في قصة الذبيح، عندما أمر الله سبحانه و تعالى سيدنا ابراهيم عليه السلام التضحية بإبنه سيدنا اسماعيل عليه السلام الذي جاءه بعد طول صبر و انتظار ، لم يكن الإمتحان في السكين، بل في - صفاء التسليم - لحظة فارقة يُختبر فيها مدى نقاء التوكل، وصدق التعلق بالله وحده. إبراهيم لم يقدّم ابنه فحسب، بل قدّم كل ما يربط القلب بغير الله. قدّم الحلم، والانتظار، والحنين، وكل ما يمكن أن يعلّق الروح بالأرض.

كان الذبح في الحقيقة ذبحًا لروابط التعلق، لا للأجساد.

أما إسماعيل عليه السلام ، انحنى لحكمة الرحمن، بثقة طفل يرى في أمر الله وعدًا، وأمانًا، ومخرجًا. لم يكن في خوف، بل في يقين، بأن من يُسلم نفسه لله، لا يُخذل.

الذبح كان رمزًا ، لقتل الأنا، والهوى، والخوف، لتحيا الروح متخففة من قيودها، حرة في طيرانها نحو الله.

فمن - صدق الفقد - نال الفداء. لأن الفداء لا يُمنح إلا لمن استطاع أن يضع أعز ما لديه على المذبح، ويقول: "يا رب، لك وحدك.