهاء، لأتفاجأ أنها لم تمضِ سوى خمس دقائق! بينما عندما أقضي يومًا مع أصدقائي، يمر الوقت كثواني معدودات! في لحظات الانتظار أو الملل، تبدو الدقيقة وكأنها لا تنتهي، بينما في أوقات المتعة أو التركيز، تمر الساعات وكأنها ومضة. هذا التباين في إدراك الوقت ليس خللًا في عقارب الساعة، بل انعكاس لما يُعرف بـ"الزمن النفسي"—ذلك الزمن الذي لا يُقاس بالساعات، بل يُقاس