ربما أكثر ما يثير دهشتي ويستفزني هو الإنسان الذي لا يحمل في قلبه حبًا، ولا يعرف للود أو اللطف طريقًا.

يعيش حياته بقلبٍ متكبر، جافٍ، مليء بالحقد تجاه كل ما هو جميل.

لو رأى أحدًا يتعذّب أمامه، لا يمدّ له يد العون، بل يستهزئ به.

يقلل من شأن كل من حوله، ولا يقابل الود بالود، ولا الحب بالحب.

كل ما يقابله يرده بالكراهية، بالأذى، بالتمرّد.

يصعّب حياة الآخرين ويؤذيهم دون أن يشعر، وربما يكسر قلوبهم دون أن يكترث.

وفي نهاية الطريق، يتوهم أنه الملاك الجميل، الضحية الدائمة،

بينما هو من أسوأ ما وُجد على هذه الأرض.

لا تقسُ على كل شيء في حياتك.

كن لطيفًا، وديعًا، أينما حللت، وابدأ بزرع الود في بيتك أولًا.

فالحياة قصيرة جدًا، وإن كنت قاسيًا فيها، ستقسو عليك الأيام، وربما تكون نهايتك قاسية كذلك.

كل موقف وكل قسوة تفعلها، ستعود إليك يومًا ما، مهما بلغت قوتك.

فهل أصبحت القسوة طبعًا يصعب تغييره؟

أم أن ما نراه من قسوة هو نتاج لوجعٍ أعمق؟