رفع رأسه عن ماضيه فكان تحته ثقيلا كالرماد البارد، بغى الكثير في شبابه ورقد على رسوماته، قالت له جنيات عن مملكة فيها يكون الجمال والمبتغى فرقد كما يرقد الجميع ، وهو يفعل نسي قوته ورسوماته، فمات موتا صغيرا عليها يسحقها بجثته وأيامه، بكى حينما عرف ان الجنية كذابة والمملكة سراب، والمبتغى طار والطيور هنا لا تقع.

أمسك بكل حبه يريد، ان يوقظ رسوماته فألوانًا اكثر فيها، برقت لكنها لم تحيا، ينعت لكنها لم تنشد، ذلك المبتغى وكل ما أراده، فحينما رقد، كثر التراب عليها وكثرت السنين، فهرمت الكلاب وماتت الشيوخ، وسقطت ممالك ومن العدم ظهر الكثير وفي العدم ذاته غاب الكثير.

ايها القدير انجدني، فرسوماتي تحتضر، وانا فوقها كنت راقد، آه على الحريات ونشيدها، وآه على الجنيات وأكاذيبها، سوف اكبر وانسى رسوماتي، فهي هنا لا تعيش رغم الالوان.

خرج تائها والريشة في يده، أين أسير ومن أنا؟ دينارا سأعطيك إن انت هديتني! وقد مرت ألف سنة ونيف وأنا اسير، وامامي الان منزل من الحلوى، داخله طفلة عهدتها في قفص وهي الان تأكل كبد الساحرات، خاف وخفنا، ثم منزلا اخر عثرنا، انا اعرف ذئبه ونهايته، لكن الآخر قال الغير والحقيقة مرة.

هيا ايها النمل الجاد اجتهد، هيا ايها الجندي قاتل، هيا ايتها الام انحبي، هيا ايها الغريب عرف بنفسك..ثم هيا ايها الطفل اسكت وابق صغيرا فالكبر فخ كما يقول الكتّاب.