في بلد أين تختفي فيه كل الحريات الفردية، تسطع الباتشابازي في سماء اللامعقول كما يسطع النجم في الليل.

لعب الغلمان أو اللعب مع الغلمان، هو تقليد أفغاني قد اعتبره أخطر من الكاميكاز الذي ينسفون المباني، تقليد يسمح وفي وضح النهار بشراء طفل لم يصل سن المراهقة بعد من والديه وجعله ملكية خاصة بالشاري الذي يكون واحدا من الأغنياء أو أمراء الحرب أو مسؤول سامٍ أو رجل دين، فيصبح الطفل غلامه ويمارس عليه الجنس ويستعمل في الدعارة ويصبح ما يسمى بالعبد الجنسي.

تنشط حفلات الباتشابازي في العلن تحت أعين السلطات الأفغانية ويتم بيع أقراص أفلام الباتشابازي في كابول علانية وكأنها الحلوى. حفلات تجمع الرجال البالغين من كل حدب وصوب يشاهدون الغلمان وهم يرقصون لهم فيرشقونهم بالمال ويداعبونهم جنسيا، وأقراص أفلام تصور الأحداث وتتاجر بالأطفال الصغار، وعبر البلاد تنشط جماعات تتاجر بالأطفال لصالح الباتشابازي.

وفي احدى الوثائقيات، يقول أحد المتاجرين بأنه استعمل في عمله (المتاجرة بالأطفال لأجل الباتشابازي واقامة علاقة معهم) ما يعادل الألفين أو الثلاثة آلاف طفل على مدار 20 سنة. وكلما كان الطفل أوسم، يصبح "لعبة" لكبار القادة الجهاديين أو الأغنياء في البلد. وإن كان الطفل غير ملائم للرقص في سهرات الباتشابازي، يستعمل جنسيا.

في عام 2017 تم ورسميا حظر الباتشابازي، وكان التقليد محظورا في فترة حكم طالبان في التسعينات، لكن الاخيرة أصبحت تستخدم أطفال الباتشابازي للتسلل الى مراكز الشرطة وقوات الامن، وبعد تزايد هذه الظاهرة، تم حظر الباتشابازي رسميا بقوانين رادعة، إلا أن الطرفين لم يفعلا أي شيء بغرض انقاذ الاطفال من هذه الممارسات المؤذية، فطالبان استخدمتهم لأجل مصالحها، وأشرف غني منعها من أجل مصالح دولته الأمنية لا لأجل انقاذ الأطفال، وبين هذاوذاك، يتفق الجميع على أن استئصال هذا التقليد المؤذي سيكون صعبا جدا، فهو متجذّر في أفغانستان.

"وهنا يجب أن لا يتم الخلط بين البيدوفيليا والاعتداء على الأطفال تحت أي مسمّا كان".

السؤال هنا، عندما يدرك الشعب بأن ثقافته مؤذية لكنه يصرّ عليها، من الملام هنا؟ وكيف يجب محو جزء من ثقافة شعب متأصلة واستبدالها ؟