لا تقل لابنك "أنا فخور بك"!

عندما سمعت هذه الجملة لأول مرة، شعرت بالدهشة، وربما لديك نفس الشعور الآن. لكن، لماذا؟

ماذا يعني الفخر؟

الفخر هو الشعور بالرضا والسعادة نتيجة لإنجاز مشرّف يعزز قيمتنا الذاتية. لذا، عندما نقول للطفل: "أنا فخور بك"، فإننا نربط نجاحه بشعورنا نحن، وكأن إنجازه أضاف قيمة لنا، وليس له هو.

وهذا ليس صحيحًا، لأن الطفل يحتاج إلى أن يدرك أن نجاحه أو فشله يؤثر عليه هو في المقام الأول، وليس على أحد آخر. عندما يفهم ذلك، سيصبح مسؤولًا عن أفعاله، وسيكون الدافع لإنجازاته داخليًا، وليس مجرد محاولة لإرضاء الآخرين.

هل علينا التوقف عن تشجيع أطفالنا؟

بالتأكيد لا! بل على العكس، من الضروري تشجيعهم وتعزيز سلوكياتهم الإيجابية. لكن الفارق كبير بين التشجيع والمدح.

عبارة "أنا فخور بك" تندرج تحت المدح، وهو نوع من التقييم يصنّف الطفل وفقًا لإنجازاته. وعندما يعتاد الطفل على هذا النوع من التفاعل، يصبح مدفوعًا للحصول على رضا الآخرين بدلًا من الشعور الداخلي بالإنجاز.

وفي العادة، نجد أن الأهل الذين يقولون "أنا فخور بك" هم أنفسهم الذين يقولون "أنا مستاء منك" عندما يرتكب الطفل خطأً. وكلا العبارتين يرسلان رسالة غير صحية، مفادها أن حبنا له مرتبط بأفعاله، وهذا ما يسمى بـ "الحب المشروط". إذن، كيف نشجع أبناءنا بشكل صحيح؟

الأمر لا يتعلق بمجرد تغيير الكلمات، بل بفهم المبدأ نفسه. نحن لا نريد أن يشعر الطفل بأننا مستفيدون من نجاحاته ..

علينا ان نجعل الطفل يركّز على مهاراته وقدراته، مما يعزز لديه الدافع الداخلي للاستمرار في التطور، بدلًا من أن يكون نجاحه مرهونًا بمديح الآخرين له.

هدفنا هو بناء شخصية قوية ومستقلة لا تحتاج إلى تصفيق خارجي لتشعر بالنجاح