وأنا أبحث على الإنترنت وأشاهد مقاطع الفيديو الكثيرة التي تتحدث عن النخوة العربية وكيف لا تقوم الدول العربية بالتحرك إزاء ما يحدث في غزة، أجد تساهلاً كبيراً، خاصة من قبل أشخاص مثقفين، بخصوص فكرة خوض حرب شاملة بسبب دولة مستعمرة وباسم العروبة، القومية وما إلى ذلك من شعارات. عندما نعود بالزمن إلى الوراء، إلى أيام عبد الناصر والملك حسين وبومدين وبورقيبة وغيرهم، أي إلى حرب67 وأيام النكبة، تلمع شرارة في عقولنا مفادها أن حكامنا الحاليين ضعفاء وغير قادرين على اتخاذ
حينما ينخر الحب صاحبه
لم يعرف كيف يمكن للألم أن يكون بتلك النقمة على قلبه قبل أن ينظر بعيدا، قبل أن يسمع ردّه ويقبّل سمعه ويدمي روحه. "أنا هنا جيّد في جلدي أنعم بالكثير، ولست حزينا فالسعادة في بيتي تعمّر وتعرّس". عرف كما يعرف كل صباح ومساء، أن كلماته كذب كما الكثير من حول الكثير، فرحل وهو يبكي والسماء تمطر على رأسه، وقد سمع طيورا، وشلالات، وشاهد صفحات المياه وحزنه عليها يذكره بأساه. رفع بصره للسماء وطلب الرب وهو الذي لم يطلبه يوما، هل
الكبر فخ
رفع رأسه عن ماضيه فكان تحته ثقيلا كالرماد البارد، بغى الكثير في شبابه ورقد على رسوماته، قالت له جنيات عن مملكة فيها يكون الجمال والمبتغى فرقد كما يرقد الجميع ، وهو يفعل نسي قوته ورسوماته، فمات موتا صغيرا عليها يسحقها بجثته وأيامه، بكى حينما عرف ان الجنية كذابة والمملكة سراب، والمبتغى طار والطيور هنا لا تقع. أمسك بكل حبه يريد، ان يوقظ رسوماته فألوانًا اكثر فيها، برقت لكنها لم تحيا، ينعت لكنها لم تنشد، ذلك المبتغى وكل ما أراده، فحينما
ركاكة روايات الفانتازيا العربيّة
من منّا لم يقرأ في حياته على الأقل أحد كبار روايات الفانتازيا من أمثال مجلّدات نارنيا و سيّد الخواتم أو أغنية الجليد والنار وغيرهن كثير، أكيد أن معظمنا استمتع بتلك العوالم الجميلة التي اخترعها كل من تولكن ومارتن و لويس، هي عوالم خياليّة تشترك مع العوالم الخيالية المستهلكة الأخرى الكثير، كالجن والأقزام والسحر والساحرات والغيلان والشعوذة، إلا أن تفرّد هذه الأعمال ومثيلاتها التي تنتمي معظمها إلى القرن الماضي لا يشق عنه غبار. استطاع تولكن في ثلاثيته العظيمة إضافة إلى الهوبيت
الحلاقة المشاعريّة
يمرّ بك وبي وبنا جميعا تجارب جمّة منذ ولادتنا حتى مماتنا، تتجمع وتتعاضد لتشكل شخصياتنا بطريقة أو بأخرى، وكل تجربة تكون نكون معها وبعدها. إن الفهم النظري للكون والطبيعة الهلوغرامية له أدت بعض العلماء إلى اعطاء نظريات كثيرة عنه وعن الزمن وشخصياتنا التي تعيش فيه. وقد شُرح لنا (رغم أنها نظريات غير مؤكدة) كيف أن وجودنا الحالي لا يعدو كونه سلسلة غير متناهية من نسخ منا كل واحدة تعيش في لحظة منفصلة عن الأخرى، فمثلا، أنا الذي أكتب النص الحالي
وحينما تنظر لأعلى تهرب منك!
أتى من خلف تلك الأشجار السوداء، هي كذلك وكذلك هو يكون، لقد تعب من يومه والغمام فوقه كثير، إنها على وشك أن تمطر وفي داخله امطرت وجرفت الكثير. رمى بحجر وركله، رأس نعجة جرح ورجل نملة كسر، طفل شاهده وبيده حمله، فقال له. يا أيها الأسود لمَ الحجر تؤذي بركله، ولم الآخرين بالألم تشعرهم، أنت هنا تنشر الشر والشر داخلك، أنا طفل بريئ لا أعرف الشر وليس بعد، فلا تثر فيَّ وحشي ودعه ينام يا من تجرّع المياه من الأيام.
وكيف أحبّك وأنا أخاف منك ؟
حمله في يده كأي رضيع عليه المخاط والدماء كثيرة، وضعه في الشمس علّها تجففه كما ستجفف الأيام مآقيه، قال له كلمات مباركة. أنت يا حبيبي سوف تكبر.. أنت في قلبي سوف تصغر.. وفي عيني عملاقا ستصير وتزيد.. لقد قلقتُ كثيرا حتى حصلت عليك.. أحبني أرجوك حتى لا أحزن.. أنا منافق وأنت كذلك.. أنا جميل وداخلي قبيح.. اكبر يا حبيبي فأنا لا أقدر ولا أريد.. لا عليك ولا على غيرك.. غسله بالماء وكثيرا صبّ عليه..آه عل تلك البرودة التي كانت عليه..أحس
"الكوميديا الآدمية، الرجل والإله والفرصة الثانية" قصّة أنجبتني وأنا ابنها !
اختنقت كلمات فاوست بدموعه، كانت هذه الأخيرة في عينيه وصوته، وهو يقول آخر ما لديه للإله. " يا ربي، أرجعني أصنع صالحا وأذر طالحا، لا أريد أن تكون حياتي طويلة، أريدها عميقة، أن أمرّ أنا بالأيام، لا أن تمرّ بي ". ركد حسّ أجنحة الملائكة، توقف تنفس الأنبياء والمرسلين والعباد، خمد زفير جهنّم لبرهة، وبأمر من الإله، أطلقت الجنّة ريحا لذيذا عصف بالمكان. كانت الرياح بين الدافئة والباردة، ذات رائحة وطعم كالطيب، بدأت تحوم حول فاوست ثم شرعت تعصف به
"الكوميديا الآدمية، الرجل والإله والفرصة الثانية"
" قبل عشر سنوات من الآن، أي في عام 2014، كنتُ في التاسعة عشر من عمري عندما أمسكت بالحاسوب لأكتب أول رواية لي. كانت تجربة مثيرة حملت كماً هائلاً من الأحاسيس: الخوف، الرهبة، الشجاعة، الحماس، وحتى صداع الرأس والعزلة الاجتماعية. أثرت فيّ روايات أغاثا كريستي كثيرًا، لذا كتبت أول رواية لي في نوع الجريمة والغموض. وعندما بدأت في كتابتها، لم أكن أتخيل أنني سأجلس لعام كامل وأنا أخطّها، ولكن وجدت نفسي قد كتبت ما يقارب الأربعمائة صفحة وأضفت علامة 'يتبع'،
هل يمكن تعويض الغاز الروسي ؟
لقد كثر الحديث مؤخرا عن تعويض الغاز الروسي المصدّر إلى دول الاتحاد الأوروبي حتى قبل بداية الحرب على أوكرانيا، وكان ذلك ضمن سياسة الولايات المتحدة وحلفائها لثني بوتين عن غزو الدولة الجارة، فلجؤوا إلى التلويح بورقة العقوبات بعلانية وبحماسة كبيرة، إلا أنهم وخاصة دول الإتحاد، كانت ولاتزال تذكر ملف الغاز باستحياء. وقد أكد بوتين سابقا بأن دولته لن تتوقف عن تصدير الغاز إلى "الدول الغير صديقة" في إشارة منه إلى دول الاتحاد ودول كثيرة أخرى كالولايات المتحدة واليابان، لكن الأرق
ما معنى التخلّي عن الفرنسيّة في الجزائر ؟
قرر ت منذ أيام وزارة الثقافةالجزائريّة التخلي عن اللغة الفرنسيّة في معاملاتها الإدارية، وقد ألزمت جميع مكاتبها باستعمال العربية حصرا عدا في الرسائل والمعاملات الدولية التي تحتاج إلى لغات أخرى، وبهذا تنضم وزارة الثقافة الجزائرية إلى وزارتين أخريين ألغتا استعمال الفرنسية في معاملاتهما الإداريّة العام الماضي، بينما معظم الوزارات الأخرى تبقي على استعمال الفرنسيّة لحد الساعة - عدا وزارة الدفاع -. لكن، هل يمكن أي يُثمّن هذا الجهد من قبل هذه الوزارات الثلاث، أو أنه لا يعدو كونه رمزيات لا
في دول تصبح فيه المثليّة الجنسيّة ممسحة سكّين
لم أستطع أن أغض البصر عمّا أدلى به سفاح الإسماعليّة الذي سمع به الجميع، حيث أنه قطع رأس رجل أمام أعين الناس وراح يمشي به في الشارع حتى ألقت الشرطة القبض عليه، وقد قال في إفادته أمام الجهات القضائيّة. "اللى حصل إنى كنت شوفت أحمد (المجني عليه) معدي بالتروسيكل بتاعه وداخل بيه على شارع طنطا وبعدين هو شافني وبعدها وقف بالتروسيكل أمام مطعم المصري اللي أول شارع طنطا، فأنا رحت له عشان أساله على مكوة شعر كنت مدهاله عشان يصلحها،
الفرنكفونيّة في الجزائر، من لغة إلى أيديولوجيّة
لعلّ استعمار فرنسا للجزائر يعدّ واحدا من أشهر الاستعمارات التي عرفها التاريخ الحديث، فمدة مكوث فرنسا في الجزائر فاق القرن وثلاثة عقود، بالضبط 132 سنة. وخلال فترة الاستعمار هذه، استعملت فيها فرنسا شتّى الوسائل لمحو الثقافة الجزائرية من عقول ووجدان ذلك الشعب، أو بتعبير أدق، محو كيان الجزائر من الوجود. ولعل هذا الكيان لم يكن بذلك الوحدة التي يظهر فيها الآن، فلم تعمل الدولة العثمانية لا في عهد البايلربايات ولا في عهد الآغواتات أو الباشاوات أو الدايات على توحيد الجزائريين
حرب الطوائف والأديان في العالم العربي
منذ أن بدأنا رحلتنا في دراسة الأديان والطوائف في المجتمع العربي والشرقي، لاحظنا نموا مستمرا لظاهرة العنف ضد طوائف معيّنة أو الأقل عددا، مع تكاثر وإزدهار شديد لسياسة التكفير (يمكنكم الإطلاع على مقالنا السابق "لماذا يميل العربي إلى تكفير الآخر"). تعرضت الديانات الأقدم في الشرق الأوسط إلى نوع من الطفرة في التنوع، فمن عبادة الآلهة الكثيرة في سومر وبابل وبلاد الفرس وآسيا الصغرى (تركيا حاليا)، إلى التوحيد الذي أتى به اليهود والذي كان عبارة عن إقصاء تام لجميع الآلهة مع
مرارة المُهر في الدول العربيّة، حسكة في حلوق المقبلين على الزواج
المهر وباختلاف بسيط بين الدول حول العالم في قديم الزمان وحاضره، يعدّ إحدى التقاليد التي تتبعها الأسر قبل الزواج. فيتمّ اعطاء العروس مالا من قبل زوجها كما يحدث في الإسلام، والعكس في المسيحية سابقا قبل القرن العشرين. بقي المهر أو الصداق وسيلة في المجتمعات الإسلاميّة لمساعدة العروس على شراء ما تحتاجه من ألبسة وجهاز لعرسها تتزين به يوم زفافها. ولو بقي هذا التقليد محصورا في مساعدة الزوجة المستقبليّة لكان التقليد من خير ما يكون. لكن وبعد سنوات جمر كثيرة عاشتها
التبرع بالأعضاء، ما الذي يمنع العرب من التبرع بأعضائهم ؟
لا تزال لحد الساعة مسألة التبرع بالأعضاء مسكوت عنها في العالم العربي، ففي الوقت الذي تضع فيه الدول المتقدمة بنوكا للأعضاء البشرية، لا يزال العرب ينتظرون فتوى من المشايخ للبت في حرمة التبرع بالأعضاء من عدمها. فمتولي الشعراوي حرّم الأمر وقال أن الأعضاء لله وليست للإنسان ليهبها، (من أين أتى بهذا المنطق ؟). وآخرون كمفتي الجمهورية المصرية السابق نصر فريد واصل أفتى في جوازه لكن للأقراب. هنا في حسوب مجتمع يدعى "اشرحها وكأني في الخامسة" إذن لنفعل ذلك. تخيل نفسك
جحيم الخادمات في الشرق الأوسط
تنتشر في الشرق الأوسط والأدنى ظاهرة الخادمات الافريقيات والآسياويات اللواتي يأتين من بلدانهن للعمل في دول الخليج أو الأردن أو لبنان وغيرها، وتقول شبكة البي بي سي أن 2.8 مليون امرأة يعملن خادمات في الشرق الأوسط وهذا عدد هائل جدا. ماري فتاة شابة من كينيا (قصتها كاملة في وثائقي بثته قناة الحرة الأمريكية)، تعرضت لحروق من الدرجة الثالثة وانسلخ كل جلدها عن بدنها أثناء عملها في الأردن كخادمة، وقالت في شهادتها أنها نادت على سيدتها إلا أن الأخيرة وبدل اسعافها
الباتشابازي أو "اللعب مع الغلمان" في افغانستان، عندما تصبح ثقافة الشعب مؤذية بحق
في بلد أين تختفي فيه كل الحريات الفردية، تسطع الباتشابازي في سماء اللامعقول كما يسطع النجم في الليل. لعب الغلمان أو اللعب مع الغلمان، هو تقليد أفغاني قد اعتبره أخطر من الكاميكاز الذي ينسفون المباني، تقليد يسمح وفي وضح النهار بشراء طفل لم يصل سن المراهقة بعد من والديه وجعله ملكية خاصة بالشاري الذي يكون واحدا من الأغنياء أو أمراء الحرب أو مسؤول سامٍ أو رجل دين، فيصبح الطفل غلامه ويمارس عليه الجنس ويستعمل في الدعارة ويصبح ما يسمى بالعبد
مريض الـHIV ومريض الإيدز في العالم العربي، نظرة لوّامة من الرجعيين وحزن عميق في النفوس
البارحة كنت بصدد كتابة مقالة عن HIV لكنني أجّلت الأمر لليوم لأجد أحد المساهمين وقد فتح الموضوع. وفي الحقيقة ما أردنا الحديث عنه هي النظرة الخاطئة نحو مريض HIV في العالم العربي وكيف يفكر هؤلاء القوم بطريقة رجعية حول كل الموضوع. في كل مقالاتنا نكرر بأن العربي (ليس كلّهم) ذو عقلية رجعيّة (حبّ هذا أم كره) تؤثر عليه بسلبية لا يمكن له تخيلها، بالتالي على أجيال وأجيال من الآخرين الذين يتشربون هذه العقلية الهدّامة بنهم. بمجرد ذكر كلمة إيدز تجد