معروفٌ أنّ الإدمان سئ، وأسوأ السئ هو أن تدمن شخصًا. في ذلك الحين ندمن كل تفاصيل وجوده. تصبح كل عيوبه مميزات إن كنا نراها أصلًا. وكل خطأ يفعله هذا الشخص سنملك له مبررات من حيث لا ندري. الحقيقة أننا ندمن المشاعر التي تأتينا معه، وكلما شعرنا بحاجة إليها لجأنا إليه ليزودنا بها. ولكن ماذا إذا كانت هذه العلاقة مؤذية كأن تكون مع شخصٍ نرجسي أو استغلالي؟ في هذه اللحظة سيكون الإدمان كــارثة أكبر.

الأمر يصبح أصعب بمرور الوقت؛ فإن لم نعي بهذا الإدمان في مرحلة مبكرة فسيكون التخلي أقرب إلى المستحيل.

يقول د. ياسر الحزيمي دائمًا إن العلاقات هي هندسة المسافات؛ فتعلم متى ترحل.

فكيف نستطيع أن نرحل مع هذا الإدمان وكيف نتقبل التغير الحاصل مع الفراغ الذي سيتركه ذلك الشخص معنويًا وماديًا؟ قد يكون الانشغال حلًا تقليديًا ولكني لا أجده عمليًا على الإطلاق؛ ذلك أنه بمجرد أن يذهب هذا الانشغال لفترة سيعاودنا التفكير في هذه العلاقة والحزن بشأنها بل ربما نندفع إلى العودة إليها مجددًا واستئناف حلقة الإدمان المفرغة.

والسؤال هنا، هل إدمان الأشخاص في حد ذاته أمر مخيف ويجب علينا الحذر من الوقوع فيه أم لا بأس من الوقوع فيه مع الأشخاص الصحيحين؟

وكيف نستطيع برأيكم تخطي علاقة تعلق إدماني بعيدًا عن الطرق التقليدية المؤقتة التي لا تُعد إلا مسكنات؟