في رواية (ذاكرة الماء) لواسيني الأعرج، قالت العجوز أم كاتبنا له وهو يدفن عمته: " تربة الميت تحمي الحي من الرصاص...." ثم راحت تأخذ من تراب المقبرة وتضع في صدره! كان ذلك إبان أحداث العشرية السوداء في الجزائر وكان الكاتب مستهدفاً حتى أنه كان يتقنع في ذهابه وإيابه ويغير طريقه كل حين للتمويه.
ورغم عقلانية كاتبنا ورغم ثقافته الواسعة المتنوعة فإنه قبل من أمه حفنة التراب في صدره!! هل قبلها احتراماً لها وتطيباً لخاطرها؟ هل قبلها لأنه في داخله كان يريد أن يتكل على عنصر غيبي بعد أن خذلته كل مادياته ووسائله المحسوسة؟! فقد قال في موضع آخر: " لم اتساءل كثيراً. كنت في حاجة إلى شيء استثنائي في داخلي".
أعتقد أنه لولا الظرف المرير الذي كان يعيشه كاتبنا ويضغط أعصابه لرفض هذا الهراء. غير أننا نحن المصريين لنا اعتقادات شبيهة بهذا. عدما نرى شبشباً مقلوباً نسرع إلى عدله على وجهه الصحيح والسبب لأن الدنيا تنقلب بانقلابه فنحن نريد للدنيا أن تظل معدولة ومعتدلة فنعدل الشبشب!! كذلك، يعتقد الجدات عندنا أن خياطة الثوب بالليل حرام. لماذا يا ترى؟! لأننا سنخيط في جلود الأموات إذا فعلنا!!!
سؤالي لكم: ماذا في بلادكم من هذه المعتقدات المتوراثة؟ وهل فيها ما يحترم وله أساس من عقل أو تجربة؟
التعليقات