أُكاتِبُكِ الرَسائِلَ - يَا حَبيبَةَ القَلب - علّها تُبردُ شيئًا مِن أشوَاقِي!

وَإنَّ سَاعَةَ كِتَابتِي لكِ هيَ سَاعة الحُبِ وَالحَياةِ التي أجِدُ فِيهَا نَفسِي وَمُتَنفَّسِي وَأُمسِكُ القَلمَ كَأنّمَا أُمسِكُ قَلبِي وَأكتُبُ بهِ وَأنَا فِي الوُاقِعِ أُحِبُ بهِ وَأشتَاق

فَيرتَجِفُ قَلمِي كمَا تَرتَجِفُ نَبضَاتُ قَلبِي عِندَمَا أكتُبُ لكِ، وَعندمَا أُخفِي عَليكِ الحُب وَأظلُ أمشِي بِعزةٍ وأنفةٍ وقُوة وَأنَا أضعَفُ ما يكونُ الطِفلُ عنِدَ وِلادَتِه لا يملكُ من نَفسهِ شَيئًا وِإنَّما الأم! وأنتِ تَكونينَ بِمثابَةِ الأمِ في وَلدِها تَفعلُ بهِ الأفَاعيلَ حيثُ تَشاءُ وهي تُحِبهُ لكنَّها أفاعِيلُ الحُب، وُلكنَّها أفَاعِيلُكِ!

أكتُبُ إليكِ الرِسَالةَ وَأنا أعلمُ أنكِ لن تقرأيها، ولكنَّها مُتَنفَسي للحُبِ وزَفرَةُ الشَّوقِ التي لا أجدُ لهَا سَبيلًا إلّا في الكِتَابةِ إليكِ أو بينَ يديكِ

أيَملكُ المرءُ نفسهُ فِي الحُبِ - يا حَبيبة؟ -

لا أعلمُ إلى متى سَأظلُ أملكُ زَفرةَ الشَّوقِ التي فِي دَاخِلي، وآهةَ الحُبِ التي في نَفسي عِندمَا ألمحُ طيفكِ أو أرَى عَينيكِ وهِي تُغلَقُ عندمَا تَبتسمين وَيكأنكِ بإغلاقِهَا تُغلقينَ على قَلبي بَابًا مِن أبوابِ النَعيمِ المُعَجّلِ في هَذهِ الدُنيا، فَلا أريدُ منهَا شَيئًا إلّا البَقَاء في سوداويتكِ وأغفَى،

إلى متَى سَيعذِبُنا الحُبُ وَالبُعدُ يا حَبيبة؟

أخشَى أن تَسقُطَ آخرُ أقنِعَتي في القُوةِ وَالثَباتِ أمَامَ زَلازِيلِ وَزفَراتِ الحُبِ التي في صَدري

ثُمَّ - أحبّكِ وَوردَة -