ما الذي يُبرد قلب إنسان قضى عمره يلملم شظايا قلبٍ لم يكتمل يومًا؟ أحلامه التي كانت امتدادًا لروحه، تحطّمت واختبأت في زوايا النسيان، ولم يجد لها طريقًا إلى الترميم. ذاك القلب... أنهكته الحياة واستنزفته حتى آخر نبضة، فلم يبقَ فيه ما يُعيده للحياة من جديد. أصبح لا يريد شيئًا، لا حبًا، ولا حلمًا، ولا حتى عزاءً. كل ما يريده... النجاة. النجاة إلى الأعلى، حيث الراحة التي لا يعكّرها التفكير، حيث الصمت الذي لا يقطعه الأنين. إلى حيث لا وجع... ولا ذاكرة. إلى السكون الأبدي، الذي يُعيد للروح شيئًا من السلام.
ورغم كل ذلك، يبقى في القلب شعاع صغير يذكّرنا بأن الحياة لا تنتهي هنا، وأن هناك دومًا فرصة للنمو والشفاء. وأن بعض الأحلام قد تتحقق، أو قد يصبح قدرنا أجمل من أحلامنا. لعل ذلك يحدث..
.
التعليقات