Yassen Hassan

"When a thing is done, it’s done. Don’t look back. Look forward to your next objective" .Medical student, Content writer, Book narrator and Voice production نَحنُ نتاجٌ أفعالِنا.

http://yassenhassan1234@gmail.com

1.72 ألف نقاط السمعة
314 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
ما يخوفني يا مي أن في كثير من الأحيان تكون المواجهة ساحة لتشويه الحقيقة أكثر من كشفها. يقلب الطاولة علينا! بدل الاعتذار أو تحمل المسؤولية، يبدأ باستعراض عيوبنا – أو ما يدّعي أنها عيوب – ويُحمّلنا وزر خيانته. حتى وإن لم تكن فينا تلك العيوب التي يدّعيها، يكفي أن يكررها بثقة حتى نشك في أنفسنا. بعضهم لا يواجه لينهي الأمر، بل ليخرج منه نقيًا في عينيه على الأقل… وليتركنا نتساءل: "هل كنت أنا السبب؟"
بصراحة يا أحمد يدور في ذهني "العاقل لا يلدغ من الجحر مرتين". المشكلة أن الغدر يخلخل الثقة من جذورها، ويجعل أي محاولة لإعادة البناء أشبه بترميم بيت تهدم أساسه.
ربما يكون من السهل أن نقول إن المسامحة ضرورية "لأجلنا نحن"، لنرتاح وننطلق في الحياة، لكن ماذا لو عاد معتذرًا فعلًا؟
 الهدوء الذي تتحدثين عنه قد يكون أحيانًا مجرد قناع للهرب أو وسيلة لتجنب المواجهة التي لا غنى عنها. الصمت في وجه الإهانة لا يُفسَّر دائمًا على أنه سمو أو وعي، بل قد يُفهم ضعفًا أو رضى ضمنيًا، خاصة في عالم لا يعترف إلا بمن يُثبت حدوده بصوت واضح لا يقبل اللبس.
 إدراك الدوافع النفسية لا يُلغي وجع الخيانة، لكنه كما قلت يفتح نافذة لفهم أعمق… وقد يمنحنا نوعًا من السكينة الداخلية. ولكن هل الفهم وحده يكفي أم أن التعافي يتطلب أيضًا مواجهة حقيقية بين الطرفين؟
صحيح أننا نغلق الأبواب حين تُنتهك كرامتنا، لكن ربما… إذا عاد الطرف الآخر معتذرًا بصدق، نازعًا عن نفسه كل تبرير وتزييف، فهذا الاعتراف قد يكون بدايةً لطي الصفحة بسلام. لماذا لا نعطيهم فرصة أخرى؟
الغلام الذي لم يُعنّف ولم يُلام قط، قد يُصبح في حياته العملية شخصًا غير قادر على تقبّل النقد، أو التعامل مع الفشل، أو تحمّل مسؤولية أفعاله. لأنه لم يتعلم أن الخطأ له عواقب، ولم يختبر ما يعنيه أن يُسأل عن أفعاله، فربما يخطئ دون وعي أو استهتار.
بصراحة الطفل لا يحتاج فقط إلى الحوار والاحترام، بل إلى الحزم والانضباط أيضاً. لأن الواقع لا يُعاملنا بلغة المشاعر وحدها، بل بلغة النتائج والقوانين، ومن الأفضل أن يتعلم الطفل هذه الحقيقة منذ البداية، لا أن يُفاجأ بها لاحقًا. نعم، الحوار جيد، ولكن دون إطار واضح من الثواب والعقاب، يصبح الطفل في منطقة رمادية لا يفهم حدودها. التربية باللين وحده قد تُنتج أطفالًا حساسين.
يمكنني القول إن وظيفة المعلم هي من أولى الوظائف القابلة للأتمتة بشكل فعّال، وربما بالكامل. في الواقع، نحن نشهد بالفعل ملامح هذا التحول: منصات تعليمية ذكية تُقدم المحتوى، تقيم الطلاب، وتُعدل أسلوب الشرح بناءً على مستوى كل متعلم. الذكاء الاصطناعي لا يشرح فقط، بل يُتابع الأداء، ويعالج نقاط الضعف بشكل فردي وفوري، وهو ما يصعب على معلم بشري القيام به مع 30 طالبًا في آنٍ واحد. أما عن العواطف والتفاعل الإنساني، فالتقنيات الحديثة – مثل المعلمين الافتراضيين بتقنية الواقع المعزز
أفضل أداة استخدمتها مؤخرا هي notebook Lm
واجهت شخصًا خانني ببرود أعصاب لا يُصدق، لا اعتراف، لا ندم، فقط تبريرات واهية وهروب من المواجهة. في البداية شعرت بالخذلان، لكن بعد فترة من التفكير فهمت أن الخائن في كثير من الأحيان لا يبحث عن العدل أو الحقيقة، بل عن مخرج. كان واضحًا أنه لا يرى الخيانة كما أراها أنا، ولا يعي الألم الذي سببه، كأننا نتحدث لغتين مختلفتين.  لم أعد أبحث عن تفسير من أحد، ولا ألاحق من يختار أن يخذل. أدركت أن بعض الأبواب لا تُغلق بالحوار،
كلما كان الشخص أقرب، كلما كان من المفترض أن نفهمه أكثر، ونعطيه فرصة، لا أن نصعّب عليه طريق العودة. الغريب أن الغرباء يُسامَحون بسرعة لأننا لا نتوقع منهم شيئًا، أما الأحبّة فنُحملهم أضعاف ما نُطيق، وكأنهم ملزمون ألا يخطئوا.
بصراحة، لا أرى في العميل المثالي أي خطر، بل أراه النموذج الذي يجب أن نتمسّك به ونسعى وراءه. لماذا نربط النمو والتاحترافية بالمعاناة؟ هل يجب أن أتأذى نفسيًا أو أستنزف طاقتي في شرح الأساسيات لشخص لا يفقه شيئًا في مجاله كي أعتبر نفسي أتطوّر؟ هذا منطق مُرهق وغير عادل. عن نفسي، مررتُ بعدد لا بأس به من العملاء الذين لا يفهمون طبيعة العمل، ولا يقدّرون الجهد، والأسوأ أنهم يفرضون متطلبات غير واضحة أو متناقضة، ثم يحمّلونك اللوم حين تسير الأمور
رقة القلب لا تعني الصمت أمام الإهانة أو أن حسن الظن يجب أن يُمارَس حتى بعد الخيانة. النقاء لا يعني أن نكون سُذجًا، ولا أن نمضي صامتين في درب الأذى، وكأننا لا نستحق الاحترام. العبور الحقيقي ليس في "النجاة بالنفس"، بل في القدرة على الدفاع عنها، على قول "لا" بوضوح، على إعادة رسم الحدود. لا يُشترط أن يتحول الإنسان إلى نسخة قاسية من نفسه ليحميها، لكن لا يجب أيضًا أن يترك قلبه مرتعًا للطعَنات باسم النُبل.
أذكر تمامًا أنني في طفولتي كنت كثير التساؤل لدرجة أرهقت من حولي، لا أكتفي بإجابة واحدة، بل أتابعها بسلسلة من "لماذا؟" و"كيف؟" و"ماذا لو؟". كنت أركّز في تعابير وجه الآخرين، أفهم إن كانوا غاضبين أو منزعجين حتى دون أن يقولوا شيئًا. أحببت الكتب باكرًا، وكنت أركّب الألعاب بطريقة غريبة ثم أفككها لأعرف ما بداخلها، لا أعبأ إن تعطلت، فالمعرفة كانت عندي أثمن من السلامة. أتذكر أيضًا أنني كنت أجد متعة غريبة في قضاء الوقت وحدي، أرسم أو أكتب خواطر صغيرة،
هذا التنظيم الذي تتحدث عنه يُشبه كثيرًا ما يسميه البعض بـ"الطقس الإبداعي"، حين تتحول العزلة من فراغ إلى مساحة مهيأة للتعبير . كيف تتعامل مع هذه اللحظات غير المخطط لها من الوحدة الخانقة؟
لفتتني كثيرًا فكرتك عن التوازن، وأن الشفاء لا يكون في الانقطاع التام بل في جرعات من العزلة والتواصل معًا، كما يحتاج الجسد للراحة والحركة في آن. لكن، كيف نعرف أننا عدنا لاختيار العزلة بدافع واعٍ، لا هروبٍ متكرر متخفٍّ في هيئة راحة؟
العزلة التي كنت فيها أنت حتى لو بدت منتجة في ظاهرها، ليست دليلًا على وعي أو تحكم، بل كانت مجرد قناع تغطي به مشاعرك غير المعالجة أو تجنّبك المؤلم للعلاقات الاجتماعية. أن تختار الابتعاد بسبب "خيبة الأصدقاء" أو "الواقع المزعج"، لا يجعل الأمر صحّيًا تلقائيًا، بل قد يكون شكلاً من الهروب المُقنّع. حين نحول العزلة إلى طقس مزخرف: شموع، كتب، هدوء... نحن لا نواجه جذور الألم، بل نزيّن قوقعته. وبدلاً من مواجهة صراعاتنا أو علاج هشاشتنا الاجتماعية، نُعيد إنتاجها في
جميل يا أندرو يبدو أنك استطعت تحويل العزلة إلى مساحة حقيقية لإعادة التوازن الذهني والجسدي. الابتعاد عن الهاتف وممارسة الرياضة ليس فقط تفريغًا للطاقة، بل إعادة برمجة للنفس في عالم يفرض علينا التشتت. أثارني في كلامك نقطة إعادة التفكير بعد العزلة… هل لاحظت تغيرًا في طريقة تعاطيك مع الضغوط اليومية بعد أن خصصت هذه المساحة لنفسك؟
شخصًا لم يُرد القرب منك منذ البداية، لكنك أصررت، راقبت، اقتربت، ثم أمسكت — لا باليد فقط، بل بما يشبه التملك. ولم تكن الخدوش سوى رد فعل طبيعي لمن لم يُمنح خيارًا، بل أُجبر على القرب. أنت رأيت الاهتمام، بينما هو رأى تهديدًا، رأيت في ابتعاده لعبة اقتراب، بينما كان يحاول النجاة، لا اللعب. أخطأت منذ اللحظة التي ظننت فيها أن ما يحاول الفرار يجب أن يُحتجز، وأن اليد التي تمسك لا تُسأل لماذا أمسكت. ربما لم تكن القطة من
كان كل شيء سريعًا، دافئًا، يشبه المطر الأول بعد صيف طويل. كنا نضحك كثيرًا، نكمل جمل بعضنا، ونعتقد أننا التقينا أخيرًا بمن "يفهم". لكنني، كما فعلت أنت، انتبهت في لحظة ما أن هذا الشعور الجميل ليس إلا مسكنًا مؤقتًا لوحدة داخلية، لا أكثر. أذكر تمامًا تلك الليلة التي قررت فيها أن أضع حدًا. قلبي انكمش، وكان القرار قاسيًا، لكن الصدق مع النفس أقسى إن تأخر. تألمت، نعم، لكنني لم أندم. تعلمت أن بعض العلاقات تبدأ لتوقظ شيئًا بداخلنا، لا لتستمر.
أتذكر فترة معينة في حياتي، كنت أرتاد فيها الأماكن وحدي كما تفعل تماماً. كنت أجلس في المقهى ذاته أياماً متتالية، أراقب الناس يضحكون ويتبادلون القصص، بينما أرتشف قهوتي كأنني أُدرب نفسي على أن أكون صديقاً لذاتي. لم تكن الوحدة قراراً حينها، كانت نتيجة… لخيبات متراكمة، لعلاقات لم أجد فيها ذاتي، ولأحاديث كنت أخرج منها فارغاً رغم امتلاء الكلمات. لكني أقول لك شيئاً اختبرته: في العزلة، يتقشر الزيف، وتبقى فقط الأشياء الحقيقية. لم أعد أحتمل العلاقات العابرة، ولا التجمّلات المرهقة. أصبحت
القوة لا تكمن دائمًا في انتظار الأمنيات، بل أحيانًا في دفنها بوعي، والاعتراف بانطفائها الكامل، ثم الوقوف مجددًا على أرضية خالية من الأوهام. ذلك التفاؤل الحذر الذي نتمسك به قد يتحول إلى قيد ذهني، نخشى فيه الرضا الكامل، ونرفض فيه التسليم، فنظل عالقين في المنتصف، لا نحن من الساعين حقًا، ولا نحن من الناجين من الانتظار الطويل.
تذكّرت وأنا أقرأ هذه الكلمات أول مرة بدأت فيها ألاحظ تكرارًا غريبًا في ردود أفعالي: في كل مرة أقترب من إنجاز حقيقي، مشروع مهم أو فرصة كبيرة، كنت أجد نفسي – بشكل غير مبرر – أؤجل، أُهمل، أو أخلق أعذارًا لعدم الإكمال. في البداية كنت أظن أنني "كسول"، أو أنني أفتقر للانضباط، لكن حين جلست مع نفسي بصدق، وبدأت أكتب كل مرة شعرت فيها بنفس الشعور، اكتشفت نمطًا دقيقًا: كل تلك الفرص كانت تحمل احتمالًا عاليًا للظهور أمام الناس، للمساءلة،
منذ فترة كنت أمر بمرحلة شعورية رمادية لا حزن واضح ولا سعادة واضحة، فقط حالة من الخمول الداخلي. لاحظت أن غرفتي كلها بألوان باهتة: جدران بيضاء، ستائر رمادية، ومكتب بلون بني باهت. لم أكن أظن أن ذلك يؤثر فيّ، حتى قررت يومًا أن أضيف لمسة من الأصفر والتركواز إلى الغرفة: غطاء وسادة، لوحة فنية، وسجادة صغيرة. المفاجأة أنني بدأت أستيقظ بروح أخف، شعرت أن شيئًا ما تغيّر، حتى دون وعي مني. أصبحت أكثر نشاطًا، ووجدت نفسي أكتب أكثر وأؤجل أقل.