هناك مبدأ عالمي ينص على (Quality over Quantity)، وهو أننا نحتاج إلى أن يكون المنتج النهائي من أي عملية يركز على الكفاءة بشكل أكبر من الكمية والعدد. ولو أخذنا هذا المفهوم لعملية التعلم، لكان علينا أن نهتم بجودة ما نتعلمه لا بالكم الذي نتعلمه. لذلك أرى أن الفرد ليس مطالباً بتعلم كل شيء والتمكن منه بل هو مطالب بجودة مجال تعلمه وإتقانه على وجه الخصوص. وإلا فإنه لا يغدو أكثر من مثقفٍ يعرف شيئاً عن كل شيء، وليس متعلماً يعلم
متى تنتهي رحلتنا في التعلم؟
أثناء وقوفنا على منصة التخرج بعد أربع سنوات في الجامعة واثني عشر سنة على مقاعد المدرسة، باغتني صديقي بتصريح عجيب: إلى هنا تكون قد انتهت رحلتنا في التعلم والله يعطينا العافية! لم يحضرني في ذلك الموقف سوى قول مهاتما غاندي (عِش كَأنك ستموتُ غَداً، وتَعلم كأنَّك ستعيشُ أبَداً). هذا القول الذي غرسه معلمي فيّ منذ سنوات الدراسة الأولى، ووددت لو اعتبرناه قاعدة راسخة تكفل لنا قناعة نفسية بضرورة استمرارية رحلة التعلم في خوضنا مضمار الحياة. قد يكون الفرق كبيراً أن
كيف نعرف نمط التعلم المناسب لنا؟
بينما كنت جالساً في أحد المحاضرات، سأل المحاضر سؤالاً وجيهاً: من فيكم بإمكانه تحديد نمط التعلم الخاص والمناسب له؟ أحسست حينها بغرابة وخجل حيث أننا جميعاً قد ندّعي أننا نتعلم ونستمر في عملية التعلم لكن ربما لا نملك الإجابة على ذات السؤال. من بين الحاضرين من قال إنه متعلم بصري، وآخر سمعي، وآخر حركي. لكن لو توقفنا قليلاً، كيف لنا أن نحدد طبيعة نمط التعلم الذي يناسبنا! شخصياً أتبع نظام التجريب حالياً كي أصل إلى فهم أقمع لجميع الأنماط على
كيف نتعلم بذكاء وليس بجهد؟
لطالما سألت نفسي كثيراً كيف لأحد زملائي أن يدرس ساعتين ويتحصل على العلامة الكاملة في حين أن غيره يدرس أياماً متواصلة ولا يحصل نفس العلامة! خلال مطالعتي للكتاب الشهير (Study Smarter Not Harder)، والذي ترجم للعربية باسم (ادرس بذكاء وليس بجهد)، وجدتُ الكاتب كيفين بول يركز على نقطة مهمة في التعلم وهي أن العبرة ليس بكمية الجهد المبذول في التعلم ولكن بكيفية بذل هذا الجهد. ولعل هذا أقرب إلى العقلانية، حيث أن الكثيرين قد تضيع منهم الساعات وهم في تشتت
نظرية كولب للتعلم: يجب أن نفهم ذاتنا قبل تعليمها
خلال بحثي في أنماط التعلم ونظرياتها، وجدتُ تركيزاً كبيراً من المختصين على أهمية فهم الذات وأن تتشكل لنا صورة واضحة عن أهدافنا ودوافعنا وفي نفس الوقت أيضاً أنماط تعلمنا المختلفة. ديفيد كولب الذي نشر أساليب التعلم الخاص به عام 1984 بعد أن أمضى سنوات من خبرات وتجارب عديدة قبل ذلك في تطويره يقترح أن عملية التعلم هي دورة تتكون من أربع مراحل علينا أن نحاول فهم ذواتنا فيها بشكل أفضل لتحقيق نتاجات تعلم فعالة. المرحلة الأولى حسب نظرية كولب هي
استراتيجية بالتينو: هل يُعتبر الخطأ فرصة للتعلم؟
من خلال خبرتي بمجال التعليم، أجد أن استراتيجية بالتينو واحدة من أهم استراتيجيات التعلم الذاتي النشط التي تركز على التعلم من الأخطاء والاستفادة منها بغرض التحسين في المستقبل والوصول إلى أعلى مستويات الفهم والأداء في التعلم. كما أنها تركز بشكل كبير على مبدأ (Deep Learning) وهو التعلم العميق بحيث نحصل من خلالها على وعي أشمل لما نتعلمه وفي ذات الوقت وعي أكبر لذواتنا ولحاجاتها وتجاربها من أخطائها. لذلك فإن هذه الاستراتيجية والتي تم اقتراحها من علماء مختصين تعتمد على أربعة
في سنتي الجامعية الثانية قررت ترك الدراسة: عن أهمية وضوح الوجهة
ربما أمتلك الشجاعة الكافية لأخبركم عن مرحلة كانت أشبه بمفرق طرق شديد التعرج في حياتي العلمية ورحلتي في الحصول على الشهادة الجامعية الأولى. انتهيت من الثانوية العامة وأنا لا أملك أدنى فكرة عن الموقف الذي وُضعت فيه: أن أختار تخصصاً للدراسة ثم يكون سبيلاً للمنافسة في سوق العمل. لم يكن يجول في خاطري سوى فرحة واحدة أني انتهيت من سنوات المدرسة بانتهاء الثانوية. لكن شيئاً أعظم كان بالانتظار، يجهز نفسه ليكون ضيفاً ثقيلاً على تفكيري فيشغل بالي على مدار الوقت.
ماذا لو وُلد كل واحد منا متعلم؟
سؤالٌ قد يبدو غريباً للبعض لكنَّه من جملة الأمور التي تُراودني بين الحين والآخر لكن ماذا لو تخيلنا أن هذا التصور أصبح واقعاً! أن يولد كل واحد منا متعلماً في جانب من جوانب المعرفة، ويحمل كفايات تؤهله لخوض مساراته في الحياة. ربما يُساعد ذلك في تكيُّف أفضل للأفراد مع تغيرات الحياة وتقلباتها؛ بأن يكون مدركاً بشكل كافي لما يدور حوله، بدلاً من كونه جاهلاً. يرى بعض الخبراء أنه مدخل للمساواة بين الناس، فالظروف تختلف من بيئة إلى أخرى، والتعليم كما
كيف نجعل التعلم أكثر متعة؟
في عالم تشغل فيه المعرفةُ حيزاً كبيراً من شخصية كل واحد منا، ويستدعي منا التعلم والتعرف على ما هو جديد من حولنا، كان لا بد أن نستوقف أنفسنا كيف نضفي جانباً من المتعة على عملية التعلم! فالتعلم على أهميته إلا أنه يستوجبُ أن يكون مقروناً بالمتعة، حيث أن الانسانَ على طبيعتِه مخلوقٌ على حُبِ المتعة وأنه ينفرُ من الأمورِ لا يجدُ متعتَه فيهَا ولكي نجد ضالتنا في ذلك، كان من الضروري أن نختار المواضيع التي تشغل بالنا وتحفز دوافعنا للتعلم،