Hassiba Azzaoui

أخصائية نفسية مهتمة بمشاركة و تبادل المعرفة،أسعى لأكون جزءًا من مساحة تُشجّع على التفكير والتعلم المستمر ، أشارك بعض ما تعلّمتُه من مجالي وما زلت أتعلمه كل يوم من الحياة ومن الناس

162 نقاط السمعة
7.11 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
أن الحماية والرعاية للأطفال يجب أن تكون أولوية فوق كل اعتبار. لكن في بعض الأحيان، عندما نمنع الفتيات من تحقيق رغبتهن، نجد أن الكثير منهن قد يلجأن إلى الهروب، أو البقاء في علاقات غرامية سرّية مع الشخص ذاته، وقد يتطور الأمر إلى الدخول في ممارسات غير شرعية تنتهي بما لا يُحمد عقباه. فكيف يمكن التعامل مع مثل هذه الحالات !؟
اتفق تمامًا مع فكرتك المشاعر لا تعني النضج، وأن النية أو الرغبة العاطفية لا تكفي لاتخاذ قرار مصيري مثل الزواج. الوعي بماهية الزواج ومسؤولياته هو حجر الأساس، وهذا الوعي لا يتكوّن في عمر الطفولة أو المراهقة، بل يحتاج لخبرة، نضج نفسي، واستقلال فكري. والدور الحقيقي اليوم هو أن نساعد هؤلاء الفتيات على فهم دوافعهن العاطفية، وتوجيهها بدل محاكمتها أو تركها تنضج في بيئة مشوشة بل حمايتها حتى تتعلم ماهي الحرارة اولا وتقرر. لكن أحيانًا، عندما نمنع الفتيات من اتباع رغباتهن،
نعم، الموضوع فعلًا معقد ويستحق التأمل ، نحن بحاجة الى أن نفهم جوانب الظاهرة حتى عندما تأتي عن رغبة ، ففي الكثير من الحالات، تكون "رغبة القاصر" مجرّد استجابة مشوشة لاحتياجاتها النفسية التي لم تجد من يلبيها بطرق صحية، فتتجه نحو فكرة الزواج ظنًا منها أنه مخرج أو إثبات لذاتها. التساؤل الحقيقي هو: كيف يمكن للمجتمع أن يوازن بين التقاليد والحماية الفعلية للأطفال؟ وهل نحتاج لتوعية وتغيير نظرة عامة نحو هذه القضايا؟ الجواب من وجهة نظر نفسية هو: نعم، نحتاج
صحيح أن بعض الأشخاص الذين يعيشون عقلية الضحية لا يرون دورهم في ما يحدث، لكن هذا لا يعني أنهم غير مسؤولين. بل هنا تحديدًا تكمن المشكلة : أن الشخص يرفض أو يعجز عن رؤية نفسه كجزء من الموقف، ويستمر في إسقاط كل ما يحدث على الآخرين. وهذا بحد ذاته تهرب من المسؤولية، حتى لو لم يكن واعيًا. الإنسان العاقل لا يعيش معزولًا عن نتائج أفعاله ، حتى لو لم يكن التمسك بدور الضحية قرارًا واعيًا، فهذا لا يلغي المسؤولية، لأن
فعلاً الجذور التربوية والاجتماعية لها تأثير كبير في تشكيل طريقة تفكير الفرد ونظرته لنفسه، وقد تزرع فيه شعور العجز منذ الصغر. لكن في نفس الوقت، لا يمكن الاكتفاء بإرجاع كل شيء للمجتمع والبيئة، لأن هذا بحد ذاته امتداد لعقلية الضحية — أن نُسقِط المسؤولية بالكامل على عوامل خارجية الإنسان لديه مساحة للتفكير، والمراجعة، والخروج من الأدوار التي وُضِع فيها. الوعي مسؤولية، والتغيير لا يبدأ إلا عندما نتحمل نصيبنا من المسؤولية حتى وإن لم نكن السبب فيما حدث لنا... نحن لا
صحيح أن الجمال الطبيعي لا يزال حاضرًا بقوة، خاصة في البيئات غير المتأثرة كثيرًا بالمظاهر المصطنعة. لكن عندما نتحدث عن "الأغلبية"، نلاحظ أن هذه الظاهرة أصبحت أكثر انتشارًا مقارنة بالسنوات الماضية. لم يعد الجمال الطبيعي هو السائد، فحتى من لم تُجرِ عملية تجميل كبيرة، غالبًا ما تلجأ إلى حقن الفيلر، أو تكبير الشفاه، أو توريد الخدود، أو تركيب الرموش الاصطناعية. قد لا تكون عمليات تجميل بالمعنى الجراحي، لكنها تغييرات مستمرة تُحدث فرقًا في الشكل العام. دعينا نكون صريحين : نسبة
الوعي فعلًا هو خط الدفاع الأول، والرجوع إلى الذات هو ما يُبقي الإنسان في توازن بين الرغبة في التجمّل وبين الحفاظ على هويته.
فعلا ... من منظور نفسي، ما ذكرتِه يتوافق تمامًا مع مفهوم "إدارة الطاقة لا الوقت"، وهو مبدأ مهم في علم النفس الإيجابي وتنظيم الذات، حيث لا تُقاس الفعالية بعدد المهام المنجزة، بل بمدى توافقها مع طاقتنا الحالية واستعدادنا النفسي. عندما تتراكم الأدوار دون فواصل أو إعادة ترتيب للأولويات، يبدأ الجهاز النفسي بالدخول في حالة "الإرهاق المزمن" حتى دون وعي مباشر، وقد تظهر مؤشرات ذلك في صورة تقصير غير مقصود، أو تراجع في الحضور الذهني والعاطفي. لكن وعيك بالتخفيف التدريجي، وحذف
بالفعل، التوازن بين العمل والحياة المنزلية لا يعني السعي للكمال، بل يرتكز على الوعي بالذات والقدرة على اتخاذ قرارات مدروسة تتماشى مع المرحلة التي نعيشها. من المهم أن تدرك المرأة أن وضع الحدود الصحية لا يُعد أنانية، بل هو ضرورة للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية. كما أن القدرة على قول "لا" دون شعور بالذنب تُعد من أهم مؤشرات النضج العاطفي. فالتوازن الحقيقي لا يُقاس بعدد المهام المنجزة، بل بمدى شعورنا بالرضا والسلام الداخلي أثناء تأدية أدوارنا المختلفة.
ما قاله الدكتور مصطفى محمود يُؤخذ كجزء من رؤيته الفلسفية، وليس كحقيقة مطلقة أو قاعدة تنطبق على كل النساء. نعم، يمكن النظر إلى بعض ممارسات التجميل بوصفها نوعًا من الهروب ، لكنها لا تعني بالضرورة أنها كذب. النساء – مثل الرجال – يتأثرن بالضغط المجتمعي، وبما يُروَّج له ، فحين تصبح معايير القبول مرتبطة بالشكل، يصبح التجميل وسيلة للتكيّف فقط . اما الكذب ، فهو حين يزيف الإنسان نواياه أو يؤذي غيره عمدًا، لا حين يحاول التجمّل ليشعر بالثقة أو
للأسف، هناك بعض الفتيات من شدة هوسهنّ ببعض الفنانات والمؤثّرات" الجذّابات " – على حدّ قولهنّ – لم يقتصر الأمر بهنّ على تقليدهنّ في المستوى الظاهري فقط، بل تعدّى ذلك إلى تقليد شخصيّاتهنّ أيضًا. منذ فترة قصيرة، صادفت تعليقًا لفتيات على صفحة مؤثّرة في تطبيق "تيك توك"، كانت إحداهنّ تسأل في تعليق كيف يمكنها امتلاك شخصيّة مثل شخصيّة تلك المؤثّرة الجذّابة والجميلة (جمال اصطناعي طبعا ) .. فنصحتها إحدى المتابعات بأن تُشاهد فيديوهاتها يوميًّا، وأن تتدرّب على أسلوبها في الردّ،
أتفهم تمامًا وجهة النظر التي عبّرتِ عنها، وهي صحيحة من نواحٍ كثيرة ، صحيح أنني تحدّثت في النص عن فقدان المرأة لإشراقها حين تُلغي ذاتها تمامًا، لكن لم يكن المقصود أبدًا أن "عدم العمل" يساوي "فقدان الذات"، بل المقصود هو إلغاء الاحتياجات الداخلية والتجاهل المستمر للذات، سواء كانت المرأة عاملة أم غير عاملة. المرأة المتفرغة لأسرتها يمكن أن تكون في قمّة التوازن، والرضا، إذا كانت تعيش دورها عن قناعة وتملك مساحة لنفسها. كما يمكن أن تكون المرأة العاملة منهكة ومتعبة
فعلاً التجارب المؤلمة تجعل الشخص يتجنب حتى ما لا يستدعي الخوف. لكن وعي مثل هذه الأنماط هو أول خطوة لفهم النفس وتغيير ردود أفعالها ..
الغريب أنني لا أملك سببًا واضحًا لهذا الشعور، لكنه حاضر متسلل ، كأن السعادة لا تليق بي، أو كأنني لا أستحقها تمامًا وأحيانًا، حين أبتسم، أشعر أنني أرتكب خطأ، وأنني سأدفع ثمنه لاحقًا. تكرار التجارب التي يقترن فيها الفرح بألم أو خسارة يؤدي إلى تكوّن ارتباط شرطي في الدماغ بين الشعور الإيجابي واحتمال الخطر، مما يدفع الجهاز العصبي إلى استنفار استجاباته التحذيرية كلما ظهرت بوادر السعادة... لكنني بدأت أتعلم مؤخرًا أن هذا الخوف ليس حقيقة، بل مجرد ظل من تجارب
فعلاً، ما نمر به من تجارب وخبرات سابقة يترك أثره على طريقة استقبالنا للمشاعر الإيجابية، وغالبًا يكون الحذر من الفرح آلية لحماية النفس من خيبة محتملة. وأنا أتفق معك أن تجاوز هذه البرمجة لا يكون فقط من خلال الوعي المعرفي، بل يحتاج إلى تدريب مستمر على الاستقبال، وعلى كسر أنماط التفكير القديمة تدريجيًا.
شكرًا للتوضيح عزيزتي، أدركت الآن أن التعليق لم يكن موجّهًا لي. ومع ذلك، لفتني الأسلوب المستخدم، لأنه حتى في سياق الاختلاف العلمي، لا أرى مبررًا للحديث بلهجة تحمل استفزازًا أو تقليلًا من الآخر. كان من الممكن طرح الفكرة بشكل أرقى وأكثر احترامًا. فالاختلاف لا يُفسد المضمون، لكن الأسلوب قد يُفسد الحوار
أعجبني كيف لخصتِ الفكرة يا نورا، لأن النقطة الجوهرية فعلًا هي أن الذاكرة، في كثير من الأحيان، لا تحتفظ بالحدث كما هو، بل تعيد تشكيله وفقًا للسياق والانفعالات، مما يجعل بعض الذكريات أداة نفسية للتكيف أكثر من كونها سجلًا دقيقًا للواقع.
إن شاء الله عزيزتي ، من دواعي سروري ، سأشارك الموضوع هذا في أقرب وقت
غالبًا لا يثق الأهل ببناتهم بسبب الخوف العميق الذي زرعته الثقافة المجتمعية التي تربط سمعة الأسرة بسلوك البنت، مما يدفع الأهل إلى التشدد والمراقبة بدافع الحماية ، لكن هذا الخوف غالبًا ما يتحول إلى شك وتحكم حين يغيب الحوار والثقة المتبادلة، ويظن الأهل أن السيطرة على الفتاة هي الطريقة الوحيدة لضمان سلامتها، في حين أن الثقة والتربية الواعية هي الأساس الحقيقي للأمان...
أظن أن الصدمات لا تجعل الإنسان أقوى، بل تحطمه إلى شظايا. ليس بالضرورة أن تُحوِّل الصدمات الإنسان إلى شظايا، فالأمر يعتمد على مرونة الشخص وصلابته النفسية. قد تؤثر صدمة معيّنة في شخص، بينما يتجاوزها آخر بسهولة. كما أن الصدمة تختلف من حيث الشدة، ومن حيث استعداد الشخص لها؛ فالشخص الذي يتوقّع الحدث المؤلم يكون تأثيره عليه أخف من شخص لم يتوقّعه. وهذا ما يُشكّل مفهوم الصدمة، فمن بين شروطها أن يكون الحدث الصادم غير متوقّع، ويُهدِّد حياة الفرد الجسدية أو
في حال لم يكن الفرد قادرًا على الوصول إلى دعم نفسي متخصص، ويعيش في الوقت ذاته مشاعر غضب ناتجة عن صدمة أو أذى تعرض له، فإن الخطوة الأولى في المساعدة الذاتية تبدأ بالاعتراف بمشاعره كما هي، دون إنكار أو محاولة كبت. الغضب أو الألم هو رد فعل طبيعي على تجربة مؤلمة، ويجب التعامل معه بفهم واحتواء . يمكن استخدام وسائل تفريغ صحية مثل الكتابة، التحدث مع شخص موثوق، أو ممارسة نشاط بدني يساعد على تصريف التوتر العاطفي. من الضروري أيضًا
ما يحتاجه الشخص في مثل هذا الوضع، هو أولًا أن يعترف بأن ما مرّ به كان مؤلمًا، دون أن يلوم نفسه أو يبحث عن أعذار لمن تسببوا له في الأذى. ثم يبدأ بالتدريج في ممارسة التعاطف مع ذاته، والبحث عن طرق صحية لفهم تجربته وما تركته بداخله. في كثير من الحالات، يكون من المفيد – وأحيانًا الضروري – اللجوء إلى مختص نفسي، لأن الدعم النفسي يُساعده على الشفاء، وتفكيك ما اختلط من مشاعر وأفكار. ومع الوقت، يمكن للإنسان أن يعيد
شكرًا على محاولتك المكثفة لإعطاء درس "مجاني" في الفرق بين إعادة التأطير الإدراكي والذكريات الزائفة، رغم أنني لم أخلط بين المفهومين أصلًا، لكن يبدو أن الحماسة في كتابة عرض عضلات معرفية أنستك أنني تحدثت عن "جزء " من الظاهرة لا عن "كلّها " الحديث عن أن الدماغ يعيد بناء الحدث لحماية النفس هو مدخل معروف في تفسير كيف تتشكل بعض الذكريات الزائفة، وليس تبسيطًا "مخلًا" كما وصفته، بل توصيف مدروس يُستخدم في علم النفس العلاجي وفي أبحاث Elizabeth Loftus نفسها
لم يحدث لي هذا إلا عندما أتعرض لموقف ما أو أشاهد شيئا ما فأشعر بأنني رأيته من قبل أو حدث سابقا بنفس هذه التفاصيل جميعها هذه الظاهرة لها علاقة بطريقة معالجة الدماغ للمعلومات، وقد يرتبط بخلل مؤقت في التواصل بين مناطق الذاكرة قصيرة وطويلة المدى. أما الذكرى غير المنطقية التي تحدثت عنها ، فهي أقرب إلى الذكريات الزائفة، حيث تُخزَّن تجربة خيالية أو حلم أو حتى إيحاء خارجي في الذاكرة وكأنها تجربة واقعية فعلية. الفرق بين الظاهرتين أن الذكرى الزائفة
مبادرة رائعة فعلاً ، ربي يوفقكم ويسدد خطاكم، محتاجين فعلاً لأصوات توازن هذا الطغيان الإعلامي وتسلط الضوء على النماذج الملهمة . كيف يمكنني متابعة هذه المبادرة ؟ هل لديكم صفحة أو حساب معين على مواقع التواصل؟