"القدر موكل بالمنطق " : كيف تُصاغ المصائر من اللغة !! .... هل يمكن أن تتحول الكلمات التي ننطق بها إلى أفعال لا شعورية تُعيد تشكيل واقعنا؟ تشير الأبحاث الحديثة في علم النفس المعرفي والاجتماعي إلى أن اللغة المنطوقة تلعب دورًا جوهريًا في تشكيل الإدراك، وتوجيه الانتباه، وإعادة تنظيم البنية المعرفية للفرد. فالخطاب الداخلي والخارجي ليسا مجرد وسيلتين للتعبير عن المحتوى العقلي، بل يمثلان آليتين تنظيميتين تؤثران على السلوك والانفعالات وحتى النتائج المستقبلية. من هذا المنطلق، يتقاطع التراث الثقافي مع
هل الأطفال "ملك" لوالديهم؟ أم أنهم كائنات مستقلة ينبغي احترام إرادتهم؟
" الأطفال بين الملكية والاستقلال " لطالما شكّلت علاقة الوالدين بأطفالهم إحدى أكثر العلاقات الإنسانية تعقيدًا وتأثيرًا. ففي مجتمعات كثيرة، يُنظر إلى الطفل بوصفه "ملكًا" لوالديه، وهو تصور يتغلغل في الخطاب اليومي: "ابني أفعل به ما أشاء"، أو "أنا أعرف مصلحته أكثر منه". هذا التصور، رغم جذوره الاجتماعية والثقافية والدينية، يُخالف في جوهره ما تؤكده الدراسات النفسية الحديثة حول النمو، والاستقلالية، وتشكّل الهوية. فهل الطفل هو "ملك" لوالديه ؟ أم أنه كائن مستقل ينبغي احترام إرادته؟ من منظور علم النفس
"التوظيف العاطفي للطفل في النزاعات السياسية والاجتماعية .. إلى أين!؟"
" حين يصبح الطفل سلاحًا في الصراعات الاجتماعية " في خضم التوترات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المجتمعات العربية، برزت ظاهرة مقلقة ومثيرة للجدل ، وهي توظيف الأطفال كرموز عاطفية في ساحات الاحتجاج أو كدروع أخلاقية في الخطاب العام. تُرفع صورهم في المسيرات، تُستعرض معاناتهم في المنشورات، ويُستدعى "وجعهم" لإدانة الخصوم وكسب التعاطف... فهل الأطفال أدوات أم أفراد؟ ومتى يتحول الدفاع عنهم إلى استغلال نفسي واجتماعي؟ إن توظيف الأطفال كرموز أخلاقية في النزاعات الاجتماعية والسياسية يمثل إشكالية معقدة تتقاطع فيها الاعتبارات
" لماذا يبالغ الأغبياء في تقدير أنفسهم !؟ "
هل تساءلتم يومًا لماذا يبدو بعض الأشخاص واثقين جدًا من أنفسهم، حتى عندما لا يمتلكون المعرفة أو المهارات الكافية في مجال معين ؟ ربما قد يرجع الأمر إلى متلازمة دانينغ-كروجر، وهي انحياز إدراكي يجعل الأفراد ذوي الكفاءة المنخفضة يعتقدون خطأً أنهم أكثر كفاءة مما هم عليه في الواقع. بينما على العكس، قد يعاني الأشخاص ذوو الكفاءة العالية من الميل إلى التقليل من شأن قدراتهم، ظنًا منهم أن ما يعرفونه يعرفه الجميع. سُميت المتلازمة على اسم ديفيد دانينغ وجاستن كروجر، وهما
هل هو حب أم إسقاط نفسي ؟
تشير العديد من الدراسات والنظريات النفسية إلى أن الحب، بوصفه تجربة إنسانية معقدة، قد لا يكون في جوهره مجرد استجابة عاطفية تلقائية تجاه شخص آخر، بل هو غالبًا تعبير غير واعٍ عن حاجات نفسية داخلية لم تُشبَع في مراحل مبكرة من الحياة. فوفقًا لنظرية التعلق (Attachment Theory) التي طورها جون بولبي (John Bowlby)، فإن نمط العلاقة التي نشكلها مع مقدمي الرعاية في الطفولة يؤثر بشكل مباشر على الطريقة التي نُنشئ بها علاقاتنا العاطفية لاحقًا. فالأشخاص الذين نشأوا في بيئة غير
" هل أصابتني متلازمة اللايكات !؟ "
قد يبدو الأمر طريفًا، لكن الحقيقة أن كثيرًا منا يشعر بهذا الانجذاب الغريب نحو الإشعارات التي تظهر عند كل لايك أو تعليق. في البداية، بدأت أنشر في صفحتي على فيسبوك المخصصة للاستشارات النفسية، ثم توسعت مساهماتي إلى منصة حسوب حيث وجدت نفسي وسط مجتمع يقدر المعرفة والتفاعل البناء. لكن ماذا يخبرنا العلم عن سبب هذا الانتظار والترقب المستمر؟ وما الدوافع النفسية التي تقف وراء شعورنا بالسعادة عند وصول إشعار جديد؟ من الناحية النفسية، يتصل هذا السلوك بحاجاتنا الأساسية كبشر، وبشكل
لو كنت تُجيد التهوين... هل كانت مشاكلك ستبدو بهذا الحجم؟
من أكبر النعم التي يمكن أن تحمي الإنسان من الانهيار أمام المصاعب . هي نعمة التهوين تخيّلوا معي... كم مرة شعرتم أن مشكلة تواجهكم هي أكبر من قدرتكم على التحمل؟ وكم مرة بدا لكم أن الحل مستحيل، فقط لتكتشفوا بعد فترة أن الأمر لم يكن بتلك الصعوبة؟ دعونا نتفق على شيء: المبالغة في تضخيم المشاكل هي ما ينهكنا، وليس المشكلة ذاتها. نعم، المشكلة جزء من الحياة، لكنها ليست الحياة كلها. فكروا للحظة، ماذا لو تعاملنا مع مشاكلنا بنوع من التهوين؟
لا تقل لإبنك" أنا فخور بك " !!
لا تقل لابنك "أنا فخور بك"! عندما سمعت هذه الجملة لأول مرة، شعرت بالدهشة، وربما لديك نفس الشعور الآن. لكن، لماذا؟ ماذا يعني الفخر؟ الفخر هو الشعور بالرضا والسعادة نتيجة لإنجاز مشرّف يعزز قيمتنا الذاتية. لذا، عندما نقول للطفل: "أنا فخور بك"، فإننا نربط نجاحه بشعورنا نحن، وكأن إنجازه أضاف قيمة لنا، وليس له هو. وهذا ليس صحيحًا، لأن الطفل يحتاج إلى أن يدرك أن نجاحه أو فشله يؤثر عليه هو في المقام الأول، وليس على أحد آخر. عندما يفهم
خوفك من الموت، قد يكون هو دافعك للموت !!
"خوفك من الموت، قد يكون هو دافعك للموت." عبارة تبدو متناقضة، لكنها تختصر واحدة من أكثر التجارب النفسية تعقيدًا وألمًا ، منذ أيام، صادفت فيديو مؤثرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر فيه فتاة أجنبية تعمل كمؤثرة رقمية، تمت دعوتها من قِبل شركة سياحية لتجربة منطاد طائر والترويج له. وكأي تجربة ترويجية، صعدت الفتاة إلى المنطاد، وحلّقت في السماء لفترة وجيزة. غير أن ما حدث بعدها، كان خارج التوقع تمامًا. فجأة، بدأت الفتاة تصرخ وتترجى الفريق التقني بأن ينزلوها فورًا. لكنها
حين يُختبَر القلب
في قصة الذبيح، عندما أمر الله سبحانه و تعالى سيدنا ابراهيم عليه السلام التضحية بإبنه سيدنا اسماعيل عليه السلام الذي جاءه بعد طول صبر و انتظار ، لم يكن الإمتحان في السكين، بل في - صفاء التسليم - لحظة فارقة يُختبر فيها مدى نقاء التوكل، وصدق التعلق بالله وحده. إبراهيم لم يقدّم ابنه فحسب، بل قدّم كل ما يربط القلب بغير الله. قدّم الحلم، والانتظار، والحنين، وكل ما يمكن أن يعلّق الروح بالأرض. كان الذبح في الحقيقة ذبحًا لروابط التعلق،
آثار الطفولة الصامتة... كيف تلاحقنا دون أن ندري ؟
في أعماق ذكرياتنا الطفولية، تترسخ جروح لا تُرى بالعين المجردة، لكنها تصنع شخصيتنا وتوجه سلوكنا مدى الحياة.... كنت في نقاش مع إحدى الصديقات حول موضوع الضرب و الاساءات النفسية في الطفولة وتأثيرها على شخصية الفرد ، فإذا بها تسترجع ذكرياتها في الطفولة، وقالت لي الجملة الشهيرة التي ترددها بعض الأمهات المؤيدات للضرب كوسيلة تربوية "الضرب كان يطلع أجيال متربية، والإساءات النفسية والانتقاد السلبي كان يشجعنا، وبسببه طورنا من نفسنا و كان حافز لينا اننا نتغير ، والحمد لله درسنا ونجحنا
العقل يحب منطقة الراحة و يعشق المألوف ...
"العقل يعشق الأنماط المألوفة، حتى لو كانت مؤذية… ولهذا تجد نفسك تعود إلى نفس الأخطاء والعلاقات" الفكرة أن عقولنا تميل إلى تكرار الأنماط التي نعرفها، حتى لو كانت هذه الأنماط مؤذية. مثلًا، قد تجد شخصًا يقع دائمًا في علاقات غير صحية، أو يعيد نفس العلاقات و مع نفس الأشخاص أو يكرر نفس الأخطاء في حياته، ليس لأنه لا يتعلم، ولكن لأن عقله يرى هذه الأنماط مألوفة، وبالتالي يعتبرها "آمنة" حتى لو كانت مؤذية. الغريب أن العقل البشري لا يبحث عن