الحب يبقى للأبد، هذا ما كنت أظنه حتى انتهت علاقتي بأكثر شخص أحببته في حياتي. شعرت كأنني فقدت جزءًا من نفسي، وكأن العالم توقف عن الحركة فجأة.

كنت أستيقظ كل صباح على أمل أن يكون كل شيء مجرد كابوس، لكن الحقيقة كانت قاسية، والمشاعر مؤلمة بشكل لا يمكن وصفه. لم أكن أستطيع النوم أو الأكل، وكان الحزن يخنقني في كل لحظة. وسأشارككم معي ما توصلت إليه.

إذا فكرنا في الأمر من الناحية العلمية، سنجد أن الفراق ليس مجرد تجربة عاطفية، بل يؤثر علينا نفسيًا وبيولوجيًا بطرق عميقة. عندما نفقد شخصًا نحب، يتوقف الدماغ عن إفراز الهرمونات التي تعزز مشاعر السعادة والارتباط، مثل الدوبامين والأوكسيتوسين. هذه الهرمونات تجعلنا نشعر بالحب والرضا، وعندما تتوقف فجأة، نمر بما يشبه أعراض "الانسحاب". تمامًا كما يمر الشخص المدمن على مادة معينة بتلك الأعراض عندما يُحرم منها، نشعر نحن بالفراغ العاطفي والتوتر والقلق. الفراق يمكن أن يؤثر أيضًا على أنماط نومنا وأكلنا، ويزيد من مستويات هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون المرتبط بالتوتر. هذا هو السبب في أننا نشعر بالإنهاك الجسدي والنفسي خلال تلك الفترة.

رغم أن الفراق يبدو في لحظته تجربة لا يمكن تحملها، من المهم أن نتذكر أن الألم جزء طبيعي من التعافي. وفهم طبيعة هذا الآلم هي أهم خطوة. لا بأس بأن نطلب المساعدة أو نتحدث مع الأصدقاء عن مشاعرنا، فمجرد مشاركة أفكارنا مع شخص قريب يمكن أن يخفف من عبء الألم. وإذا شعرنا أن الحزن يسيطر علينا لفترة طويلة، فلا نتتردد في استشارة أخصائي نفسي.

الفراق ليس نهاية الحياة؛ بل بداية حياة جديدة أجمل...

أغلبنا مر بتجربة شعر فيها بألم الفراق، فكيف نتعافى من هذا الألم؟