في دراسة حديثة أُجريت على عدة أفراد لا يزالون في المرحلة الأولى من الحب (بضعة شهور فقط)، قام العلماء بتعريضهم لبعض مسببات الألم الجسدي، وفي نفس الوقت أما أن يتواجد الشريك معهم في نفس الغرفة أو بمشاهدة صوره على شاشة مرئية، أو استخدام صور مختلفة كإلهاء لهم، كل ذلك والعلماء يشاهدون المراكز المختلفة التي يحدث بها نشاط في المخ عند تعريضهم للصور، وذلك باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. النتيجة كانت أنه بتعريضهم لصور من يحبونهم، أو تواجدهم معهم، كان ذلك يخفف تأثير الألم بنسبة كبيرة، بشكل مختلف تمامًا عن مسار تخفيفه بوجود مصادر للإلهاء، وذلك لأن المناطق التي يحفزها الألم في المخ هي نفسها المناطق التي يحفزها الشعور بالحب، ووجدوا أن تأثير النواقل العصبية في حالة الحب على مسار الألم في الجسم، هو نفس تأثير مسكنات الألم.

أكثر ما لفت انتباهي في تلك التجربة، أنه من بعض المواقف الشخصية سابقًا، وجدت أن الشعور بالتعاطف والحب (حتى ولو كان حب عائلي أو دعم من الأصدقاء) كان له تأثير كبير جدًا في تحمل بعض الآلام الخاصة بالأمراض الصعبة بل وتقبل فكرة أنها مجرد مرحلة عابرة وستمضي، ربما أيضًا لأن الشعور بالتعاطف والدعم يخفف كثيرًا من الشعور بالتوتر والضغط النفسي وهو أحد المسببات الأساسية للشعور بالألم الجسدي.

من تجاربكوا الشخصية، هل وجدتم أن الشعور بالحب قد يخفف من آلام أصعب الأمراض أو حتى الصدمات؟ وهل يمكن تقديم التعاطف والدعم ربما لأشخاص قد يكونوا غرباء عنا فقط لتخفيف شعورهم بالألم؟